يعيش جامع سيدي بوسعيد بالكرم الغربي منذ ما يقارب الأربعة أشهر وضعا استثنائيا وغريبا لم يعرفه منذ إنشائه جعل المصلين في حالة من التعجب ناهيك وأن الأمر يتعلق ببيت من بيوت الله كان يُفترض أن يحاط التعامل معه بالكثير من الجدية من قبل مختلف الأطراف ذات العلاقة. فهذا الجامع الذي تقام فيه مختلف الصلوات ويؤمه الكثيرون لا إمام راتب به منذ فترة، لأسباب واشكاليات عديدة أساسها سوء التفاهم بين الإمام الراتب والمؤذن بسبب سرقة أموال من داخل الجامع، إلى جانب سوء تفاهم بين بعض المصلين مع المؤذن..
.. وكانت عملية السرقة القطرة التي أفاضت الكأس
رغم الخلافات المعلومة للجميع التي سادت العلاقة بين الإمام الراتب والمؤذن والتي لاحظها الجميع داخل المسجد، لكنها لم تخرج إلى العلن إلا حين حصول عملية سرقة بعض الأموال من داخل بيت الإمامة والتي تعتبر القطرة التي أفاضت الكأس بعد حصر الشبهة في كامل إطار المسجد وتوجيه أصابع الإتهام للجميع دون استثناء، وهو الأمر الذي حزّ في نفس الإمام الراتب الذي عبّر عن رفضه الزج به في هذا الحادث واعتبرها مشينة ومكيدة لإبعاده عن إمامة المصلين، فقرّر من تلقاء نفسه وكردّ فعل منه عدم إمامة الناس خاصة بعد أن تمت دعوته لأداء القسم على أنه ليس الفاعل…
استدعاء لحضور اجتماع في المعتمدية
تفاقم المشاكل داخل الجامع جعل الواعظة تقرر استدعاء إطار الجامع إلى اجتماع بحضور معتمد الجهة للنظر في الوضعية التي بات يعرفها هذا المسجد، غير أن الحالة النفسية التي يمرّ بها الإمام الراتب نتيجة اتهامه بالسرقة والذي يعتبره اتهاما باطلا مسّ من كرامته ومن شرفه وهو المعروف بالإستقامة والأمانة والتديّن الوسطي ونال من معنوياته، فقد تغيّب عن الاجتماع، وهو ما اعتبرته الواعظة تحدّ واستعلاء على السلطة المحلية، فقررت إيقافه عن العمل ورفع أمره إلى وزارة الشؤون الدينية… في الأثناء وبعد أن تجاوز الإمام الراتب تأثير “الصدمة” التي أصابته نتيجة ما تعرّض له من إتهام يراه في غير طريقه، قدّم اعتذاره للواعظة وبيّن لها الحالة النفسية التي مر بها، لكنها لم تول لذلك بالا واستمرّ منعه من إمامة الناس…
ماذا بين المؤذن وبعض المصلين؟
الوضع المتوتّر بين المؤذن وبعض المصلين جعل هؤلاء يرفعون عديد الشكاوى في شأنه ناسبين له عدة اتهامات كما يعتبرونه فضّا إضافة إلى اتهامه بعديد التجاوزات… الشيء الذي جعل الواعظة تتدخل وتعطي تعليماتها بعدم إمامة المؤذن للمصلين… لكن بعد مدة وفي غياب معوّض الإمام الراتب ولسدّ الشغور يجد المؤذن نفسه مجبرا على إمامة المصلين بمباركة الواعظة…
الواعظة في قفص الاتهام!
المشاكل لم تنته عند هذا الحدّ، حيث اتهم بعض المصلين الواعظة بالتستر على المؤذن وخاصة في ما يتعلق بفقدان بعض التجهيزات وخاصة الزرابي (عدد كبير من الزرابي) رغم أن المؤذن صرّح بأن لديه ما يثبت الجهة التي تسلمتها… كل هذا يحدث ووزارة الشؤون الدينية غائبة عن المشهد فلا هي فتحت تحقيقا في الموضوع ولا أعادت الإمام الراتب إلى مكانه الطبيعي أو تعويضه خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب…
فمتى ينتهي مسسلسل جامع الفراشيش بالكرم الغربي؟