توزر-نفطة : البيان مكتب الجنوب الغربي/من أحمد مخلوف
بلغت إستعدادات جمعية مهرجان الموسيقى الصوفية والروحية بنفطة أشواطا متقدمة لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للموسيقى الصوفية روحانيات التي ستنتظم من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024 تحت شعار “عشق”.
وفي هذا الإطار إلتأمت في مطلع هذا الأسبوع بمقر ولاية توزر جلسة عمل بإشراف والي الجهة شاهين الزريبي خصصت للوقوف على ٱخر إستعدادات مدينة نفطة لتنظيم هذه التظاهرة الدولية الكبرى والبحث عن الإجراءات الكفيلة بتأمين النجاح لها من جميع النواحي وطرح اهم الجزئيات المتعلقة بالإستعداد اللوجستي والأمني لتنظيم العروض وتأمينها. وقد شدد والي الجهة في هذا السياق على ضرورة إستيفاء كل الإجراءات القانونية والتراخيص اللازمة والضامنة لحسن تأمين مختلف سهرات هذا المهرجان الدولي وضمان نجاحها فنيا وفرجويا، وذلك إعتبارا لما تكتسيه هذه التظاهرة الدولية الإحتفالية من أهمية في علاقة بالحركية الثقافية والسياحية بالجهة. وقد تم الإتفاق في أعقاب هذه الجلسة على القيام بزيارات معاينة ميدانية لكل فضاءات العروض الخاصة بالمهرجان من طرف لجنة مشتركة تضم كل الإدارات الجهوية المعنية والمصالح الأمتية والحماية المدنية مع إيلاء عنصر النظافة والإنارة العناية اللازمة.
سهرات موسيقية صوفية في الساحات العامة والشوارع الرئيسية والفضاءات العتيقة وندوات علمية ..
هذا ولئن لم يتجاوز عدد دوراته الدورة السابعة فإن المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية روحانيات نفطة قد حذا اليوم حذو كبرى المهرجانات والتظاهرات الثقافية والإحتفالية التي تقام في بلادنا وذلك بفضل تميز عروضه وسهراته ومعارضه وندواته العلمية وخرجاته الإحتفالية الصوفية منها والطرقية التي تعانق العالمية والتي تقام عادة في الشوارع الرئيسية والساحات العامة وفي الفضاءات الثقافية والعتيقة التي تزخر بها نفطة وتواكبها جماهير غفيرة تتقاطر على “الكوفة الصغرى” كما يحلو للمؤرخين تسميتها طيلة أيام المهرجان من مختلف جهات البلاد ومن خارج حدود الوطن للإستمتاع بأيام وليال وكأنها من”ليالي ألف ليلة وليلة”، دأبت على إحيائها فرق موسيقية صوفية محلية وجهوية ووطنية وأخرى دولية من عديد الدول الشقيقة والصديقة تقدم طيلة أيام وليالي مهرجان الموسيقى الصوفية والروحية بنفطة سهرات موسيقية تقوم على المزج بين “نواوير” الموسيقى الصوفية والروحية وموسيقات العالم كالجاز ولبلوز.
وما يشار إليه في هذا السياق أن الموسيقى الصوفية والروحية تنقسم إلى نوعين رئيسين هما الموسيقى الروحية ذات الطابع الديني والموسيقى الروحية ذات الدافع الثقافي المرتبطة بالمناسبات الثقافية التي تحتفل بها المجتمعات ويعود تاريخ الموسيقى الصوفية والروحية إلى الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والفرعونية والصينية وللموسيقى الروحانية خصائص من حيث طابعها، إما ديني كالعشق الإلهي والمدائح النبوية أو ثقافي كالفنون المتعلقة بالعادات والتقاليد كطقوس الزواج والوفاة كما أنها كانت تمارس بعاطفة عفوية خاصة في موضوعها الديني.
إستضافات دولية وإنفتاح على أنماط عالمية كالجاز ولبلوز..
ويسعى المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية روحانيات نفطة مع إطلالة كل دورة جديدة إلى أن يكون وفيا لخصوصيته مع إنفتاح مستحب على موسيقات عالمية قريبة من الموسيقى الصوفية والروحية ببرمجة عروض لموسيقى الجاز ولبلوز وأخرى صوفية تقدم بٱلات إلكترونية لفرق من تونس وأخرى دولية من الجزائر وليبيا والمغرب ومن المشرق وٱسيا.
زيارات ليلية لمقامات الأولياء الصالحين
كما حافظ المهرجان على إقامة حلقات الذكر في مقامات الأولياء الصالحين في كل ليلة من ليالي المهرجان، حيث تجوب الفعاليات الصوفية مقامات كل من أبي علي السني وسيدي حسن عياد وسيدي مرزوق وسط أجواء متميزة يسودها الخشوع والطمأنينة الروحية، كما تخصص صباحات هذه التظاهرة الدولية “الحدث” طيلة أيام إلتٱمها للندوات العلمية والمحاضرات التي يؤثثها باحثون وجامعيون من تونس ومن دول شقيقة وصديقة حول مواضيع التصوّف والمعرفة وتاريخ نشأة الموسيقى الصوفية والروحية وأقطابها.
وقد أصبح المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية روحانيات نفطة منذ دورته الأولى يسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بمدينة نفطة الحالمة وحتى ببقية مدن الجريد الأخرى على غرار حاضرة الولاية توزر وتمغزة ومنطقة عنق الجمل حيث تشهد أسواق هذه المدن ومغازات الصناعات التقليدية ومحلات ترويج وبيع التمور والمقاهي والإقامات والمطاعم والفضاءات العتيقة والسياحية والترفيهية إقبالا منقطع النظير من قبل ضيوف نفطة والمشاركين في مهرجانها الدولي من فرق وغيرها للترفيه والإستمتاع بأجواء المهرجان وزيارة المدن العتيقة ومنطقة عنق الجمل.
ولنا عودة لفعاليات هذا المهرجان الدولي وبأكثر تفاصيل عن دورته السابعة التي ستنتظم من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024 تحت شعار “عشق”.