توزر-البيان: مكتب الجنوب الغربي/ من أحمد مخلوف

وسط أجواء إحتفالية وعرسية جد متميزة تتواصل بمدينة توزر خلال هذه الليالي الرمضانية المباركة فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المدينة بتوزر والتي كان حفل إفتتاحه قد أحيته الفنانة المتميزة والمتألقة درصاف الحمداني في سهرة ليلة يوم الخميس 25 مارس الجاري وواكبته جماهير غفيرة إنتشت وتفاعلت كثيرا مع الطبق الفني والطربي الذي قدمته هذه الفنانة المتألقة على إمتداد ساعتين، وتضمّن العديد من الأغاني التي راوحت فيها الحمداني بين ما هو تونسي لبعض الفنانين التونسيين الخالدين وما هو عربي وشرقي طربي لبعض عمالقة الطرب العربي الأصيل.
وقد خصت جمعية مهرجان المدينة بتوزر بقيادة الأستاذة رحمة بوعلاق في سهرة ليلة يوم الخميس 27 مارس بعرض موسيقي صوفي جد متميز بعنوان “جارت الاشواق” للمايسترو علي نصر حضرته جماهير غفيرة غصّ بها فضاء ساحة الفوانيس بالمدينة العتيقة أولاد الهادف، تفاعلت وإنتشت كثيراً مع فواصل وإيقاعات هذا العرض الموسيقى الصوفي..
ثلاثون عنصرا بين منشدين وموسيقيين وراقصين وحاملي السناجق إعتلوا ركح العرض في حدود الساعة العاشرة والربع وإجتهدوا على إمتداد زمن هذا العرض وبحرفية لتقديم ما يمتع الجمهور ويبث فيه الفرحة والبهجة خاصة وأن ركح العرض قد تشكل من سينوغرافية ومتممات بصرية تتماشى مع سياق هذا العرض الموسيقي الصوفي وخصائصه الروحانية، مع إضفاء لمسات معاصرة دون المس من جوهر العرض وروحه ودون أن تفقده هويته وأصالته بالرغم من أن الموسيقى الصوفية وبٱلاتها التقليدية قد إمتزج فيها خلال هذا العرض الجاز والفلامنكو بالنوبات الصوفية، وإلتقت فيها الدفوف بالأورغ والغيتار والباتري في إنسجام وتناغم تام وفريد. وقد إنتشت جماهير مهرجان المدينة بتوزر على إمتداد زمن هذا العرض بالتواشيح الدينية الصوفية في مدح الرسول والأولياء الصالحين على غرار “هيا نزوروا سيدي النبي شعشع نورو و”بالك تنساني يا بنيت جمال” و”نادي على أم الزين الجمالية” و”أنا دوايا نشاهد الرسول وأنا شفايا نشاهد الرسول” و”يا سيدة يا نغارة” وغيرها من المدائح والتواشيح التي تفاعلت معها جماهير مهرجان المدينة كثيرا، فزغردت النساء والشبابات وتخمّرن ورقص الشباب وسط سحابة من أدخنت مجامير البخور وذلك في أجواء صوفية روحانية متميزة، إنتشى فيها كل من كان في العرض، وهو ما يؤكد وأن عرض “جارت الاشواق” للفنان والمنشد المايسترو علي نصر ليس مجرد عرض للإنشاد الصوفي بل هو ملحة من الملاحم الروحانية التي يقع تحت سطوة تأثيرها الصغار قبل الكبار والنساء قبل الرجال أحيانا والفتيات والفتيان وحتى المسنين من شيوخ وعجائز. وبالإضافة إلى الاناشيد والتواشيح فقد إستمتع جمهور هذا السهرة ليلتها بتقنيات العرض وبالتقديم والإخراج الجميل وبتلك الموسيقى الراقصة والمتلونة تحت شعاع الضوء وقوة أصوات المنشدين.
لقد حقق عرض “جارت الاشواق” خلال سهرة الخميس الفارط نجاحا باهرا وبكل المقاييس، أكدت من خلاله مجددا جمعية مهرجان المدينة بتوزر بقيادة الأستاذة رحمة بوعلاق حسن إختيارها لعروض برمجة هذه الدورة الخامسة عشرة للمهرجان ولعل هذا ما سيتأكد في بقية السهرات القادمة.










