
توزر- البيان:مكتب الجنوب الغربي/ من أحمد مخلو
يشتكي متساكنو مدينة توزر منذ فترة من تكاثف هجمات جحافل الناموس التي تغزو أحياءهم وبيوتهم ليلا فتقض مضاجعهم وتحرمهم نعمة النوم حتى بزوغ شمس يوم جديد ليكتشفوا صباحا ما خلفته غزوات هذا الضيف ثقيل الظل على أجسادهم من تورمات وندوب وتقرحات وٱلام شديدة أضرت كثيرا بالجميع وخاصة الرضع والأطفال الصغار والمسنين ومن الجنسين وتعرض بعضهم لتشوهات وأمراض حكمت على العديد بالإقامة بالمستشفى بعد أن تعكرت أحوالهم الصحية وخضعوا لفحوصات وتحاليل بغاية التأكد من خلوهم من بعض الأمراض التي ينقلها الناموس للإنسان في مثل هذه الاوضاع، وهي وضعية مزرية لم يكن لها أن تتكاثف لو أولت السلط الجهوية والمحلية هذه الوضعية العناية اللازمة التي تستحقها وتدخلت المصالح المعنية من بلدية وبيئة وغيرهما على الوجه الأكمل وسارعت بمقاومة الناموس، هذه الٱفة المزعجة والخطيرة أحيانا وذلك في الفصل والزمن اللذين من المفروض أن يتم خلالهما شن حملات المقاومة والمداواة أي خلال بداية فصل الشتاء وتحديدا في شهري جانفي وفيفري أي حين يضع الناموس بيوضه في الأودية الراكدة والمستنقعات وخنادق تصريف مياه النز المتأتية من الواحات الكائنة بطريق دقاش هذا الشارع الرئيسي الذي كان يعرف قبل الثورة ب”شارع البيئة” لنظافته وجماليته بفضل العناية التي كان يحضى بها نتيجة حملات التشجير والتي كانت تقام به بصفة دورية، وكان هذا الشارع النموذجي يعتبر متنفسا هاما لمتساكني الأحياء المحاذية له والقريبة منه خاصة في فصل الصيف، إذ كان يؤمه أيضا الناس من كل مناطق مدينة توزر عند إشتداد الحر ليلا للترويح عن النفس والإستمتاع بنسائم عليلة تريح أجسادهم من وهج أيام وليال صيفية قائضة شديدة الحرارة يعتبرها متساكنو مدينة توزر وربوع ولاية توزر بمثابة “نقل مباشر من جهنم” هكذا وبطبيعتهم المرحة والفكهة شببها العديد من الظرفاء منهم بإعتبار أن درجات الحرارة تفوق في أغلب الأحيان 50 درجة في “بيرو الوالي”، أما اليوم فقد اصبح هذا الشارع يمثل كابوسا مزعجاً لمتساكني مناطق التبابسة وحلبة ورأس الذراع والمدينة العتيقة أولاد الهادف وغيرها من المناطق المجاورة لهذا الشارع، ومازاد الطين بلة وساعد على تفاقم أزمة القاطنين بهذه الأحياء وباقي أحياء ومناطق مدينة توزر نذكر محطة التطهير الكائنة بطريق دقاش بالإضافة إلى خنادق تصريف مياه النز المتأتية من واحات طريق دڨاش وكذلك فائض المياه المستعملة لمحطة التطهير الموجودة بمنطقة “حفر الطين” والتي مدت عبر قنوات على مسافة هامة إلى غاية الخندق الرئيسي المحاذي لواحات طريق دقاش وهناك تم التخلص منها والنتيجة أن هذا الخندق وللأسف الشديد وفي غياب أشغال التنظيف والجهر اليدوية التي كانت تقوم بها حضائر الفلاحة وتعويضها بالجهر بالوسائل الميكانيكية وفي غياب الحرفية في التنظيف والجهر قد أصبح اليوم هذا الخندق يمثل بيئة مناسبة لتكاثر جحافل الناموس والحشرات الزاحفة والطائرة منها وحتى السامة وبالتالي منبعا لإنتشار الروائح الكريهة وفي كل الفصول، ولعل هذا ما أصبح يدركه حتى السائح الأجنبي والذي أصبح يتجنب الإقامة في الوحدات السياحية المحاذية لهذه البؤر ومثلها.
خلاصة القول المطلوب اليوم من السلط الجهوية والمحلية وعلى رأسها والي الجهة أن تولي هذه المعظلة العناية التي تستحقها ودعوة المصالح البلدية والبيئية للتكثيف من حملات مقاومة الناموس ومزيد العناية بنظافة المحيط والقضاء على المصبات العشوائية وحث مندوبية الفلاحة على القيام بجهر الخنادق وخاصة منها المحاذي لواحات طريق دقاش وضبط برنامج دوري لمداواة محطتي التطهير بحفر الطين وبطريق دقاش برش المبيدات للقضاء على الروائح الكريهة وعلى ملاذات جحافل الناموس.