أجمع المشاركون في ندوة حول موضوع « المسرح في زمن الرقميات » التي نظمتها يوم السبت 4 نوفمبر جمعية روافد المسرح بالمكنين، على أنّ الرقميات يمكن أن تساعد على تحقيق مسرح بشكل أفضل، غير أنّ المسرح يظل قائما على اللقاء المباشر بين الممثل، محور العرض المسرحي، والجمهور.
واحتضنت دار الثقافة بالمكنين، فعاليات هذه الندوة، التي التامت بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير والمعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين، ضمن الدورة الأولى لمهرجان مهدي عبرود، 2 – 5 نوفمبر 2023، بمشاركة ثلة من الجامعيين والمسرحيين.
واهتمت المداخلات، خلال هذا اللقاء، بدور الكاتب المسرحي والممثل والمخرج المسرحي زمن الرقميات ومدى قدرة الذكاء الاصطناعي الآتي من بعيد، نظريا، على نسف العمل الإبداعي البشري المسرح.
وبين مدير المعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين، محمّد سعد برغل، ضرورة الانتباه الى خصوصية الفنون وخصوصية المسرح القائمة على مخرج وممثل ومتلقي وجميعهم يستوون في كونهم بشر في حين انه عند الحديث عن الرقميات فان الامر تقني بحت.
وقال: « نعيش اليوم ما يسمى بالديكور الافتراضي، غير أننا ما زلنا نتعامل مع المسرح بعقلية الستينات، في حين انه يتعين على الطلبة ان ينشطوا في نوادي المسرح بعقلية الحداثة، وأن يعدّ المخرج المسرحي العمل المسرحي بتزاوج بين المسرح الكلاسيكي ومقتضيات الرقمنة اليوم، وعندها، فقط، يمكن الاطمئنان على المسرح وعلى مختلف أشكال الفنون لأنّ المستقبل هو للتطور وليس لخشبة المسرح سنة 1950.
واردف متسائلا « عن موقعنا من هذه الخارطة الرقمية وكيفية تعاملنا معها، هل نحن على وعي بمزاياها ومساوئها؟ »، مقترحا ضرورة برمجة مشاريع كبرى في هذا المجال تستجيب لحاجيات الراهن واستشراف المستقبل لا سيما وان لدينا أساتذة تعليم عال وطلبة ممتازين.