البيان/م. بن جبارة
يبدو أن العلاقة بين الجامعة التونسية لكرة القدم والترجي الرياضي التونسي تمر بأزمة حقيقية قد تكون لها انعكاسات سلبية على جميع الأطراف، فالشد و الجذب ومحاولة ربح كل طرف نقاط على حساب الآخر في مسائل جانبية وحتى هامشية لا يمكن إلا أن تزيد الأمور توتيرا والأوضاع تعقيدا في وقت كان يمكن فيه أخذ المسائل ببساطة باعتبار أن غاية الجميع هي مصلحة كرة القدم التونسية، لكن يبدو أن هنالك أطرافا سعت وعملت على النفخ في الرماد بما أعاد تأجيج نار خلاف سابق بين إدارة الترجي والجامعة وبالتحديد رئيس الجامعة وديع الجريء.
فعلى إثر تدوينة للدكتور وديع الجريء أشار فيها إلى أن الجامعة تولت مساعدة جميع الأندية التي ستشارك على الصعيد الإفريقي بخلاص ديونها ومنها الترجي الرياضي، ثارت جماهير الترجي فايسبوكيا واشتغلت المواقع الالكترونية واشتعلت بتدوينات ترفض حشر فريقها مع الأندية التي استجدت الجامعة لخلاص ديونها، وانتشر لهيب هذه المعركة الالكترونية لتبلغ أسوار حديقة الرياضة ب فلم تتأخر هيئة نادي باب سويقة وأصدرت بلاغا تكذب فيها ما ذكره وديع الجريء وأكدت أن خلاص ديونها تم بأموال الترجي المودعة لدى الجامعة من مشاركة لاعبي الفريق مع المنتخب الوطني في كأس العالم بقطر ومن مناب النادي من بلوغه نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية.
فلم يتأخر رد الجامعة رسميا هذه المرة حيث أكدت أنها لم تتلق إلى حد الآن مستحقات الأندية من الهياكل الدولية، مضيفة أنه “إلى حد الآن ، ليس لأي ناد من النوادي المشاركة في المسابقات الافريقية أموالا متأتية من الهياكل الدولية في خزينة الجامعة تستحق التحويل لحسابات الأندية ، بل أن الجامعة لم تسترجع إلى حد الآن الأموال التي دفعتها كتسبقة لتسوية بعض الملفات المتعلقة ببعض الأندية وطلب منها”. ودعت الجامعة في بلاغها في إشارة واضحة للترجي الرياضي “الأندية التي ترى في ذلك حرجا أو مسا منها عدم تقديم مثل هذه المطالب في المستقبل”.
وللتعميم نورد فيما يلي تدوينة رئيس الجامعة ثم بلاغ الترجي فبلاغ الجامعة:
تدوينة رئيس الجامعة
على إثر تأهيل 4 فرق تونسية للمشاركة في المسابقات الافريقية حيث يشارك فريقان في رابطة الأبطال الافريقية و فريقان في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وعلى إثر تأهل 3 فرق تونسية للمشاركة في كأس الملك سلمان، وعلى إثر ترشيح الاتحاد الافريقي لكرة القدم لفريق الترجي الرياضي التونسي ليكون ضمن 8 فرق افريقية سوف تتنافس على أول نسخة من رابطة كرة القدم الإفريقية African football League ، أتقدم بالتهاني لكل النوادي المؤهلة والمتأهلة راجيا لجميع الفرق التونسية التفوق وتحقيق أفضل النتائج وحصد التتويجات القارية والإقليمية .
لقد بذلت الجامعة التونسية لكرة القدم ما بوسعها لمساعدة جميع الأندية التونسية المشاركة في المسابقات الافريقية من خلال تقديم مبالغ مالية محترمة في شكل تسبقة تتناسب مع إمكانيات وموارد الجمعيات الرياضية ووفق معايير موضوعية لتسوية العديد من الملفات التي وجب خلاصها من قبل الأندية، على أن يقع استرجاع هذه المبالغ لاحقا من موارد النادي المستقبلية .
