بنزرت.. من الحبيب العربي

منذ فيفري من هذا العام، باشرت الهيئة المنتخبة مهامها ساعية في الإعداد لدورة هذا العام، الدورة 41.. الهيئة الجديدة يترأسها الجمعياتي الكبير السيد لطفي الصفاقسي، الذي هو في آن واحد رئيس نادي فتيات بنزرت في كرتي السلة واليد، وهو النادي الذي عرف معه قفزة نوعية لافتة للإنتباه من حيث النتائج في مختلف الأصناف..

وقبل يومين، انعقدت الندوة الصحفية الخاصة بالدورة الجديدة.. ندوة صحفية لأول مرة تمر دون تشنجات وخلافات بين إعلاميي الجهة وهيئة المهرجان.. والفضل في مرورها هادئة هكذا يعود إلى ديبلوماسية الرئيس، السيد لطفي الصفاقسي، وإلى حنكة الملحق الإعلامي والناطق الرسمي الشاب حمزه الطياشي الذي عرف كيف يدير التحاور مع الإعلاميين وممثلي الهيئة المديرة للمهرجان.. فبعد تلاوة الفاتحة على روح الفقيد سامي حنيني الرئيس الأسبق للهيئة التسييرية للمهرجان، أفاد السيد لطفي الصفاقسي أن “مهرجانه” سعى إلى إدخال بعض التحسينات على البنية التحتية لبناية وركح فضاء الهواء الطلق “حافظ عيسى” الذي سيحتضن كل سهرات المهرجان في الصائفة الحالية.. مشيدا بتجاوب البلدية والولاية بتخصيصهما الدعم اللازم للأشغال المتأكد القيام بها..

بعدها، مر الجميع إلى استعراض خيارات إدارة المهرجان في ما يخص عروض حفلات هذا العام حيث تم التأكيد على تواصل تخصيص حفل الإفتتاح لعرض بنزرتي، وهذه السنة، عرض الأربعاء 17 جويلية سيكون بلمسات للفنان الكبير، ابن بنزرت محسن الماطري، الفنان الذي كان اول من عرّف ببعض الأغاني التراثية البنزرتية في سبعينيات القرن الماضي وهو المهندس الصوتي والموزع الموسيقي الذي عمل مع كبار فناني العرب والغرب، وحاليا يجري التدرب على محتوى عرضه الموسيقي بمدينة الثقافة بتونس.. كما تمت الإشارة إلى عرض الإختتام الذي سيكون يوم الثلاثاء 20 أوت وسوف تحييه الفنانة نجاة عطية التي عرفها الجمهور في ثمانينيات القرن الماضي بصوتها الجميل والقوي وبالنوع الرفيع للأغنية التونسية التي تؤدّيها.. وبين الإفتتاح والإختتام، 15 سهرة شملت الغناء والمسرح والراب وما إلى ذلك..

وللأطفال نصيب في الدورة 41 من مهرجان بنزرت الدولي..

في الندوة الصحفية المذكورة حضر بعض الفنانين الذين سيحيون سهرات بإنتاجهم على غرار محسن الماطري وبسّام الحمرواي.. كما حضر مندوب الثقافة في بنزرت السيد فوزي بن قيراط.. ومن المديرين والرؤساء السابقين للمهرجان لم يحضر إلا السيد أحمد الطريفي بوصفه منتخبا جديدا في الهيئة المديرة لمدة ثلاثة اعوام.. ما لاحظناه أيضا هو تواجد المصورين بإعداد مكثفة في توثيق الندوة بكل تفاصيلها، قليلهم فقط معروف في الساحة الإعلامية حتى أن أحد الإعلاميين أسرّ لي بقوله أن المصورين قد فاقوا في عددهم الصحفيين مراسلي الصحف ووسائل الإعلام الأخرى كالراديو والتلفزة.. فإن كان كل هذا العدد يعمل لصالح المهرجان، الأمر يطرح أكثر من تساؤل، وإن كانوا يعملون لحسابهم الخاص الأمر يطرح التساؤلات حول كيفية تعامل إدارة للمهرجان معهم..

وفيما يتعلق بالفضاء المخصص للجماهير، أفاد رئيس المهرجان أن إدارته أرادت للمتفرجين في عروض هذا العام الا أن يعانوا من الإكتظاظ.. كما أشار أن لا مكان خاص بالإعلاميين حيث قال كل فضاءات المهرجان هي لهم وفي متناولهم.. خلاصة القول أن مهرجان بنزرت هذا العام قد جاء بعروض كلها من إنتاج وطني تونسي حيث لا وجود لأي فنان من الشرق كما من الغرب وهو ما حبّذه الحاضرون الذين قالوا إن مهرجان بنزرت قد ذهب منحى عدم إهدار المال التونسي بالعملة الصعبة لفنانين عرب خاصة، يلوكون انتاجا قديما لهم او يرددون أغاني من سبقوهم من اقطاب الأغنية العربية الأصيلة.. وحتى نختم نقول للسيد لطفي الصفاقسي أحسنت الإختيار بموافقتك على تعيين الإعلامي حمزه الطياشي ملحقا إعلاميا للدورة وناطقا رسميا باسمها.. كل مؤشرات النجاح ظاهرة للعيان والله ولي التوفيق.