مع كلّ هبوب ريح أو حتّى نسيم تحاصر كثبان من الرمال قرية شاكمو الواقعة بمدخل ولاية توزر والراجعة إداريا الى معتمدية حامة الجريد، مهدّدة ديمومة الواحة ومسبّبة إزعاجا كبيرا للسكان في تنقلهم بين مساكنهم ومقاسمهم الفلاحية، وفق ما أفاد به عدد منهم في تصريحات متطابقة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وأكد الأهالي أنّ حياتهم تحوّلت الى معاناة يومية من خلال عدم تمكنهم من مجاراة نسق زحف الرمال بسبب العواصف الرملية المتتالية والتي زادت حدتها في السنوات الأخيرة بسبب تغيّرات المناخ وعدم وجود ما من شأنه حماية القرية من تقدم الرمال.
وأمام تواصل هبوب الرياح المحمّلة بالأتربة منذ شهر أفريل بشكل متواصل ويكاد يكون يومي في بعض الأحيان، فإن بعض المساكن والمنشآت على غرار المدرسة الابتدائية ومركز الرعاية الصحية وملعب القرية غمرتها الرمال بشكل جزئي، واستوجبت تدخل الجهات المعنية على غرار مصالح الإدارة الجهوية للتجهيز لإزالتها، غير أن تجدد تراكم الرمال أعاق نجاح هذه العملية، وفق حمزة تواتي أحد السكان.
ويضيف تواتي أن بعض المساكن شهدت تراكما للرمال قبالة المدخل فأعاقت دخول وخروج سكانها وادخال بعض الأغراض مثل علف الحيوانات والّذي يعتبر عنصرا مهمّا بالمنطقة لطبيعة نشاط السكان المرتكز على تربية الماشية.
كما شهدت القرية، وفق تأكيد محمد عمري أحد شبان القرية، في الأسبوع الماضي، غلق الطريق الرئيسي وبعض المسالك نتيجة تراكم الرمال، ما أعاق ولوج الحافلة المخصصة لنقل تلاميذ القرية الى معهد واعدادية حامة الجريد، وسجّلت المنطقة حوادث متعددة في الأيام الماضية منها تعطل عجلات الحافلة وسيارة الاسعاف وغوصها في الرمال.
ولتخفيف زحف الرمال عن قريتهم، شارك عدد من المواطنين مطلع الأسبوع الجاري عمال الحضائر أشغال إزالة الرمال وابعادها بإمكانيات بسيطة، في انتظار تسخير آليات الإدارة الجهوية للتجهيز وبلدية حامة الجريد، وهي من بين الحلول العاجلة لفتح المسالك وإخراج الكثبان المتراكمة وفق محمد عمري الذي أعرب عن أمله في أن يتم التفكير في حل دائم على غرار إنشاء أحزمة غابية وكاسرات رياح المتمثلة في الطوابي إما بجريد النخيل أو بخامات أخرى.
وتعيش واحة شاكمو الوضعية ذاتها كما القرية تماما، حيث سُدت منافذ الواحة والمسالك الفلاحية بالرمال، بشكل حد من وصول الفلاحين الى مقاسمهم بمختلف الوسائل سواء الدراجات النارية أو السيارات أو العربات المجرورة بالحيوانات وحتى على الاقدام ولم تسلم المقاسم بدورها من وصول كميات كبيرة من الرمال إليها، وفق محمد فتحي تريكي، داعيا الى التدخل العاجل في هذه المرحلة.