دأبت معتمدية سبيبة بولاية القصرين والمعروفة بعاصمة التفاح على تنظيم مهرجان سنوي للتفاح يهدف إلى تثمين هذا القطاع الإستراتيجي الذي تتصدر فيه الجهة منذ سبعينات القرن الماضي المرتبة الأولى وطنيا، وإلى تسليط الضوء على الإشكاليات والصعوبات التي يعاني منها جلّ المنتجين بالمنطقة والمرتبطة أساسا بنقص مياه الرّي، وتهرئ المناطق السقوية العمومية، وعدم مطابقة الأدوية للمواصفات المطلوبة، وتهرم غابة التفاح .

وقد أضاء مهرجان التفاح بسبيبة، مساء الأحد المنقضي، شعلته الرابعة والأربعين والتأمت بالمناسبة عروض تنشيطية وفنية وفرجوية، مع معرض إقتصادي، وآخر للحرف والصناعات التقليدية، مع نقاط تذوق وبيع من المنتج الى المستهلك لثمرة التفاح التي تمتلك فيها سبيبة علامة تجارية مميزة تسمح لها بترويج هذه الثمرة خارج حدود الوطن.
ويقدّر الإنتاج الجملي لصابة التفاح بولاية القصرين، خلال الموسم الفلاحي الحالي، بـ50 ألف طن وقد تم تسجيل نقص في الصابة بـ10 آلاف طن (20 بالمائة) بسبب نزول الجليدة فترة الإزهار، وتواصل الجفاف، ونقص المياه، فيما قدرت صابة معتمدية سبيبة لهذا العام بـ22 ألف طن، باعتبار أنّ مواطن انتاج التفاح بالجهة ترتكز بالخصوص في معتمديتي سبيبة وفوسانة بنسبة قدرت بـ80 بالمائة، وفق رئيس مصلحة حماية النباتات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين مختار العلاقي.

وكشف العلاقي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن المصالح الفلاحية انطلقت خلال سنة 2024 في عملية تشبيب غابة التفاح الهرمة بسبيبة في إطار برنامج تشبيب الغابات الهرمة (500 هكتار على مدى ثلاث سنوات) بدعم من البنك الإفريقي للتنمية الذي يشمل تشبيب أكثر من 1500 هكتار، علما أنّ أشجار التفاح بسبيبة غرست منذ أكثر من 50 عاما في مناطق سقوية عمومية.
وذكر في ذات الإطار أنه تم خلال الموسم الفلاحي الفارط تشبيب 50 هكتارا عبر إدخال أصناف جديدة، منها رويال قالا وقالا قلاكسي، مع غراسة أشجار ملقحة لأشجار قودلن ديليشيس المتأقلمة مع التغيرات المناخية بإعتبار تطلبها لكمية أقل من تدني الحرارة (حوالي 600 ساعة في السنة مقابل 800 ساعة في السنة للأصناف العادية).
ومن جهته، بيّن رئيس الإتحاد المحلي للفلاحين بسبيبة، فتحي محفوظي في تصريح لوكالة “وات”، أن سبيبة بها مناطق سقوية عمومية شاسعة تمسح قرابة 3 آلاف هكتار ما جعلها العمود الفقري للقطاع الفلاحي بالمنطقة، إلّا أنها تعبر مهترمة وأكل عليها الدهر وشرب، وفق تعبيره، لافتا إلى أن مشروع تهيئة هذه المناطق المموّل من قبل البنك الإفريقي للتنمية انطلق سنة 2019 في المنطقتين السقويتين الضفة اليمنى والحاسي بتكلفة قدرت بـ17 مليون دينار، إلّا أنّه تعطل ولم ير النور إلى اليوم.
وشدّد محفوظي على ضرورة تفعيل هذا المشروع الهام والتسريع في انجازه خاصة وأن الإعتمادات متوفرة، مبرزا أن المناطق السقوية الخاصة هي التي تعمل حاليا بسبيبة ولها إنتاج من التفاح شاركت بعينة منه في المعرض الاقتصادي بينما اختارت المناطق السقوية العمومية رفع لافتة سوداء تحمل عنوان ” إنتاج المناطق السقوية العمومية بسبيبة ؟؟؟ !!!” لأنها لم تنتج شئ بسبب انعدام مياه الرّي، وفق قوله. .
كما طالب المصدر ذاته بضرورة تشبيب غابة التفاح، وتمكين الفلاّحين من شتلات مطابقة للمواصفات المطلوبة، مبينا بالمناسبة أن العلامة التجارية المميزة للتفاح بسبيبة هي مكسب من المكاسب التي سعى لها مهرجان التفاح ما جعل تفاح هذه المعتمدية ذو طابع مميز من حيث الجودة والطعم والرائحة والحجم.
ومن جانبه، قال كاتب عام مهرجان التفاح بسبيبة، نبيل محمدي، في تصريح لوكالة (وات)، إن “هذا المهرجان يعد من أقدم المهرجانات بتونس ويحمل طابعا ثقافيا يرمي لتنشيط المعتمدية وشوارعها، وطابع تنموي فلاحي من خلال الندوات الفلاحية التي تطرح في اطارها عوائق ومشاكل القطاع الفلاحي وقطاع التفاح على وجه الخصوص، كما له طابع اقتصادي من خلال المعرض التجاري والاقتصادي الذي يتيح للفلاح عرض منتوجاته المتنوعة والتعريف بها وترويجها”.
وفي تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، وجّه عدد من فلاحي سبيبة دعوتهم إلى السلط الجهوية والمحلية من أجل التسريع في مشروع تهيئة المناطق السقوية العمومية الثلاث بهدف حلّ مشكل مياه الرّي، مع التعجيل في تشبيب غابة التفاح الهرمة، وتمكين الفلاحين من شتلات مطابقة للمواصفات ومن الأدوية الناجعة، مع إيجاد حل لمشكل الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ثلاثي الأطوار، والمتابعة المستمرة لضيعات التفاح من قبل خلايا الارشاد الفلاحي.
يشار الى أن فعاليات الدورة 44 لمهرجان التفاح بسبيبة انطلقت في غرة سبتمبر الجاري وهي متواصلة إلى غاية ال 15 من نفس الشهر وهي دورة المرحوم ابن المنطقة الطبيب الانسان منصف المحمدي طبيب رئيس للصحة العمومية المشهود له بأخلاقه الرفيعة وطيبته الكبيرة.