متابعة الحبيب العربي
انتهت يوم أمس فعاليات الدورة 27 من تظاهرة الندوة التاريخية السنوية… هذه الدّورة التي كان في الحسبان أن تُشرف على افتتاحها وزيرة الثقافة لكنها تخلّفت في آخر لحظة ولا ندري سبب الغياب؟ بما جعل البعض من المتابعين، من أهل الثقافة على الخصوص، يستاؤون من ذلك آملين أن يكون “المانع خير”.. وحتى الكلمة التي ألقاها مكانها مندوب الثقافة في بنزرت لم تحمل أي بشرى ثقافية للبنزرتية…
في الافتتاح كان المعتمد الأول نيابة عن والي “البلاد” حاضرا مرفوقا بمعتمدة بنزرت الشمالية.. كل محاضرات هذا العام حامت حول العلاقة الجدلية بين بنزرت والبحر وقد كانت ثرية بالقدر الذي أسعد الحاضرين ولو ان هؤلاء كانوا من صفوة المجتمع البنزرتي، أي ان الحاضرين لم نر بينهم عامة الناس ولا الشباب والأطفال وأولياءهم الذين قال عنهم رئيس جمعية صيانة بنزرت انهم الجمهور الواجب إشعاره بأهمية موقع مدينتهم ومكانها الإستراتيجي الذي جعل القوى العظمى او الكبرى تتصارع فيما بينها من أجل امتلاكها والسيطرة عليها…
إذن حضرت النخبة المتعلمة وغاب ذوو المستوى التعليمي والثقافي المتواضع ولسنا ندري إن كان وراء هذا الحضور اختيار مسبق وممنهج من الهيئة المديرة للجمعية.. المحاضرون كانوا خمسة.. وهم كلهم أساتذة جامعيون من العاصمة، بما يجعلنا نطرح التساؤل التالي : – لماذا لم نر أساتذة جامعيين في التاريخ والجغرافيا يدرّسون في بنزرت ؟.. كل الأساتذة المحاضرين كانوا بشوشين ولطفاء وسعداء بأسئلة من تداولوا على المصدح عند المناقشة، إلا واحدا في اليوم الأول، للأسف، كان حادا بعض الشيء في التفاعل مع سؤال أحدهم بما يجعلني أقول له بكل لطف احتراما لكونه مربيا بالأساس وحامل علم : – رجاءً، تواضع قليلا وانظر للحاضرين من حولك في كل محضر كما لو أنهم تلامذتك أو طلبتك فإن خير العطّائين هم العلماء والباحثون والمعلّمون والأساتذة…
أمران جميلان
أمران جميلان تخللا دورة هذا العام.. الامر الأول تمثل في عقد جمعية صيانة المدينة ببنزرت اتفاقيات شراكة ثلاثة مع كل من مندوبية التربية ومندوبية الثقافة ومع المعهد الوطني للأثار.. وأما الأمر الآخر الجميل والمحمود فيتمثّل في حركة تكريمية قامت بها هيئة الرئيس صفوان بن عيسى تجاه ثاني وثالث رئيس للجمعية منذ تأسيسها، السيدان الهادي الطبربي ومحمّد علي بن قايد حسين، وكذلك تجاه بعض من ناضلوا في الجمعية وعملوا فيها لسنين طوال وأبرزهم الوجه البنزرتي المتميّز بجبّته البنزرتية في كل محضر، عم احمد الكافي…
آخر التوصيات التي خرجنا بها من دورة هذه السنة هو الحرص على إتمام دورة العام المقبل تحت نفس العنوان : “بنزرت والبحر : عبقرية المكان.. وجدلية الزمان… ولو أن هذا العنوان أثار الجدل الكبير من حوله نظرا لكونه معقدا بعض الشيء وصعب الفهم.. مع التأكيد على ضرورة توثيق كل المحاضرات وجمعها في كُتيّب “تاريخي” كما جرت العادة في الجمعية من قبل…
التحية موصولة الى السيد الهادي الطبربي على حسن إدارته الندوة.. ورفع قبّعة التقدير لرئيس الجمعية، الأستاذ الجامعي هو الآخر، صفوان بن عيسى، على كل العمل الذي يقوم صلب الجمعية كي تستعيد عافيتها وتحقق انتظارات منخرطيها ومتساكني المدينة منها…
الحبيب العربي