كوكتال من الطرب الأصيل وأغاني الزمن الجميل…

لا نبالغ حينما نقول بأن “ليالي رمضان” بالمكنين والتي انتظمت من 14 مارس إلى 21 منه بدار الثقافة بالشراكة مع المنظمات والجمعيات بالمدينة… كانت تظاهرة ثقافية ناجحة إلى أبعد الحدود وأضفت على المشهد الثقافي بالمكنين رونقا وبهاء وجمالا، لا سيما وأن العروض المبرمجة لاقت الاستحسان والاعجاب من لدن كل الملاحظين…

سهرة 20 مارس … عرض طربي “خالص” …

وفي هذا الإطار كانت سهرة يوم الخميس 20 مارس سهرة رائقة وراقية حازت الاستحسان والثناء من كل من واكبها. وقد كانت بإمضاء الفنانة الرائعة والمتميزة سنية بن عبد الله صاحبة الصوت الشجي والقوي والحضور الركحي الأنيق والتي اشتهرت بالموسيقى الطربية على وجه الخصوص… فهي صوت طربي بامتياز ذو خانات صوتية وطاقات “رهيبة”… بداية السهرة كانت بأغنية “القلب يعشق كل جميل” وهو اختيار مدروس لانطلاقة السهرة باعتبار ان هذه الأغنية الرائعة من الزمن الجميل لا تخلو من التجليات الصوفية والنغمات المتناسقة مع الأجواء الرمضانية الثرية بالنفحات الروحانية… ثمّ غنت لمحمد عبد الوهاب أغنية “مضناك جفاه مرقده” … تلتها عديد الأغاني الطربية والدينية والصوفية والروحانية والوطنية (احتفالا بعيد الاستقلال المجيد)… الحفل تضمن عديد الفقرات الموسيقية المتنوعة من الديني إلى الصوفي والروحاني والطربي لمختلف الأجيال… إلى الطبوع التونسية… (صليحة ونعمة) إلى الشرقي : أم كلثوم – وردة – شريفة فاضل…

فكان طبقا موسيقيا “دسما” موجها لكل الأذواق ومواكبا للأجواء الرمضانية من ناحية، واحتفالاتنا بذكرى عيد الاستقلال من ناحية أخرى… المطربة سنية بن عبد الله اكدت مجددا بانها صوت طربي أصيل يؤدي ويغني الموسيقي الراقية والفن الجميل وهي جديرة بأن تتبوأ مكانة مرموقة في الساحة الموسيقية التونسية وحتى العربية من خلال إثراء رصيدها الغنائي الخاص… وقد برهنت على ذلك من خلال مشاركتها عديد التظاهرات الثقافية والحفلات والمنوعات الإذاعية والتلفزية وكانت متألقة أينما حلت.  

وللفرقة الموسيقية والتنظيم… نصيب من النجاح…

وبما أن النجاح عادة ما تساهم فيه عديد الأطراف، فإنه لا يمكننا أن ننسى تألق وإيداع الفرقة الموسيقية التي صاحبت المطربة سنية بن عبد الله في هذا الحفل وكانت بقيادة الموسيقار والملحن المبدع معز بوصلاح، وبمشاركة العازفين المتميزين خالد سلامة ومحسن عطية ومهدي عمارة… إذ من خلال حديثنا إلى عديد المواكبين للحفل وخاصة من أهل الاختصاص، وقفنا على مدى نجاح السهرة على جميع المستويات… ففيما يتعلق بالتنظيم كان متميزا ومحكما بمشاركة عديد الأطراف على غرار إطارات دار الثقافة وفي طليعتهم السيدة بسمة بوزيد مديرة الدار.. وكذلك إطارات المصائف والجولات والغرفة الفتية الاقتصادية بالمكنين ومنظمة المرأة التونسية وجمعيّة “ثقافة وترفيه” بالمكنين…

عرض موسيقي “هبال”… سيبقى راسخا في البال

وفي حوار خاطف مع الفنانة سنية بن عبد الله عبرت لنا عن سعادتها بنجاح الحفل ولا سيما عندما لاحظت حضور الجمهور الذي كان من أجيال مختلفة والتفاعل الكبير مع كل الفقرات الموسيقية… وأضافت قائلة: “كل الشكر والتقدير لأعضاء الفرقة الموسيقية ومديرة دار الثقافة السيدة بسمة بوزيد على كرم الضيافة وللسيد شكري التليلي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية المنستير على إتاحة الفرصة لإقامة عرض موسيقي سيبقى راسخا في البال والذاكرة …”

منصور المبروك