■ أول الكلام
بمناسبة انتظام معرض الفنان المعاصر زين الحرباوي بدار الثقافة أكودة الذي يفتتح يوم السبت 9 فيفري 2024 ليتواصل إلى غاية الأسبوع الأخير من نفس الشهر حاولت الإشتغال على لوحات المعرض. ربٌما في البدء استعصى على ذاتي الشاعرة من اين أبدأ تناول تجربة فنان تشكيلي متمرس في لعبته واثق الخطى يمشي ملكا في المشهد بفضل تقادم فرشاته في افتكاك مقعد ثابت ومميز لها نابذة المساحات البيضاء بحكم انتماء صاحبها المتفرد زين الحرباوي إلى مدرسة مخصوصة تقترب إلى الإنطباعية والتمرٌد بعض الشيء على السائد بصبغتها الوحشية أي ارتطام اللمسة المباشر على بياض القماشة عن خلفية ثقة مفرطة للرسام وتلاعبه الباهر واللافت بالألوان الداكنة وتداخلها العجيب مع نظيرتها النارية باقتدار الفنان الذي وفق في هذا الدمج والمزج المذهل ليستقيم مناخ اللوحة عاكسا لنبضات اليومي المتحرٌك وازدحام شخوص اللوحة الواحدة واحتكاكها في مساحة ضيقة تؤكد بلا تردٌد عمق معارف الفنان وتمسكه بوجهته الفنية التي تقارب إلى المدرسة الإنطباعية الوحشية .
■ تعريفات
1- الفن التشكيلي :
هو كل شيء يؤخذ من الواقع، ويصاغ بصياغة جديدة.. أي يشكل تشكيلاً جديداً. وهذا ما نطلق عليه كلمة (التشكيل)
2-التشكيلي :
هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال آخذاً مفرداته من محيطه ولكل إنسان رؤياه ونهجه، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع ، مما اضطر الباحثين في مجالات العطاء الفني أن يضعوا ما يسمى بالمدارس الفنيية ؛ كالمدرسة الواقعية أو المدرسة الرمزية ثم المدرسة التعبيرية (التأثيرية) مرورا بالمدرسة التجريدية فالمدرسة الانطباعية وانتهاء بالمدرسة التكعيبية (الانطباعية الجديدة) إلى جانب المدرسة السريالية والمدرسة الوحشية
■ المدرسة الوحشية في الفن التشكيلي
هي اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته، وأهتم الوحشيون بالضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمدوا على الشدة اللونية بطبقة واحدة من اللون، ثم اعتمدت هذه المدرسة أسلوب التبسيط في الإشكال، فكانت أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما، فقد اعتبرت المدرسة الوحشية إن ما يزيد من تفاصيل عند رسم الأشكال إنما هو ضار للعمل الفني، فقد صورت في أعمالهم صور الطبيعة إلى أشكال بسيطة ، فكانت لِصُوَرهِم صلة وثيقة من حيث التجريد أو التبسيط في الفن الإسلامي، خاصة أن رائد هذه المدرسة الفنان (هنري ماتيس) الذي استخدم عناصر زخرفية إسلامية في لوحاته مثل الأرابيسك أي الزخرفة .أما سبب تسمية هذه المدرسة بالوحشية فيعود إلى عام 1906 م، عندما قامت مجموعة من الشبان الذين يؤمنون باتجاه التبسيط في الفن، والاعتماد على البديهة في رسم الأشكال قامت هذه المجموعة بعرض أعمالها الفنية في صالون الفنانين المستقلين، فلما شاهدها الناقد (لويس فوكسيل) وشاهد تمثلا للنحات (دوناتللو) بين أعمال هذه الجماعة التي امتازت بألوانها الصارخة، قال فوكسيل دوناتللو بين الوحوش ، فسميت بعد ذلك بالوحشية، لانها طغت على الأساليب القديمة، مثل التمثال الذي كان معروضا حيث أنتج بأسلوب تقليدي قديم، ويُعدٌ الفنان (هنري ماتيس) رائدا وعلما من أعلام هذه المدرسة ثم الفنان “جورج رووه” بعده أيضا.
■ المدرسة الوحشية.. الفن التشكيلي بألوان متفجرة ولوحات بسيطة
تعرف المدرسة الوحشية، وهي مدرسة من مدارس الفن التشكيلي، على أنها اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته مع مطلع القرن العشرين، حيث اهتم مرتادوها بالضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمدوا على الشدة اللونية بطبقة واحدة فقط. ويرجع سبب تسمية هذه المدرسة إلى عام 1906، حين عرضت مجموعة من الشبان، الذين يؤمنون باتجاه التبسيط في الفن والاعتماد على البديهة في الرسم . ومن أبرز خصائص هذه المدرسة: عنف التباينات، والثورة اللونية، وانفجار الألوان، وأسبقية اللون على الرسم وسرعة الإنجاز. واعتمدت هذه المدرسة أسلوب التبسيط في التشكيل، فكانت أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما، فقد اعتبرت المدرسة الوحشية أن ما يزيد من التفاصيل عند رسم الأشكال ضار للعمل الفني، فقد صورت في أعمالهم صور الطبيعة إلى أشكال بسيطة، فكانت لصورهم صلة وثيقة من حيث التجريد أو التبسيط بالفن، خاصة أن رائد هذه المدرسة الفنان هنري ماتيس الذي استخدم عناصر زخرفية إسلامية في لوحاته مثل الأرابيسك أي الزخرفة النباتية الإسلامية. ويعد الفنان هنري ماتيس رائداً وعلماً من أعلام هذه المدرسة ، وهي حركة تميزت باستخدام ألوان غريبة صارخة وتحريف الأشكال بتغيير أحجامها ونسبها وألوانها التقليدية. وقد أطلق الناقد لويس فوكسيل هذا الاسم على اصحاب هذه الحركة للإشارة إلى التناقض بين ضراوة ألوانهم والأساليب الشائعة. وقد ظهرت في فرنسا في مستهل القرن العشرين. ومن أبرز أعلامها ماتيس وفلامنك.
● لوحات زين الحرباوي المشاغبة
تستقيم لوحات الفنان زين الحرباوي من وجهة نظري، قريبة جدا إلى “المدرسة الانطباعية الوحشية ” في بكم التشكيلي وقيامه بهذه العملية يندرج ضمن الطريقة التي تعتمد بالأساس على حرية الألوان والفرشاة او سكين الرسم وتعتمد على مشاعر الفنان اثناء رسمها وتعبيراته المخفية عن رموز اللوحة بكل ما فيها متحرٌرا كن كل القيود المتداولة من أبرزها الإلتزام بالألوان الطبيعية لعناصر المشهد صامتة كانت أو شخوصا في مختلف تحولاتها نافيا عنها إنعكاس الظل والتدرج الضوئي في الألوان ليضاعف بذلك من جرعة شغبه وتطاوله اللذيذ على النواميس المتعارف عليها. هكذا بدت لي أعمال الفنان زين الحرباوي أشبه بتحليق واع عن باقي السرب وسعي دؤوب لنحت موقع لتجربة تشكيلية وإبداعية جذابة بلا بهارات أو تصنٌع.