مولودية بوسالم – الاهلي المصري في النهائي

اصبح فريق الكرة الطائرة لمولودية الرياضية ببوسالم احد مكونات هرم الكرة الطائرة الافريقية بعد ان تاهل مساء اليوم الاثنين للدور النهائي لبطولة افريقيا للأندية للكرة الطائرة التي تقام بمدينة القاهرة وذلك بعد فوزه على فريق السجون الكيني 3-0. وهي المرة الثانية على التوالي التي يبلغ فيها الفريق نهائي البطولة الافريقية بعد ان توج بلقبها العام الماضي.
وسيواجه لاعبو الجمعية في الدور النهائي فريق الأهلي المصري منظم الدورة والذي ازاح في نصف النهائي النصر الليبي بعد ان انتصر عليه بثلاثة اشواط نظيفة تفاصيلها 25 – 19 و 25 – 18 و 26 – 24 .

ويروي مؤسسون ومتابعون لمسيرة فريق الكرة الطائرة ببوسالم لمراسل “وات “ان النواة الأولى للكرة الطائرة لهذه الجمعية تشكلت سنة 1977 وكانت فرعا تابعا للاتحاد الرياضي لكرة القدم ببوسالم والذي لم يمر على تأسيسه آنذاك سوى اربع سنوات. وكانت التدريبات والمقابلات تقام في محيط محطة القطار الحالية المحاذي لقصر بلدية بوسالم قبل ان تنتقل الى محيط الملعب البلدي لكرة القدم الحالي.
ويقول محمد الشافعي (75 عام) لاعب سابق ان انطلاقة النواة الأولى للفريق كانت بالمعهد الثانوي ببوسالم وجمعت بين لاعبين هواة لم تكن تحدوهم الرهانات بل كانوا يبحثون عن مجرد التسلية وان الفضل في بعث هذه النواة يعود الى فيصل المحمودي الذي اقنع عدد من اللاعبين آنذاك من بينهم رضوان العشي وهشام الصكوحي ومنير المستوري وعلي المحيرصي وشوقي الصكوحي ومنير البوخاري . وجاء في شهادات المؤسسين ان فيصل المحمودي صاحب المبادرة استقدم مدربا لم يذكر اسمه قبل ان يتحول الاشراف على التدريب للمرحوم عبد الرحمان المستوري أستاذ الرياضة بذات المعهد .

ومن جهته يضيف علاء الدين الطرشاني(58 عام) ان الالتحاق بفرع كرة الطائرة والمشاركة فيه كان مقتصرا على أبناء بعض العائلات المعروفة بانشطتها الفلاحية وان ممارسة الكرة الطائرة كانت اقرب للتسلية منها الى كسب الرهانات وتحقيق البطولات بدليل ان الفرع الجمعية توقف سنة 1983 تماما عن النشاط بمجرد نجاح لاعبيه في دراستهم وانتقالهم الى العاصمة تونس لمواصلة دراساتهم الجامعية.
ويضيف علاء الطرشاني الذي تولى رئاسة الفرع فور استئناف نشاطه في موسم 1988-1989 بعد ان عاد لاعبوها القدامى كهشام الصكوحي ( مهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي) وحلمي المرداسي ورؤوف الفصيلي وفتحي الصكوحي.
ومع عودة نشاط الفريق المدعم بطاقات شبابية جديدة خرجت رياضة الكرة الطائرة الى الاحياء الشعبية كحي الهادي خليل وحي بوشقرة (الخضراء حاليا) وشرع المشرفون على النادي ومن بينهم لاعبين قدامى في استقطاب لاعبين جدد من الشباب والأطفال . وقد استطاع الفريق بفضل توسع اشعاع نشاطه وتبوئه مرتبة متميزة في المنطقة بعد كرة القدم الى ان باتت الجمعية تشارك في مباريات القسم الثاني من بطولة الكرة الطائرة
وحسب شهادات مسؤولين سابقين شارك فريق الكرة الطائرة رغم الضغوطات المادية في دورة وطنية نظمتها الجامعة التونسية للكرة الطائرة وبلغ مرحلة متقدمة في تصفيات الكاس . وقد لقي الفريق حينها دعما من المرحوم “زيزي بلخوجة” احدى الشخصيات الفاعلة في الكرة الطائرة في تلك الفترة).
ويذكر علاء ان الفريق شارك في نهائيات الجامعة التونسية للكرة الطائرة وقد التجا لاعبوها في تلك المغامرة الى إدارة المعهد الثانوي ببوسالم التي امّنت لهم الأزياء وبعض الأموال لتامين تنقلهم الى توتس العاصمة وبعد ذلك التاريخ أصبح للجمعية عدة فروع واطلقت أصناف الاصاغر، والاواسط فضلا عن صنف الاكابر.

ومنذ 1995 أصبحت الجمعية تحظى باهتمام رسمي من قبل الهياكل العمومية المشرفة على الرياضة بجميع الاصناف والتحقت بالمولودية الرياضية المختصة في العدو الريفي ورياضة الشطرنج والتي كان يديرها محمد الحنّاشي وانفصلت تماما عن الاتحاد الرياضي لكرة القدم.
وبعد 2011 أطلقت الجمعية طاقات عدد هام من المنظوين تحت رايتها وتوسع اشعاعها الى ان تولت الهيئة المديرة الحالية التي يقودها مصباح المحمودي ادارتها ودعمها ماليا ووتم تشييد قاعة في موسم 2014 -2015 وأصبح للجمعية اسم وحضور لافت في المحافل الوطنية والدولية ونالت في سنة 2023 لقب البطولة الافريقية للكرة الطائرة بعد فوزها على فريق الزمالك المصري لكنها لم تشارك في بطولة العالم للاندية وذلك بعد ان تم استثناء القارة الافريقية من المشاركة في هذه البطولة العالمية.
ويعدّ ترشح المولودية الى نصف نهائي البطولة التي تقام منافساتها في العاصمة المصرية القاهرة ثاني أكبر انجاز تحققه الجمعية بعد حصولها على بطولة افريقيا في العام الماضي.
وفي تقييمه لوضع الجمعية الحالي يقول محمد الشافي (لاعب سابق) ان الجمعية مطالبة بالعمل على تنمية مهارات وقدرات لاعبيها المحليين دون الاعتماد على لاعبين اخرين وذلك حتى تحافظ على هويتها المحلية وهو امر ممكن في نظره متى توفرت الإرادة ووجدت الدعم اللازم بما يضمن التعاقد مع مدربين ذوي خبرة وقادرين على تقديم الإضافة فضلا على ان الاهتمام بلاعبي الجمعية المحليين سيعفي الجمعية من اعتمادات مالية إضافية وعالية وفق تعبيره.