سيظل عام 2024 عالقًا في أذهان جماهير وعشاق كرة السلة ليس للملعب النابلي فقط بل في أذهان كل الجماهير الرياضية في تونس، فهو العام الذي شهد فصلًا تاريخيًا مؤسفًا، هو الأول لاعرق وأكبر الاندية التونسية، صاحب التاريخ الحافل بالالقاب (8 بطولات و12 كأسا وبطولة عربية وكأس شمال افريقا للاندية).. وهو الذي قدّم لتونس افضل اللاعبين  على مدى العقود الماضية على غرار (الحبيب، منير، سمير وزهير ڤارعلي، الحبيب ورشيد بلحسن، لطفي وحمادي البنا، سالم  أمين رزيق، البشير، أنيس وحمودي حديدان، توفيق بن عبدالله، حمادي ونجيب بن زايد، سليم وعادل التلاتلي، خالد والهادي الڤصطلي، نزار كنيوة، عادل سلامة، علي تبان، سفيان وسليم بن عمر، نبيل حريڤة، ناجح عبيد، الحبيب بيوض، نعيم مبارك، هيكل العابد، أيمن سيوة…) والقائمة تطول… غير أن النادي شهد تراجعا بشكل لافت في السنوات الاخيرة وهو ما جعله يفشل في الحفاظ على حضوره في البطولة المحترفة، وسقوطه إلى الدرجة الثانية.
وتعد هذه أول مرة يهبط فيها الملعب النابلي منذ تأسيسه عام 1936، حقق خلالها عديد الالقاب : 8 بطولات و12 كأسا وبطولة عربية وكأس شمال افريقا للاندية.

الحدث الجلل بهبوط الملعب النابلي، لم يكن الأول على صعيد كرة السلة في بلادنا حيث تجرعت عدة أندية صاحبة صيت وشهرة مرارة الانكسار والهبوط. فقد سبق الملعب النابلي كل من  النجم الاولمبي لحلق الوادي والكرم (7 بطولات و3 كؤوس وكأس الجامعة وبطولة مغاربية) وقدم هو الاخر عديد النجوم في لعبة العمالقة على غرار أحمد شرف الدين ورضا العبيدي وابراهيم الطرابلسي وحمودة الصوفي وعبودة بن ابراهيم ووليد الغربي وعبد الستار اللومي ومنير ورضا النفزي وشريف بن عامر وكمال بوفالغة… والقائمة طويلة..
كما عرف فريق الزهراء الرياضية نفس المصير وهو الحائز على 6 بطولات و5 كؤوس وكأس الجامعة  وقدّم هو الاخر عديد النجوم لعل ابرزهم لمجد انجاح وقيس وعادل صغير – سامي حسيني – لمجد نجاح – شكري وغازي جريبي وعطيل عويج…

ما يلفت الانتباه هو عدم اكتراث الشارع الرياضي في نابل بسقوط فريقهم الى الدرجة الثانية وهو في حد ذاته كارثة ويبدو ان ابتعاد الملعب النابلي على التتويجات حيث يعود آخر لقب الى موسم 2010 من الاسباب التي جعلت جماهير كرة السلة تبتعد عن الميادين حتى ان بعض المباريات في بير شلوف جرت دون حضور جمهور…

وعبرت بعض الوجوه الرياضية في نابل ان ما جرى يعتبر زلزالا ضرب الولاية بأكملها وكارثة مدوية يصعب احتواء تبعاتها… واعتبر أن هبوط الملعب النابلي يعدّ ضربة لجامعة كرة السلة ودليل على تقهقر هذه اللعبة في بلادنا…

تصحيح المسار

والان وقد حلّت الكارثة وهبط اعرق الفرق التونسية لكرة السلة الى الدرجة الثانية فالتصحيح الان مطلوب اكثر من أي وقت مضى والبداية برحيل الهيئة الحالية وتشكيل هيئة تسييرية مؤقتة من أبناء النادي لحين انتخاب هيئة جديدة تعمل من أجل النادي لاستعادة وضعها الطبيعي ومكانتها التي عرفت بها خلال السنوات والعقود الماضية.

محمد بلغيث