لؤلؤة الوطن القبلي تستعيد ضياءها

ظلت وماتزال قليبية لؤلؤة الوطن القبلي الساحرة من أبرز الجهات في تونس الخضراء عبر تميزها بحراك ثقافي غير مسبوق أسسته جمعيات ناشطة في النسيج المدني بفضل وعي ثلة من رجالاتها ونسائها الحقيقي داخل مدينة محدودة في تعدادها السكاني ثرية بتظاهراتها الإبداعية على اختلاف مشاربها فأسست شريحة كبيرة من المتعلّمين ومن المثقفين ومن المناضلين الفاعلين عددا ثريا من المحطات الثقافية السنوية على مدى سنوات طويلة من الإصرار والمثابرة وتحدي الصعوبات لتشكل بفضل ذلك قليبية لها موقعا مميزا في المشهد الثقافي الوطني والعربي إيمانا بالفعل العيني الملموس والمبادرة الحقيقيّة وهو شعار لقيمة ثابتة دوٌنتها الهيئة المديرة لجمعية منارة الأدب قليبية منذ انبعاثها لتنسج على منوالها جمعية سينما الهواة ومهرجانها العالمي FIFAK إلى جانب مبادرات في الفن التشكيلي تتلمٌش إشعاعها الثقافي جهويا ووطنيا وفي فصل الصيف تتضاعف الرغبة وتشرئب الأعناق إلى ِوجهة أدبية تراوح بين الفعل السردي والشعري والفكري ذو صبغة شبابية واعدة متمثلا في المهرجان الوطني العريق للأدباء الشبان في دورته الثمانية والثلاثين 38 الذي ألحٌَ القائمون على حظوظه أن ينتظم في موعده أيام 26 و 27 و 28 أون 2024 تحت شعار كامن في القلوب :”ثابتون على المبدأ..برغم العراقيل”— avec Sonia Farjallah et Ahmed Ben Cheikh.

تبقى قليبية وجهة الأدباء الشبان: الصيفية:

التقينا قيدوم المهرجان وعضو لجنة تحكيم مسابقة الشعر: مختار المختاري فادلى بدلوه قائلا :” في زمن كثرت فيها الشكوى بغياب الدعم المالي سواء من الجهات الرسميّة (التي غالبا ما يكون دعمها اقل من القليل) وغياب مطلق في غالب الأحيان من الخواص وكأنّ هذا الفعل الثقافي والأدبي والفكري والفنّي لا يشمل شبابهم وفلذات أكبادهم بصفة خاصة أيضا جنبا الى جنب مع باقي أبناء الوطن.

ولأنّ الدعم قوّام ومنفّذ ومجمّل ومطوّر ومحافظ على حلم القائمين والواهبين جهدهم بدون مقابل لا بل وبمالهم الخاص على ما هم عليه فهم موظفون من عموم موظفي البلاد ومع ذلك يدافعون بشراسة عن حلم جهتهم المتأصّل والمتوارث والذي اصبح حلم شباب المنطقة واصبحت مواعيده ما يشابه المحجّ لمحبّي الفكر والأدب والفن إلى درجة أنّ تكون قليبية طيلة الصائفة وطن الشباب وعاصمة الثقافة والفنّ والأدب والفكر في بلاد تتدحرج سريعا نحو الأميّة والأميّة الثقافيّة وتفسّخ الشخصيّة الوطنيّة واندثار الخصوصيات التي تميّز وطن عن غيره.

…لذا مازلت أعيش على وقع هذا الحلم وأنا احمل حقيبتي لأحضر مهرجان الأدباء الشبان بقليبية منذ أيّام الشباب وحتّى المشيب وأحجّ بالكلمات إلى تراب الكلمات وأجتمع بصحب كثر وبعالم يتميّز بحبّ الكلمة الصادقة الحقيقيّة.

ويوم ينتهي المهرجان نبتسم بحزن ونتعانق بفرح نوهم أنفسنا به لأنّ فينا رغبة بالمزيد والشعور بأننا نكبر الى درجة تشعرنا بأنها ربّما تكون آخر مرّة قبل الرحيل النهائيّ. ومع ذلك نعود لحلمنا سريعا بأنّ الموعد آت واللقاء قريب.

