البيان/محمد بن جبارة
السباق ضد الساعة الذي خاضته الهيئة المديرة للنادي الإفريقي مساء أمس لتجاوز إشكالية المنع من المشاركة على المستوى الإفريقي كان مرهقا جدا خاصة لأنصار الفريق الذين كانوا يعتقدون أن الأمور تمت تسويتها نهائيا قبل يومين وتم تداول ذلك على نطاق واسع بين الأحباء وفي المجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي غير أن هيئة العلمي بقيت متكتمة على حقيقة وجود إشكال حقيقي يتعلق بالمشاركة الافريقية باعتبار أن الديون التي تم خلاصها مكنت من رفع عقوبة عدم التعاقد مع اللاعبين فقط لكنها لم تبح الرجوع للمشاركات القارية.
ويبدو أن العلمي والذين معه كانوا يعتبرون أن بلوغ نقطة التصالح مع الخماسي وسام يحيى وعاطف الدخيلي ومنوبي الحداد وفخر الدين الجزيري وبلال الخفيفي أمرا محسوما باعتبارهم “أولاد الجمعية” لكن غاب عليهم ان التلكؤ الذي عاشه هؤلاء اللاعبون ومماطلتهم من الهيئة لفترة طويلة في تمكينهم من مستحقاتهم سيجعلهم يتشبثون بمطالبهم إلى آخر نفس.
وبالفعل رفض الخماسي المذكور الامضاء على أي وثيقة ترجئ خلاص مستحقاتهم أو تقسطها لعدم ثقتهم في الهيئة المديرة للفريق، ولم تؤت ساعات الحوار معهم نفعا وعجزت هيئة العلمي التي كانت تعتمد أساليب الهواية والغواية مع اللاعبين في الوصول إلى حل مما جعلها تحبّر بلاغا مسائيا يثبت عجزها.
وضع جعل الهواتف الخلوية لا تتوقف عن الرنين في ساعات الليل الأولى من مساء أمس الجمعة وتحركت المركبات في كل اتجاه لتحمل الجميع الى مقر الجامعة التونسية لكرة القدم التي استحالت خلية نحل ليلية مسخرة لحلحلة مشكل النادي الإفريقي، وهو دورها، ونجحت الجامعة في بلوغ ما عجزت عنه هيئة الافريقي حيث تم التوصل الى إبرام اتفاق بين هيئة نادي باب جديد واللاعبين المعنيين بضمان الجامعة التونسية لكرة القدم يقضي بخلاصهم في كامل مستحقاتهم مقسطة.
وكان هذا الاتفاق الذي أبرم لحظات قبل انتهاء الأجل الذي ضبطه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كافيا ليخرج النادي الإفريقي من عنق الزجاجة الذي دفعه إليه التعامل غير الاحترافي لهيئة يوسف العلمي مع ملفات جوهرية كان يجب أن تسوّى منذ مدة.