تمر اليوم 25 جويلية 2023 الذكرى الرابعة لوفاة الباجي قائد السبسي وهو على رأس قصر قرطاج.

فقد أعلن في صباح الخميس 25 جويلية 2019، عن وفاة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، بالمستشفى العسكري بالعاصمة تونس، عن عمر يناهز الـ93 عامًا، وذلك بالتزامن مع إحياء التونسيين للذكرى 62 لإعلان الجمهورية.

د ولد محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي يوم 29 نوفمبر 1926 بمنطقة سيدي بوسعيد بالعاصمة، وهو الرئيس الخامس للجمهورية التونسية وأول رئيس منتخب ديمقراطيًا من قبل الشعب. وقد تلقى قائد السبسي دراسته بمعهد الصادقية بتونس العاصمة وأكمل الجزء الثاني من البكالوريا بديجون سنة 1948.

وفي 1949، تنقل إلى باريس ليواصل الدراسات العليا في الحقوق أين التقى بالحبيب بورقيبة الابن وتوطدت العلاقة بينهما الأمر الذي سمح بلقائه بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1950.

وقد عاد إلى تونس يوم 15 جويلية 1952 إثر إنهاء دراسته الجامعية.

وعند عودته إلى تونس، انضم الباجي قائد السبسي إلى مكتب المحامي فتحي زهير في نفس السنة وأدى القسم يوم 3 أكتوبر1952 وانطلق فورًا في الترافع بعد أسابيع قليلة وإثر اغتيال فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر. كما عمل لفترة طويلة كمحام لدى الاتحاد العام التونسي للشغل.

وتولى قائد السبسي عدة مناصب في الدولة التونسية طيلة مسيرته حيث نشط صلب الحزب الدستوري الحر منذ شبابه وبعد الاستقلال عمل كمستشار للحبيب بورقيبة ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية. وعام 1963، تمّ تعيينه على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة إدريس قيقة على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر 1962.

وفي سنة 1965، عيّن وزيرًا للداخلية بعد وفاة الطيب المهيري. وساند من منصبه التجربة التعاضدية التي قادها الوزير أحمد بن صالح. وتولى وزارة الدفاع بعد إقالة هذا الأخير في 7 نوفمبر 1969 وبقي في منصبه إلى غاية 12 جوان 1970 ليعيّن إثر ذلك سفيرًا لدى باريس.

قام الباجي قائد السبسي عام 1971 بتجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري وذلك على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي ليقع رفته من الحزب سنة 1974 لينضم للمجموعة التي ستتشكل عام 1978 وهي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري. وخلال تلك الفترة، تولى إدارة مجلة “ديمكراسي” المعارضة.

وفي 3 ديسمبر 1980 عاد إلى الحكومة كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، ليعيّن يوم 15 أفريل 1981 وزيرًا للخارجية خلفًا لحسان بلخوجة. وأثناء توليه هذا المنصب، لعب قائد السبسي دورًا هامًا في قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط.

وفي 15 سبتمبر 1986، تم تعيين الباجي قائد السبسي على رأس الديبلوماسية التونسية ليعيّن بعدها سفيرًا لدى ألمانيا الغربية.

وفي 1989، تم انتخاب الباجي قائد السبسي في مجلس النواب ليتولى رئاسته بين 1990 و1991. وخيّر إثر ذلك الرئيس الراحل الابتعاد عن الساحة السياسية إلا أن هذا القرار سيكون مؤقتًا، حيث سيسجّل الباجي قائد السبسي عودته بعد الثورة التونسية ويقوم بدور محوري في الحفاظ على استقرار البلاد في ظل الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه.

وقد عيّن قائد السبسي في 27 فيفري2011 رئيسًا للحكومة المؤقتة بعد استقالة محمد الغنوشي ليقود البلاد إلى انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر2011. واستمر في منصبه حتى 13 ديسمبر 2011 حين قام رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي بتكليف حمادي الجبالي بتكوين حكومة.

ورغم أنه كان من المتوقع أن يغادر قائد السبسي حينها الحياة السياسية نهائيًا، إلا أنه اتجه إلى تأسيس حركة نداء تونس عام 2012 ليخوض بها الانتخابات التشريعية والرئاسية ويفوز برئاسة الجمهورية في ديسمبر 2014، في حين تحصل حزبه آنذاك على المرتبة الأولى في التشريعية.

:وبفعل التقدم في السن انهك المرض الباجي قائد السبسي الذي عرفت صحته تهورا سنة 2019 بالخصوص حيث كان يعالج بشكل مستمر واحتجب قي عديد الأوقات عن الظهور إلى أن اعلن عن وفاته يوم 25 جويلية 2019 حيث كان يعالج بالمستشفى العسكري.

عن تونس ultra بتصرف