انطلقت وزارة التجهيز، الثلاثاء ، في تركيز الاشارات الخاصة بتنفيذ مشروع تهيئة جزء من الطريق الوطنية رقم 3 بولاية بن عروس وتحديدا من النقطة الكيلومترية 8 إلى 9 على طول يناهز 2ر1 كلم باستخدام المواد المرسكلة من بقايا المباني والهدم والذي يستغرق انجازه قرابة 45 يوما.

واشارت الوزارة في بلاغ نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك ان هذا المشروع يندرج في إطار شراكة بين مركز تجارب وتقنيات البناء الراجع لها وبين وزارة البيئة ومركز الدراسات والخبرات والبيئة والتنقل والتهيئة الفرنسي والمتعلقة بتنفيذ برنامج التصرف في نفايات البناء وتحويلها إلى مواد لإنجاز الطرقات” ريماد”.

واشارت الوزارة الى انها ستواصل تركيز الاشارات الى غاية يوم الجمعة 25 أوت 2023 ليتم على إثر ذلك تحويل حركة المرور على مستوى الجزء المذكور من الطريق الوطنية رقم 03 بصفة نهائية صباح يوم السبت 26 أوت 2023.

وتبلغ الكلفة الجملية للمشروع، وفق الوزارة، حوالي 3ر1 مليون دينار علما وان مدة الأشغال ستستمر لقرابة 45 يوما ابتداء من انتهاء وضع كافة الإشارات المرورية الضرورية في الغرض.

ويهدف هذا المشروع المدرج ضمن برنامج تطبيق الابتكار لتطوير

الاقتصاد الدائري للبناء المستدام للبحر الأبيض المتوسط “راد ماد” إلى ابتكار ونقل تجربة تقنيات جديدة لتحويل نفايات البناء والهدم لبناء وصيانة الطرقات في مناطق البحر الأبيض المتوسط.

ويشكل المشروع تجربة نموذجية في تونس في مجال استخدام فواضل البناء والهدم ستمكن من فتح تخصص جديد من خلال استخدام فواضل ومخلفات البناء والهدم وتطويريها وجعلها ذات قيمة اقتصادية وبناء إطار مؤسساتي متطور لمواكبة مرحلة جديدة لإعادة تثمين الفواضل.

وكانت وزيرة التجهيز سارة الزعفراني، اكدت خلال حفل توقيع الاتفاق، يوم 17 اوت 2022 ، ان إختيار الطريق الوطنية رقم 3 ببن عروس الى عدة عوامل  من بينها وجود مسارين وعدم وجود مشاريع صيانة وقرب الطريق من مواقع انتاج المواد الطبيعية وكذلك توفر نفايات ناجمة عن البناء والهدم.
 
ولاحظت ، في سياق متصل، ان تونس تعاني من التلوث جراء القاء النفايات الناجمة عن البناء والهدم على الطرقات والفضاءات العمومية مما اثر على المشهد الحضري كما تشكل في احيان كثيرة سببا للفيضانات على مستوى المدن.

واطلق مشروع “ريماد” او اعادة الاستخدام على مستوى البحر الابيض المتوسط  بفعل الحاجة إلى الحد من الآثار البيئية والصحية الناجمة عن الفشل في إدارة نفايات البناء والهدم ويهدف إلى نقل وتجربة تكنولوجيات جديدة تمكن من تحويل الفواضل الناجمة عن أشغال الهدم.
 
ويشمل مشروع ” ريماد” على بناء محطات وحدات تكسير وغربلة لإعادة رسكلة نفايات الهدم والبناء بهدف إستعمالها في إطار تجربة نموذجية بإحدى الطرق بأحواز العاصمة وذلك ببناء جزء من الطريق بطول 1 كلم بالمواد المرسكلة وجزء ثاني بنفس الطول بإستعمال المواد الطبيعية.

ويهدف المشروع، كذلك، إلى ابتكار ونقل وتجربة تقنيات جديدة لتحويل نفايات البناء والهدم لبناء وصيانة الطرقات في مناطق البحر الأبيض المتوسط علما وان الاتحاد الأوروبي يساهم في تمويل المشروع بنسبة تقارب 90 بالمائة.

ويقوم كل من مركز التجارب وتقنيات البناء والمعهد العالي لعلوم وتقنيات المياه بقابس والمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية والمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس وشركة أشغال إفريقيا في لعب دور ميداني على مستوى تنفيذ هذه التجربة في تونس .

وارتفعت نفايات البناء المتراكمة في تونس منذ  سنة 2000 الى نحو 8 مليون متر مكعب توجد 70 بالمائة بالمدن الكبرى على غرار تونس العاصمة وسوسة وصفاقس وتشكل هذه المواد التي تلقى في الوسط الطبيعي والمصبات العشوائية ، مكامن هامة يمكن اعادة تدويرها.