وللتذكير، مكنت الجامعة التونسية لكرة القدم سنة 2023 جميع الأندية المتأهلة للمسابقات الافريقية من تسبقة مالية، كما ساهمت في تسوية العديد من الملفات المتعلقة بجميع الجمعيات التي سوف تُشارك في هذه المسابقات الافريقية وذلك حسب ترتيبها في البطولة وهي :
- النجم الرياضي الساحلي
- الترجي الرياضي التونسي
- النادي الافريقي
- الأولمبي الباجي
كما قامت الجامعة خلال الموسم الماضي بنفس الشيء مع كل من : - الاتحاد الرياضي المنستيري
- النادي الرياضي الصفاقسي
ولئن تمكنت الجامعة من تقديم جملة المساهمات والمساعدات بفضل ارتفاع مواردها التي جعلتها قادرة على التدخل، وبالرغم من تفهمنا جميعا لظروف الجمعيات، فإننا نرجو في المستقبل من الجميع مزيد حسن التصرف وترشيد المصاريف المتعلقة بانتدابات اللاعبين.
هذا وقد سارعت الجامعة منذ فترة بسن جملة من القوانين التي حدت من نسبة التضخم المالي و التي قلصت من جملة المبالغ المترتبة عن النزاعات، كما أنها تعتزم الإحاطة بالعديد من الجمعيات التي تشكو من بعض الصعوبات المالية.
وفي نفس هذا السياق ، سوف تعمل الجامعة مستقبلا على سن قوانين جديدة أخرى تحد من الإنتدابات التي لا تتماشى مع الإمكانيات المادية لبعض الجمعيات و ذلك تفاديا من الوقوع في أزمات مالية مستقبلية .
حظ موفق لجميع الأندية التونسية .
بلاغ الترجي الرياضي
يجد الترجي الرياضي التونسي نفسه مجبرا مرة أخرى على إصدار بلاغا ثانيا للمزيد من التوضيح وللإجابة على ” برهان ” بالبرهان.
في البداية لا بد من التوضيح بأن الترجي الرياضي التونسي لا يملك المجال والإمكانية للتثبت إن كانت بعض التحويلات وصلت إلى حساب الجامعة التونسية لكرة القدم أم لا ، ولذلك قلنا في بلاغنا الأول ” أموال مضمونة ” وشددنا على كلمة مضمونة لأننا لا نخال الإتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم سيخلان بالتزامهما في خصوص مسابقات قد انتهت وأضحت عائدات كل الفرق فيها واضحة ومن تحصيل الحاصل، وقد اعتمدنا في ذلك على البلاغ الرسمي الصادر عن الإتحاد الدولي لكرة القدم (تجدون رابط هذا البلاغ ملحقا مع بلاغنا ) والذي أكد فيه عن صرف مستحقات كل الفرق التي تستحق هذه العائدات وعددها 440 فريق تابعين لكل الجامعات في العالم بمبلغ يفوق 200 مليون دولار.
وبما أن بلاغ الجامعة التونسية لكرة القدم أكد عدم وصول هذه الأموال العائدة من مشاركة لاعبي الترجي الرياضي التونسي الدوليين إلى حسابها، يعلن الترجي الرياضي التونسي عن تصديقه لرواية الجامعة التونسية لكرة القدم دون سواها و سيقوم على هذا الاساس بمراسلة الإتحاد الدولي لكرة القدم للإشارة إلى المغالطات التي جاءت في بلاغه الرسمي او الإستفسار عن أسباب إستثناء الجامعة التونسية لكرة القدم أو الترجي الرياضي التونسي من هذه العائدات إلى حد الآن وسيتشبث الترجي الرياضي التونسي بحقه المهدور .
من جهة أخرى – وهذا أحد أهم العناصر في الملف بالنسبة إلينا – فإن الترجي الرياضي التونسي لا يتقدم بأي طلبات ولا يأخذ على عاتقه أي ضمانات في خصوص مسابقات قادمة ومستقبلية تظل نتائجها غير مضمونة وبالتالي يظل الإيفاء بالتعهدات والإلتزامات فيها غير مضمون، بل إن الترجي الرياضي التونسي تعهد على ضمانات من تحصيل الحاصل تتعلق بمسابقات منتهية تعد عائدات كل الأندية فيها ثابتة وهو العامل الذي جعل الترجي الرياضي التونسي لا يرى أي حرج في طلب تدخل الجامعة التونسية لكرة القدم طالما أن الإطار يضمن الإيفاء بالتعهدات والتصرف في إطار الحقوق المشروعة والعائدات الثابتة والأموال ” المضمونة ” لدى الجامعة.