إشعاع المهرجان عربيا باستحقاق

إن هذه الدورة 38 هي أضافة فينا علامة جديدة هي لقاء عربيّ ثبّت رغبة هيئة المهرجان لدورة ثانية بعد دورة 2023 – 37 بحضور عربي ضمن المشاركين في مسابقة الأدباء الشبان. ولكن هذه الدورة من بين الحاضرين والمساهمين والمشاركين (كانت الجزائر وخصوصا الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين) وكم كان الزمن سريعا متسارعا ليحمل في طياته ذكريات جميلة ورائعة لقليبية التي تسحرنا بمناخها واختلاف المشاهد الرائعة التي تجتمع في كلمة صادقة على لسان شاعر أو سارد أو ريشة فنان يرسم قلب عاشق.

مجهودات جبارة من جمعية المنارة

نشدٌ بقوٌة على المجهودات المبذولة من طرف هيئة جمعيّة منارة الأدب بقليبية ولهيئة مهرجان الأدباء الشبان تتقدمهم الأستاذة سنية فرج الله ورئيس الجمعية الشاب أحمد بن الشيخ قيدوم الأعضاء رضا بن يوسف وكلّ القائمين على هذا المهرجان وكلّ المساندة المطلقة لما يتكبدونه من مشاق لتحقيق حلم وطن بشبابه وحتّى شيوخه

دمتم ودام الألق والتميّز ودام جمعكم ودامت منارتكم بيت يجتمع فيه الفكر بالقلم والورقة والكلمات والرسم.

جوائز المهرجان

في القلب حلم يكابد كلّ لحظة المنظمون ليرتقوا به رغم المصاعب والوضع العام الذي يحطّم النفوس قبل العقول والقلوب. شكرا للمشرفين على ورشات المسابقة المفتوحة للشباب في القصة والشعر لما قدموه لجميع الكتسابقين من إفادة و محبة ودفئ وحميميّة وهذا ليس غريبا على مهرجان قليبية الأدبي في اختياره للأسماء الفكرية من ذوي التجربة وبعد تسابق وتلحق وعمل ماراطوني بالورشات افرزت نتائج المسابقات على الجواز التالية:

في الشعر

– جائزة اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين لبسمة درعي “كانت القدس سلاما”

– جائزة جمعية شكري بلعيد للإبداع والفنون تحصلت عليها فاتن بن خالد عن نصها ” مات الإلاه “

جوائز المهرجان:

الجائزة الثالثة لخولة السيك سالم عن نصها ” ليلى”

الجائزة الثانية لمحمد غيلان العيادي عن نصه ” صخرة في دمي “

الجائزة الأولى لمحمد أحمد جيد عن نصه ” بارقة القصيد “

في النثر :

– جائزة اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين تحصلت عليها سيرين جبنوني عن نصها ” برنس بسيكوبات”

– جائزة جمعية شكري بلعيد للإبداع والفنون تحصلت عليها ليلى بركاتي عن نصها ” هواجس طفلة “

ونظرا لقلة عدد المشاركين في مسابقة النثر وحفاضا على قيمة جائزة المهرجان قررت الهيئة المديرة ان تسند جائزة واحدة التي تحصل عليها ياسين بن فرج عن نصه ” الإكسير “.

وسوف تسعى هينة المهرجان و جمعية منارة الأدب بقليبية العمل بالتوصيات التي وردت بتقارير اللجان والإنطلاق ابتداء من الدورة 39 /2025 بإطلاق الصبغة العربية على مهرجان الأدباء الشبان بقليبية واعتبارها نسخة تاريخية في مسار عمر المهرجان الذي ناهز الأربعين سنة هدفه الأسمى تمكين كتابنا الشباب من فرصة الإفصاح عن مشاغلهم الوجدانية وتكريس أسمائهم مستقبلا في المشهد الأدبي والفكري.

جلال باباي