حامة الجريد/توزر: البيان مكتب الجنوب الغربي/ من أحمد مخلوف.
سيكون عشاق وهواة الفن الرابع والمهتمين بكل ما يدور في فلكه خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 16 أفريل الجاري على موعد مع تظاهرة “عرائس حامة الجريد” التي سينظمها مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر تحت إشراف المخرج المسرحي الأستاذ عبد الواحد مبروك، وذلك بالشراكة مع المركز الوطني لفن العرائس وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر والمندوبية الجهوية للتربية والمكتبة الجهوية إبن الشباط بتوزر. وستتضمن برمجة هذه التظاهرة على إمتداد أيام تنظيمها العديد من الورشات والعروض المسرحية والمسابقات، وستحتضن فعالياتها كل من المدرسة الإبتدائية الحامة القرية والمدرسة الإبتدائية حامة الجريد والمدرسة الإبتدائية إبراهيم الڨمودي والمدرسة الإبتدائية شاكمو .
*تاريخ نشأة فن مسرح العرائس..
وما يذكر في سياق هذه التظاهرة أن مسرح الدمى أو مسرح العرائس هو فن شعبي قديم جدا، ويعود أصله إلى الثقافات الأسيوية القديمة. وقد إزدهر مسرح العرائس في البلاد العربية بعد سقوط الأندلس مباشرة وذلك في موفى القرن الثالث عشرة وكان يعد وسيلة تسلية الناس، حيث كان يمثل هذا المسرح إلى جانب مسرح خيال الظل وسيلة جيدة لحكاية قصص ذات دلالات قيمية إنسانية أو سياسية دون الإحتكاك مع الحكام، وكما هو حال قصص خيال الظل كان مسرح الدمى يعبّر عن الاوضاع الإجتماعية والسياسية، ومن أشهر فناني مسرح الدمى في العصر الحديث الفنان المصري “محمود شكوكو”.
ويعد مسرح العرائس أحد أبرز الفنون المسرحية فهو فن يخاطب العقل أولا والمشاعر ثانيا بطريقة غير مباشرة. وكان هذا الفن يمثل وسيلة من أجل جذب إنتباه الطفل وتعليمه وتنشئته وتوسيع مدارك التفكير لديه بإعتبار وأن مسرح الدمى أو العرائس كان يستخدم الأصوات والألوان وهي كفيلة بلفت إنتباه الطفل وهو فن ٱدائي تتعدد أنواعه وهي: مسرح العرائس المتحركة باليد ومسرح العرائس المتحركة بالخيوط ومسرح العرائس المتحركة بالعصا، إلى جانب عرائس الإصبع والعرائس القفازية وعرائس الملعقة وعرائس خيال الظل وعرائس القناع. كما أن مسرح العرائس هو الوسيلة الأكثر تأثيرا في تكوين إتجاهات الأطفال وميولاتهم وقيمهم وأنماط شخصياتهم، كما تعتبر عرائس المسرح واحدة من أهم العروض التمثيلية التي يتم توظيفها في العمليات التربوية والتعليمية في أعمار مبكرة، حيث يكتسب الطفل من مسرح العرائس المعارف والمعلومات.
ولم يظهر مسرح العرائس في تونس إلا مع قدوم العثمانيين إليها والذين حلت أساطيلهم بموطن القرطاجيين وذلك بداعي التصدي للإسبان حسب زعمهم. ومنذ القرن الخامس عشر كان مسرح الدمى المتحركة نشاطا ترفيهيا أساسيا في قصور الطبقة العثمانية الحاكمة لتونس، وفيها تطور ومنها تعرف عليه التونسيون، إذ إشتهرت في تلك الحقبة
“دمية إسماعيل باشا”. أما بعد الاستقلال فقد تطورت القوانين والتشريعات المتعلقة بالمسرح وأحدثت المؤسسات المسرحية على غرار الفرقة المسرحية لفن العرائس بمدينة تونس، ومن هذه الفرقة تأسس المركز الوطني لفن العرائس ليضطلع هذا المركز بدوره الفني والتربوي والتثقيفي الذي بعث من أجله، كما كان للعديد من المسرحيين والكتاب والسينمائيين والرسامين والشعراء وغيرهم دور هام في بلورة فكرة بعث مشروع المركز الوطني لفن العرائس، ومن بين الأسماء التي برزت في هذا النمط المسرحي نذكر محي الدين بن عبد الله وحسن المؤذن والمنصف بالحاج يحي وتوفيق الورتاني وحبببة الجندوبي وغيرهم كثر.
| المخرج المسرحي الأستاذ عبد الواحد مبروك مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر |
ورشات ومسابقات وعروض…
هذا وستشهد فعاليات اليوم الأول لتظاهرة “عرائس حامة الجريد” الإثنين 14 أفريل الجاري والتي ستحتضنها المدرسة الإبتدائية قرية حامة الجريد إنطلاق فعاليات جملة من الورشات، وهي ورشة تحريك العرائس ثم ورشة الألعاب الدرامية ستليها ورشة صنع الماروطة ثم ورشة الرسكلة بإشراف وتأطير المركز الوطني لفن العرائس، سيعقبها مباشرة ورشة خيال الظل ومثلها للترغيب في المطالعة بإشراف وتأطير المكتبة الجهوية إبن الشباط بتوزر.
أما في ظهيرة هذا اليوم فسيكون جمهور الأطفال والمهتمين بفن العرائس على موعد مع نشاط يتعلق بتقنيات عرائس المهرج تحت إشراف وتأطير المركز الوطني لفن العرائس، تتلوها مسابقة في تحريك العرائس إلى جانب تقديم عرض مسرحي عرائسي بعنوان “لقاء” من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس.
وستتضمن فعاليات اليوم الثاني لتظاهرة “عرائس حامة الجريد” الثلاثاء 15 أفريل والذي ستحتضن فعالياته المدرسة الإبتدائية حامة الجريد إنطلاق ورشات تحريك العرائس والألعاب الدرامية وصنع الماروطة والرسكلة سيشرف على تأطيرها المركز الوطني لفن العرائس ستعقبها مباشرة ورشة ثلاثية الأبعاد، فورشة الترغيب في المطالعة، وستضطلع بالتأطير المكتبة العمومية أبن الشباط بتوزر، أما في الظهيرة فسيهتم النشاط المبرمج إنجازه بالتعريف بتقنيات عرائس المهرج بإشراف وتأطير المركز الوطني لفن العرائس سيعقبه عرض مسرحي عرائسي بعنوان “لقاء” من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس.
وستتواصل فعاليات هذه التظاهرة في يومها الثالث الإربعاء 16 أفريل الجاري بإنطلاق الورشات، وهي ورشة تحريك العرائس وورشة الألعاب الدرامية وورشة الماروطة وورشة الرسكلة وسيشرف على التأطير المركز الوطني لفن العرائس سيعقبها ورشة لكل طفل كتاب وورشة يوم الأرض وسيشرف على التأطير المكتبة الجهوية إبن الشباط بتوزر وسيلي جملة هذه الورشات في ظهيرة هذا اليوم الثالث والختامي لهذه التظاهرة نشاط عرائس المهرج بإشراف وتأطير المركز الوطني لفن العرائس، ثم مسابقة في تحريك العرائس ثم عرض مسرحي عرائسي بعنوان “لقاء” من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس.