إعداد نورالدين مزهود

تعمل المكتبات العمومية على تنفيذ السياسة الوطنية للترغيب في المطالعة من أجل نشر عادة القراءة لدى كافة شرائح المجتمع، فإلى جانب التظاهرات الوطنية المتمثلة في الأيام الوطنية للمطالعة، مصيف الكتاب، البطولة الوطنية للمطالعة وغيرها من التظاهرات الجهوية والمحلية التي تنظمها المكتبات من حين لآخر على مدار السنة، وقد تكثفت  الأنشطة خاصة بعد صدور الأمر عدد 635 المؤرخ في 28 أفريل 2017 الذي مكن من توفير موارد مالية هامة للمكتباتمما ساهم فيتطوير ممارسة القراءة كعنصر مطلوبفي الحياة المجتمعية، في الوصول إلى المعلومات والاستفادة منها، فيخلق ديناميكية داخل فضاء المكتبات وفي تمكين الرواد من استثمار أوقات الفراغ  في المطالعة والتعليم الذاتي المستمر.

وفي إطار دعم الأنشطة واستقطاب الرواد، عملت المكتبات على تأسيس نواد تهدف إلى ترغيب المشاركين في المطالعة وفي أنشطة المكتبة واحتضان إبداعاتهم ومرافقتهم لتطويرها في كافة الفنون مع التركيز على الكتاب كعنصر أساسي لمحاور أنشطة هذه النوادي.

   ونظر لحداثة وجود النوادي بالمكتبات العمومية، سنحاول الحديث في مدى أهميتها وكيف يمكن أن تساهم في الترغيب في المطالعة.

 مفهوم النادي

النادي عبارة عن منظمة مرنة وشاملة، تتكيف مع سياقات متعددة لتشجيع التبادلات والممارسة والمشاركة. سواء كان ناديًا رياضيًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا، فإنه يُشكل مساحة تَجَمُّع أساسية للتنمية الفردية والجماعية، من خلال توفير الشعور بالانتماء وإطار منظم، تشارك النوادي في ديناميكية المكتبات وإنشاء الروابط بين أعضائها، وبصرف النظر عن طبيعة النادي، يمكن للنادي أيضًا أن يكون مكانًا للاجتماعوالحوار وتبادل الآراء مما يُساهم في تطوير الجانب المعرفي للمجموعة،وتتيح النوادي الثقافية والترفيهية، مثل نوادي القراءة أو التصوير الفوتوغرافي أو المسرح وغيرها، للمستفيدين تبادل المعرفة وتنظيم الأحداث وإثراء ممارساتهم الشخصية، كما توفر  بيئة أكثر أريحية للتواصل أو مناقشات الأعمال أو الاجتماعات بينهم. فالنادي هو مجموعة من الأشخاص يجتمعون حول مشروع  ثقافي مشترك تم إعداده مسبقا ويسيرهم مشرف مختص له دراية وقدرة على إدارة المجموعة.من أجل هدف ثقافي وتربوي من خلال القيام بأنشطة ذات طابع ثقافي التي من شأنها أن تساعد مشتركي النادي على تنمية قدراتهم الثقافية والمعرفية  .

أنواع النوادي الثقافية

 تتعدد الأسماء وتختلف الأهداف من نادي لآخر ، لكن الرغبة مُلحة لتأسيس نوادي بالمكتبات العمومية باعتبارها أدوات تساهم في الترغيب المطالعة، وقد نذكر منها نادي المطالعة – نادي الإبداعات الأدبية –نادي المسرح –نادي القصة – نادي السينما –  نادي الرقص – نادي الموسيقى – نادي التراث –ووو ………

 هذه النوادي وغيرها يمكن إنشاءها بالمؤسسات الثقافية لا من أجل تنشيطها فحسب بل كذلك من أجل استقطاب  واحتضانأبناؤنا والإحاطة بهم ومرافقتهم لصقل مواهبهم الإبداعية وتطويرها وأيضا من أجل درء مخاطر الشارع الذي يهددهم.

كيفية تكوين نادي بالمكتبات العمومية.

يُعَدُّ إنشاء وقيادة نادي  بالمكتبة فرصة فريدة لتعزيز العلاقات مع المستفيدين وتشجيعهم على ارتياد المكنية من حين لآخر من خلال تخطيط وتنظيم عمله وضمان استدامته وتطويره  حتى يساهم في جعل المكتبة مكانًا حيويًا. ولكي يكون النادي ذا جدوى على المشتركينوالمكتبة  على حد السوا علينا أن نُعد إستراتيجية عمل تشمل الموضوع،الأهداف،المشرف، المشتركين،الفضاء وإعداد جدول زمني لعمل النادي

يمكن أن يكون الشروع في التفكير لإنشاء نادي بمثابة مسعى تحويلي أي إضفاء حركية جديدة على خدمات المكتبة من أجل تنمية مجموعة من المشتركين ذوي التفكير المماثل  حيثيبدأ هذا المسعى بتحديد الأهداف الأساسية للمجموعة،

1 – عند التفكير في تأسيس نادي بالمكتبة علينا أن نحدد موضوعه ومدى أهميته في استقطاب مشتركي النادي ودوره في الترغيب في المطالعة والمساهمة في أنشطة المكتبة.

2 –  طبيعة الشريحة التي يمكن أن تُنشط داخل المكتبة مرتبطة أساسا بالكتاب وتهدف للترغيب في المطالعة وعليه فإن نشاط النادي يتمحور حول تعزيز مكانة الكتاب والمطالعة لدى المشتركين والعمل على نشر ثقافة الكتاب واستقطاب الرواد.

3 – السعي إلى تأسيس نادي يتطلب بالضرورةاختيار من سيتولى قيادة دواليبه بكل اقتدار وكفاءة لأن تكوين مجموعة من الرواد وتأطيرهم ليس بالأمر الهين بل يفرض مستوى علمي متطور  ومختص يراعي خصوصية كل فرد من المشاركين في النادي ولديه القدرة  للحفاظ على ديناميكية التنسيق بين الجميع.

4 –   تحديد حجم المجموعة وتكوينها، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل التشابه في الأفكار ، بمعنى نفس البرنامج والمشروع المُراد تنفيذه جماعيا، مما يساهم في ديناميكية النادي ونجاعته واستفادة مشتركيه من الأنشطة التي سيُقدمُها.

5 –  تهيئة الفضاء الذي سيُخصص للنادي  وتوفير مستلزماته أمر مهم، لأن الفضاء هو من الوسائل الأساسية للترغيب في المطالعة .

6 –  إعداد جدول زمني يأتي عند الانتهاء من تكوين النادي وذلك مراعاة لأوقات فراغ المشتركين حتى لا يكون جدول مفروض عليهم

مهارات منشط النادي

المنشط هو المحرك الأساسي للعملية التنشيطية داخل النادي والموجه لها، فهو الذي يتحمل مسؤولية ضمان السير العادي لعملية التنشيط، ومن جهة ثانية المنشط هو الشخص المؤهل للإسهام في تحقيق أهداف النادي وطموحات المستفيدين لأن المنشط الجيد يضع نفسه في خدمة المجموعة، يكون قادرا  على  اكتشاف مواهب وقدرات أفراد

المجموعة  ليساعدهم على تطورها، وعليه لابد من توفر عدة مواصفات تُمكنه من أداء دوره حتى يستفيد منخرطي النادي. 

   وباعتبار أننا سنحاول من خلال هذه الدراسة الحديث عن دور النادي في الترغيب في المطالعة، فإنه من المحبذ أن يكون المنشط

* مؤمنا بقيمة الكتاب والمطالعة حتى يُمرر هذا الإيمان إلى منخرطي النادي ويعمل على ترسيخ عادة المطالعة لديه،لأن الإيمان بالشيء أهم بكثير من القيام به، كما يجب أن يكون مُلما بتقنيات البحث الوثائقي مما يمكنه من اختيار أوعية المعلومات التي سيستعملها أثناء الحصص التنشيطية بالإضافة إلى إرشاد المنخرطين عند البحث عن الكتب التي يبحثون عنها.
* الاقتناع بالانخراط في مجال التنشيط المتعلق بالترغيب في المطالعة
* الالتزام بتثقيف الذات والانفتاح على كافة العلوم باعتبارها إحدى الروافد المنعشة لآلية التنشيط
وخلق* القدرة على التنسيق والتسيير والتدبير وتفعيل الحوار وتقبل النقد والاختلاف

ديناميكية وتكسير الجمود والعمل على معرفة خصوصيات كل فرد من المجموعة.

* انفتاح المنشط على أفراد النادي بمشاركة أفكارهم وطموحاتهم ومشاعرهم باستمرار وأن يتعامل معهم بأسلوب متحضر أساسه الحوار والديمقراطية بالإضافة إلى احترامه لهم ويتحسس مشاكلهم..

*على المنشط أن يظهر دائماً أمام المجموعة بمظهر الواثق من نفسه ، لأن ذلك يساعد على رفع مستوى ثقتهم بقائدهم ، ويمكن للمنشط أن يرفع مستوى ثقته بنفسه عن طريق تفهمه للأنظمة والإرشادات والتقنيات الحديثة في مجال التنشيط ، وعن طريق خبراته المتنوعة وتجاربه ، أي أن ثقة المنشط في نفسه تزداد كلما كان قادراً على إتقان دوره لأن ثقة المنشط في نفسه تساعد المنخرطين علىاكتساب المهارات وتطوير معارفهم.

* أن يكون ذا شخصية قيادية  وقدوة حسنة قادرا على إدارة المجموعة وحل المشكلات

*أن  يتمتع بروح تعاونية ويشارك أفراد النادي أفكارهم لتطوير إبداعاتهم  وتنمية مواهبهم

  ومهارتهم ومستمعا جيدا لكل تدخلات أفراد النادي دون إقصاء.

*أن يستعمل اللين والحزم في الأوقات المناسبة ويكون عادلا مع كافة أفراد المجموعة

* إن عمل المنشط داخل النادي هو في حد ذاته دليل على شعورهالإنساني ، والمنشط الجيد يتصف بقدرته على إظهار مشاعره الإنسانية تجاه المجموعة والتعاطف معهم ، مما يؤدي إلى إشاعة جو من العلاقات الإنسانية وإدخال الطمأنينة إلى قلوب المنخرطين،مما يسمح لكل فرد التعبير عن مشاعره الإنسانية بطرق عديدة كالابتسامة الودية والدائمة أثناء   العمل والتسامح مع الأخر وتفهم سلوكهم داخل المجوعة.

* على المنشط أن يتعامل مع المجموعة باتزان وروية، والابتعاد عن الغضب السريع ، والمنشط الجيد هو الذي يستطيع أن يدرب نفسه من خلال عمله في النادي على النواحي الإيجابية كالرزانة والمرونة والروية حيال ظهور أي مشكل أثناء الحصص التنشيطية، لأن ضبط النفس دليل على خبرة المنشط وعمق تجربته.

* على المنشط الجيد أن يكون قادرا على الابتكار والإبداع من خلال تقديم أفكار جديدة لمجموعته ويدفعهم للعمل والنشاط عن طريق ابتكار طرق وتطبيقات متنوعة تزيد من متعتهم وتعمل على إثارتهم . فالمنشط الجيد يدفع أعضاء مجموعته لممارسة النشاط وتطبيق البرنامج اليومي بدقة وإبداع ، وحتى الأعمال الروتينية يطبقها عن طريق ابتكار وسائل متنوعة، مثل عمل المشاريع الخاصة، مناقشة كتب ذات صلة باهتمامات المجموعة،  وألعاب التسلية التي تستثير  وتفرحهم، وغيرها من الأنشطة التي تجلب تركيزهم.

أن يكون قادراً على تقييم عمله وعمل المجموعة والنتائج التي توصل إليها لتطوير عمله*

فوائد النادي للمشتركين

دور النادي في المكتبة هو تعزيز حب المطالعة لدى المستفيدين  من خلال توفير فضاء  وإطار داعم وشامل لهم ليصبحوا مهتمين بالكتاب ومناقشته وفهم محتواه خلال الحوارات التي ينظمها الناديباستمرار، مما قد يساعد في تحسين مهارات القراءة وزيادة الاستمتاع بها.

من خلال الانضمام إلى احدى النوادي بالمكتبة يمكن للمستفيدين أن :

* يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين قد لا يمنحون الأولوية للقراءة في حياتهم اليومية، حيث يمكن أن تساعد القراءة المنتظمة  داخل مجموعة في تحسين مهارات التعبير الجيد.

*  يمكن أن تزيد أيضًا من متعة القراءة من خلال مساعدة القراء على اكتشاف كتب ومؤلفين جدد يستمتعون  بكتاباتهم ، وتوفير شعور بالإنجاز والاستمتاع من إكمال الكتاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد القراءة بانتظام داخل المجموعة  في تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء، مما يجعلها نشاطًا ممتعًا ومفيدًا للجسم والعقل.( مثاليوقا المطالعة )

* المطالعة وسط مجموعة تساعد الفرد  على تجاوز نقاط سلبية منها ما هو نفسي وما هو اجتماعي حيث  تجعل منه فرد يسعى للمنافسة وإبداء رأيه  في المواضيع المطروحة للنقاش وفرض وجوده داخل المجموعة

* تعزيز القدرة على التواصل مع الآخر  داخل النادي .

* ترسيخ عادة الحوار والمشاركة داخل المجموعة من شأنه أن يساهم في تعزيز النمو الشخصي والفهم والثقة بالنفس خاصة للأفراد الذين يشعرون بالعزلة أو الذين ليس لهم فرص أخرى للتفاعل في فضاءات  أخرى خارج المكتبة العمومية.

*  يمكن أن يوفر النادي أيضًا فرصًا للتعلم وتطوير الإمكانيات المعرفية  من خلال المناقشات حول مجموعة واسعة من المواضيعالتي يقرؤونها و تبادل وجهات نظر وأفكار مختلفةويمكنهم المشاركة في التفكير النقدي والتحليل. وقد تُتاح لهم أيضًا الفرصة للمناقشة والتفكير في معتقداتهم وقيمهموالتي يمكن أن توسع فهمهم للعالم وتساعدهم على تطوير اهتمامات وأفكار جديدة.

*  هناك دور مهم آخر للنوادي داخل المكتبة وهو تعزيز التنوع والشمول  المعرفي من خلال اختيار الكتب التي تمثل مجموعة متنوعة من وجهات النظر المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، من خلال قراءة كتب مؤلفين من خلفيات متنوعة وإبراز شخصيات من ثقافات متنوعة،

نشر روح العمل و السعي لتحيق الأهداف التي تم رسمها لتأسيس النادي*

*  تنمية مهارة اللغات لدى أفراد النادي

* إثراء طموح أفراد المجموعة وتشجيعهم على البحث ومناقشة عدة مواضيع معرفية

* تشجيع المنافسة الثقافية داخل المجموعة لتطوير معارفهم.

التوصيات

 خلال متابعتنا لأنشطة النوادي داخل المكتبات العمومية، لاحظنا عديد التجارب الناجحة في العديد من المكتبات داخل تراب الجمهورية حيث ساهمت بشكل فعلي في الترغيب في المطالعة من خلال استقطاب العديد من الرواد والترفيع في نسبة عدد المشتركين بالمكتبة، كما  لاحظنا بعض التجارب التي أبدعت إدارة المكتبة ومؤطري تلك النوادي في صقل المواهب الإبداعية للمشتركين ومرافقتهم وتوجيههم حتى تمكنوا من خوض تجربة الكتابة ونحت أفكارهم ضمن مجموعة من القصص تم نشرها رسميا، وهنا نذكر على سبيل الذكر لا الحصر ” نادي أشبال الحكاية ” بالمكتبة العمومية محمود المسعدي بوعرادة  و “نادي المطالعة” بالمكتية العمومية برقو من ولاية سليانة، حيث أصبحت لدى مشتركي هذين الناديين القدرة على المبادرة والكتابة وهذا نتيجة إيمان إدارة هذين المكتبتين والشعور بالمسؤولية وأيضا مؤطري النوادي بقيمة المطالعة ودورنا كمهنيين بضرورة استقطاب الرواد واحتضانهم والسعي لمساعدتهم على المطالعة لما لها من دور في تنمية شخصية الفرد

كما  لاحظنا  العديد من النوادي التي لا علاقة لها بالكتاب والمطالعة ولم يكن لها أي دور في استقطاب الرواد وترغيبهم في المطالعة بل هي  نوادي اعتباطية تقدم حصص ترفيهية لا غير ، وعليه فإننا نوصي بضرورة:

1 – ترشيد وضبط طبيعة النوادي بالمكتبات العمومية، من خلال إصدار منشور رسمي يُحدد نوعية النوادي  وأهدافها .

2 –  تحديد مواضيع هادفة تعمل بالأساس على نشر ثقافة الكتاب والمطالعة

3 –  ضبط شروط تكليف مؤطري النوادي.

الخلاصـــــــــــة

داخل النادي تتحول القراءة من نشاط فردي إلى رحلة ديناميكية يتم مشاركتها مع الآخرين، مما يترك بصمة لا تمحى على ديناميكية المشاركين وتطلعاتهم، حيث تُقدم النوادي أنشطة غنية ومتنوعة لفائدتهم وتساهم بشكل فعال في الترغيب في المطالعة، فهي تجمع بين القراءة والمناقشة والحوار، مما يسمح بالانغماس الثقافي واللغوي العميق، سواء كان الهدف تحسين الفهم الكتابي، أو إثراء المفردات، أو ممارسة التعبير الشفوي، أو التدريب على التواصل داخل المجموعة،  فإن نوادي القراءة تعد أداة قيمة ومحفزة لجميع المشتركين. ومن خلال دمج الاستراتيجيات المُكيَّفة واستخدام التقنيات الحديثة، يمكن أن تصبح ركيزة  أساسية، ومتاحة للجميع وغنية بفرص التطوير الشخصي والثقافي. وتساهم في تطوير عدد المشتركين بالمكتبات العمومية وارتفاع نسبة المطالعين والمستعيرين.

نورالدين مزهود

المراجع

https://fastercapital.com/fr/contenu/Techniques-de-motivation—Clubs-de-lecture—Lire—Reflechir—Motiver—Les-clubs-de-lecture-comme-technique-d-inspiration.html

https://gobookmart.com/fr/the-role-of-book-clubs-in-promoting-literacy-and-love-of-reading

https://www.alloprof.qc.ca/fr/parents/articles/favoriser-lecture-ecriture/pourquoi-creer-club-lecture-enfant-k1586

https://mycoworkingspace.com/les-avantages-des-clubs-de-lecture-pour-le-reseautage

https://centrenationaldulivre.fr/actualites/nos-conseils-pour-lancer-son-club-de-lecture