“مواجهة ملحمية إلى آخر دقيقة في سباق كأس تونس للأواسط”

في لقاء حمل بين طياته كل معاني الإثارة والتشويق، احتضنت القاعة المغطاة بالقلعة الكبرى يوم الأحد 26 جانفي 2025 مباراة من العيار الثقيل جمعت بين الاتحاد الرياضي بأكودة والنادي الرياضي بساقية الزيت ضمن الدور الثاني من منافسات كأس تونس للأواسط في كرة اليد ورغم الأداء البطولي الذي قدمه أبناء المدرب رياض بن سلامة، انتهت المواجهة بفوز الفريق الضيف بنتيجة 32-30، في مباراة استثنائية لم تحسم إلا في اللحظات الأخيرة…

 منذ الدقيقة الأولى، بدت المباراة وكأنها مواجهة بين عملاقين، حيث تبادل الفريقان السيطرة والهجمات، وسط حذر شديد من الطرفين. ورغم التقارب الكبير في المستوى، لم يسمح أي فريق للآخر بفرض أفضليته المطلقة، لينتهي الشوط الأول بتعادل مستحق 18-18، في مؤشر واضح على أن الفصل الثاني من اللقاء سيكون أكثر إثارة. وبالفعل، مع انطلاق الشوط الثاني، رفع لاعبو الاتحاد الرياضي بأكودة من نسق أدائهم، معتمدين على دفاع صلب وهجمات مرتدة سريعة مكنتهم من فرض سيطرتهم على مجريات اللعب. وخلال لحظات من التألق والانسجام الجماعي، استطاع الاتحاد التقدم بفارق أربع نقاط، ما أشعل حماسة الجماهير التي تفاعلت مع كل هجمة وكل تصد رائع من حارس المرمى. غير أن الفريق الضيف لم يستسلم، بل عاد بقوة في الدقائق الأخيرة، مستغلا بعض التفاصيل الصغيرة ليقلب الطاولة ويخرج منتصرا بفارق نقطتين فقط. لم يكن الحماس مقتصرا على أرضية الميدان فحسب، بل امتد إلى المدرجات التي ضجت بالحياة بفضل الجماهير الوفية للاتحاد، والتي ملأت القاعة بأهازيجها وهتافاتها، مؤمنة بقدرة فريقها على تحقيق الإنجاز. ورغم الخسارة، فإن الأداء البطولي الذي قدمه اللاعبون جعل الجميع يغادر القاعة مرفوعي الرأس، مؤكدين أن الفريق يملك من الروح القتالية ما يؤهله للمضي قدما بثبات.

 وبين الشوطين، شهدت المباراة لحظة مميزة حين تم تكريم الدكتور غازي سلامة، الرئيس الأسبق للاتحاد الرياضي بأكودة، في لفتة تقدير لمسيرته الحافلة وعطاءاته الجليلة للنادي. مشهد أضفى بعدا إنسانيا على اللقاء، حيث وقف الحاضرون احتراما وتقديرا لشخصية تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الفريق. ورغم النتيجة النهائية، خرج الاتحاد الرياضي بأكودة رابحا من هذه المواجهة، ليس فقط بأدائه القتالي وروحه العالية، بل أيضا بالخبرة التي اكتسبها لاعبوه في مواجهة خصم قوي. هي خسارة تحمل في طياتها دروسا ثمينة، وتشكل نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقا لهذا الجيل الصاعد، الذي أثبت أنه قادر على مقارعة الكبار…

 إلياس صبري جمال