كما لا بد من التأكيد على أن ما تقدم به الترجي الرياضي التونسي من طلب لتدخل الجامعة بعيد كل البعد على ما يتم التلميح له سرا وعلنا وأننا لا نسمح لأنفسنا بالدخول في دوامة الإفتراضات والمستقبل المجهول لأننا لو افترضنا انا الترجي الرياضي التونسي سيقترض اموالا على ان يتم استخلاصها من عائدات المشاركة القارية القادمة و لا يتمكن الترجي الرياضي من احراز نتائج رياضية هامة و بالتالي عدم الحصول على عائدات فكيف له ان يلتزم بتعهداته تجاه الجامعة و كيف للجامعة ان تستخلص اموالها .
وفي خصوص إجبارية الدعم المالي من عدمه فإن الهيكل المشرف على كرة القدم التونسية مطالب بمعاملة جميع الفرق على قدم المساواة مع ضرورة التأكيد والتوضيح أن ما طلبه الترجي الرياضي التونسي بعيد كل البعد على ما يقع التلميح له وأن الترجي الرياضي التونسي لا يأخذ على كاهله تعهدات تتعلق بمسابقات قادمة وغير مضمونة النتائج بل هو يتصرف ويتعهد في إطار ما هو من تحصيل الحاصل وما هو ” مضمون “.
هذا ونطلب من الجامعة التونسية لكرة القدم – ومثلما أعلنت في بيان رسمي عن مساعدتها للأندية التونسية – أن تصدر بيانا رسميا عند وصول مستحقات الترجي الرياضي التونسي من الهيكلين القاري والدولي إلى حسابها، وخاصة أن تصدر بلاغا تعلمنا فيه بموعد صرف الأموال المتبقية التي يريدها الترجي الرياضي التونسي منها.
.و في الختام فإن الترجي الرياضي التونسي لا يرى حرجا الا حين يقع تضخيم و تهويل ابسط التسهيلات لفائدته للتسويق لتوازنات واهية
بلاغ الجامعة
تؤكد الجامعة التونسية لكرة القدم أنها لم تسترجع إلى حد الآن مبالغ التسبقة التي مكنت منها الجامعة بعض الأندية من خلال طلب كتابي تقدمت به هذه الأندية ، حيث لم ترد إلى حد الآن إلى حسابات الجامعة مستحقات الأندية من الهياكل الدولية أو الإقليمية . كما تؤكد الجامعة أنها لم تقدم مجرد تسهيلات إدارية لفض بعض النزاعات والملفات المتعلقة ببعض الأندية والتي كان بإمكانها أن تمثل عائقا للمشاركة في المسابقات الإفريقية أمام بعض الجمعيات في صورة عدم خلاصها ، وإنما قامت الجامعة بصرف تسبقة مالية من ميزانيتها الخاصة وتحويل المبالغ المطلوبة لفض بعض النزاعات والملفات بناء على طلب كتابي رسمي تقدمت به من بعض الأندية .
ملاحظة :
- بالنسبة للجمعيات التي تقدمت بمطلب تسبقة لفض بعض الملفات ، تشترط الجامعة تقديم نفس الضمانات ونفس الوثائق من كل الجمعيات .
- إلى حد الآن ، ليس لأي ناد من النوادي المشاركة في المسابقات الافريقية أموالا متأتية من الهياكل الدولية في خزينة الجامعة تستحق التحويل لحسابات الأندية ، بل أن الجامعة لم تسترجع إلى حد الآن الأموال التي دفعتها كتسبقة لتسوية بعض الملفات المتعلقة ببعض الأندية و بطلب منها .
- لم تكن الجامعة مجبرة لتقديم هذه التسبقة وانتظار استرجاعها في أوقات لاحقة ، وإنما تندرج استجابتها لطلبات الأندية في إطار سعيها لمساعدة الجميع في حدود الإمكانيات المتاحة وخاصة عندما يتعلق الأمر بمسابقات افريقية أو دولية ، وتدعو الجامعة من الأندية التي ترى في ذلك حرجا أو مسا منها عدم تقديم مثل هذه المطالب في المستقبل .
نرجو التوفيق لكل الجمعيات في كافة المسابقات الإفريقية والإقليمية .