بنزرت، من الحبيب العربي
تاكسي بنزرت يا اهل الذكر.. من يردع المخالفين؟…

عشية اليوم، الخميس 10 افريل 2025، رأيت بعيني رجلا مسنا بعض الشيء.. يمشي بصعوبة.. يصل محطة التاكسي الواقفة خلف مقهى “البلانات” بمدينة بنزرت…
تقدم من التاكسي الشاغرة أمامه وقال للسائق، وهو شاب لا يتجاوز الأربعين تقريبا :
“يعيّش ولدي، هزني للبْحيرة”
قال السائق بجفاء : “انا نركٍّب بالبلاصة وما نخدم كان خط “لابراش”، برّه للمحطة الاخرى متاع عين مريم”..
قال الحريف : “هاك تشوف فيّ بالسيف نمشي، هز وصّلني وحط الcompteur واللي لازمك تاخذو”
– السائق بدأ يحنق وقال للحريف بشيء من الحِدّة :
” يا بابا وإلا آش اسمك، انا مانيش ناقصك”… ثم نزل من السيارة وابتعد وترك “الحاج” يتمتم ويقول : “ما يزّيش التاكسي بالبلاصة موش قانونية زيد لا شفقة لا رحمة في تعاملهم مع الناس المحتاجين لخدمتهم”…
هذا ما أكتب عنه اليوم… وأرجو أن يكون سائق التاكسي الذي تصرّف بشيء من الحدّة مع هذا الرجل المسن والمريض أن يبلغه ما اكتب لأقول له : “بالقانون، ليس هناك تاكسي “بوبلاصة” او تاكسي تعمل على خط واحد في المنطقة البلدية… المفروض ان هناك عدّادا يقع تشغيله عند امتطاء الحريف للتاكسي لتذهب به في اي اتجاه يريده شريطة الا يتجاوز المسافة المسموح الجولان فيها… والمفروض أيضا أن يكون سائق كل تاكسي متفهما للحالة الصحية لأي حريف.. فإذا كان مريضا لا يقدر على المشي مثلا يقع تمكينه من الاولوية في استعمال التاكسي”…
وأما اهل الذكر المعنيون بشأن التاكسي في بنزرت المدينة والولاية فاقول لهم : “بين سائقي التاكسي في جهتنا عديدون هم الذين يتعاملون بحدة “وبنَطرة” وحتى بشيء من القوة مع الحريف غير مراعين الشيخ والمُسن والمرأة الحامل وذات الرضيع بين يديها… هؤلاء السُّواق، وكلهم دون استثناء ليس لهم زيّ موحد.. لباسهم ليس دائما نظيفا ولائقا بمستوى مهمتهم الإنسانية… معظمهم لا يحترمون الحريف الذي يمتطي سيارتهم حيث يعمدون إلى التدخين مثلا وإلى استعمال هاتفهم الجوال أثناء السياقة…”
لذا، وجب التنبيه لهذا حتى لا تُمنح رخص نقل المواطنين بالتاكسي إلا لمن يكون في مستوى الأمانة الإنسانية..
وأخيرا اقول : “إن كانت التاكسي “بوبلاصة”، وهي غير القانونية، قد وُجدت لخدمة الحرفاء غير القادرين ماديا على الإستقلال بتاكسي لوحدهم، فلا تتركوا سائقيها لا يُشغّلون العدّاد في كل الحالات ويمتنعون عن حمل اي حريف لأي مكان يريد داخل المنطقة المسموح الجولان فيها بالعدّاد”…
إذ العدّاد هو القاعدة “والبوبلاصة”: هي الإستثناء..
وفي الاخير، لا ننسى جميعا أن التاكسي قد وُجٍدت لتكون رحمة للناس.. فلا تتركوها تتحول إلى نقمة عليهم..
الحبيب العربي