شهدت مناطق ريف منبج شمال سوريا مواجهات دامية بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل خلال يومين حتى فجر الأحد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكشف المرصد أن حصيلة القتلى منذ مساء الجمعة وحتى فجر الأحد بلغت “101 قتيل، بينهم 85 من الفصائل الموالية لتركيا و16 من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها”.
وأفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، بأن الاشتباكات تركزت في المناطق الجنوبية والجنوبي الشرقية من ريف منبج بمحافظة حلب شمال سوريا.
تركيا تعلن “تحييد” مقاتلين أكراد
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد عبر منصة إكس أنها تمكنت من “تحييد” 32 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، مؤكدة استمرار العمليات ضد ما وصفتها بـ”التهديدات الإرهابية”.
في المقابل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، السبت، أنها أفشلت جميع الهجمات التي شنتها القوات الموالية لتركيا بدعم الطيران الحربي والمسير التركي في مناطق شرق وجنوب منبج وشمال سد تشرين.
وعلى الرغم من إعلان هدنة بين الطرفين، تتواصل الاشتباكات في ريف منبج، وسط محاولات الفصائل الموالية لتركيا التقدم نحو مناطق شرق الفرات.
وأوضح مدير المرصد أن هدف الفصائل الموالية لتركيا هو “الوصول إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات والسيطرة على مدينتي كوباني والطبقة”، معتبرا أن هذه التحركات قد تكون تمهيدا للتوسع باتجاه مدينة الرقة.
السيطرة الكردية في شمال شرق سوريا
ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا وأجزاء من محافظة دير الزور، خصوصا المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، التي تديرها الإدارة الذاتية الكردية التي تأسست عام 2011 بعد انسحاب القوات الحكومية.
ومنذ عام 2016، نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وفرضت سيطرتها على منطقتين حدوديتين واسعتين. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية.
والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الإثنين وفدا من قوات سوريا الديمقراطية، على ما أفاد مسؤول مطلع وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء، مشيرا إلى أن المحادثات كانت “إيجابية” في أول لقاء بين الطرفين.