البيان: محمد بن ج.

بعد فترة من المعانات من آثار الحروق التي التهمت جسده الغض استمرت لأسبوعين أسلم الفتى يوسف البكري ذو الأربعة عشرة ربيعا مساء البارحة الروح وغادر الحياة تاركا اللوعة والأسى في قلوب عائلته وزملائه في المدرسة الاعدادية بصواف من ولاية زغوان.

حيثيات الواقعة

وللتذكير فإن هذا الفتى أقدم يوم 14 أفريل الجاري على إشعال النار في جسده في محاولة للانتحار ردا على الاهانة التي تعرض لها في مدرسته من قبل بعض الفائمين عليها.

فهذا التلميذ الذي يدرس بالتاسعة أساسي وحسب ما بلغنا من معطيات تم إقصاؤه من حصة تدريس فغادر القاعة، وللدخول إلى الحصة الموالية كان مطالبا ببطاقة دخول لكن تمت مطالبته باستقدام الولي والحال أننا نعتقد أنه ليس في حاجة لبطاقة دخول باعتبار أنه لم يكن متغيبا بل أنه تم إخراجه من القاعة بإرادة أستاذه وبالتالي ما كان على هذا الأخير تسجيله متغيبا في دفتر المناداة وما كان على الادارة التشدد بمطالبته باستقدام الولي، ومع ذلك ذهب الفتى واستقدم جده غير أن إدارة المدرسة لم تقبل بهذا الولي -وهي مخطئة- ولم يتم السماح ليوسف باستئناف دراسته وتم توبيخه بشكل ترك آثارا سلبية جدا على نفسية الفتى الذي يعرف ككل فتى في عمره تحولات حساسة في شخصيته.

المعاملة القاسية والفترة الحساسة من عمره وربما تأثرا بما يقدم عليه البعض في العقد الأخير قام يوسف بإضرام النار في جسده بما خلف له حروقا بليغة في أماكن مختلفة من جسده عانى منها لأسبوعين قبل ان يتوفي ليلة البارحة.

إجراء تعسفي

من جانبنا وفضلا عن مواساة عائلته في مصابهم، فإننا نعتقد أن وزارة التربية مطالبة بحث القائمين على المؤسسات التربوية خاصة الاعدادية والمعاهد بضرورة حسن التعامل مع التلاميذ من الناحية النفسية فهم يكونون في فترة حساسة من سنهم تعرف تحولات بدنية ونفسية بحكم السن، مع مراجعة إجراءات إسناد بطاقات الدخول وعدم جعلها سيفا مسلطا على رقاب التلاميذ وحتى الأولياء الذين قد لا تسمح ظروفهم بمرافقة أبنائهم لتمكينهم من بطاقة دخول، وفي الغالب فإن طلب استقدام الولي عند تغيّب إبنه هو بمثابة العقوبة للولي لأن الادارة تكتفي بالتثبت في هويته ثم تمنح التلميذ آليا البطاقة المطلوبة، فما فائدة حضور الولي الفعلية؟، كما نعتقد أن رفض الادارة تمكين التلميذ من مباشرة دراسته إلا بحضور وليه يتعارض كليا مع حقه في التعليم، إذ أن هناك طرقا أخرى يمكن اعتمادها للفت نظر الولي لتغيب إبنه غير جرّه إلى المؤسسة التربوية دون فائدة فعلية تذكر..

رحم الله الفتى يوسف الذي لم يبلغ بعد سن التكليف لكن من المؤكد أن ما أقدم عليه وما إنتهى إليه سيكون له ما بعده. .