لمٌا اخترت تناول تجربتها التشكيلية، كنت مقتنعا أن عالم الرسامة هيفاء الحاج صالح استثنائي ومتفرٌد بكل ما حوى وتضمٌن من تأويلات وتحوٌلات لافتة وجذابة ستزيد من إمعان النظر في اللوحات التي حَوَت تجربتها الفنية :” المتاهة 1 -2 ” وصولا إلى يوم 14 فيفري 2025 لتحط الرحال عند محطتها الثالثة بمدينة أكودة في ضيافة الصالون الثقافي الشجرة وبرواق الفنون دار الثقافة أكودة حتٌى ينتهي الأمر بقراءة لافتة تذيب شيئا ما من حيرتي وتعرٌي ما خفي من رغبتي الجامحة لتلمٌس فحوى الرسوم ونوايا الفنانة التي أتقنت عبر تجلياتها التشكيلية وفسيفساء لوحاتها في دغدغة فرشاتها حتى تشفي غليل اختيارها لاقتناص الفكرة وابلاغها للملاحظ والمتامٌل في ثناياها من خلال شدٌه للكشف عنها وهي تتخفٌى تحت خطوطها الملتوية التي تشكٌلها المتاهة، وقد استحسنت كثيرا اختيارها للونين الابيض والاسود كقيمتين ضوئيتين للتعبير عن ثنائية في جانب الاحاسيس والمفارقة بين بعدين لا يتشابهان لتختزل الرسامة المسافة بينهما وتخاتلنا بأسلوبها الفني المغاير ثم ترتجل متاهتها باقتدار فهي الفتنة والدهشة ولعبة الكرٌ والفرٌ التي اقامت نواميسها الفنانة هيفاء الحاج صالح خصوصا عند عتبات يوم ليس كغيره من الأيام “عيد الحب” وما يحمله من أحاسيس فياضة تعزز قيم المودٌة في أبهى تجلياتها، والاكثر من ذلك الرغبة في إزالة القلق عن المتيٌمين بالعزلة حينا واستدراج الفرح إلى المتقبٌل الوهن احيانا أخرى، ربٌما تفتح المتاهة لهم خلاصا قريبا.

جلال باباي