
كاميرا البيان: رياض الغربي
شرّع المسرح البلدي بسوسة أبوابه ليلة أمس الثلاثاء 8 أفريل 2025 للاحتفاء بعودة مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب بعد غياب ست سنوات عن المشهد السينمائي التونسي والدولي. وعلى إيقاعات ماجورات “سوسة” والكلمة الملتزمة انطلقت فعاليات الافتتاح والذي قدمت فقراته الإعلامية خلود مبروك مصحوبة بترجمة للغة الإشارة أمنتها الجمعية التونسية “إبصار” لثقافة وترفيه ذوي الإعاقة البصرية وهي من الأطراف الشريكة والداعمة لـ”الفيفاج” في نسحته لسنة 2025.
الدورة الرابعة عشرة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب حظيت بدعم صناع السينما وهواة الأفلام وشهد حفل الافتتاح حضورا نوعيا للفاعلين في القطاع السينمائي والثقافي في تونس ومشاركة عدد من صناع الأفلام وضيوف المهرجان القادمين من عدد من البلدان المشاركة في برمجة “الفيفاج” ضمن المسابقات الرسمية والعروض الخاصة والندوات ولجان التحكيم.

وتسجل الدورة الرابعة عشرة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب من 8 إلى 12 أفريل 2025 مشاركة 22 دولة وهي تونس، فلسطين، العراق، لبنان، المغرب، الجزائر، الأردن، مصر، سوريا، السينغال، روندا، إيران، فرنسا، ألمانيا، تركيا، الأرجنتين، اليابان، الدنمارك، كازاخستان، الولايات المتحدة، أذربيجان وروسيا.
واستهل مدير النسخة الرابعة عشرة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب أيمن الجليلي كلمته في افتتاح المهرجان بالحديث عن أهمية عودة “الفيفاج” للخارطة الثقافية وضرورة دعم هذه المنصة السينمائية ذات الخصوصية وتعنى بسينما اليافعين مشددا على دور السينما في التغيير والدفاع عن القضايا الإنسانية وفي مقدمتها فلسطين الصامدة في وجه العدو الصهيوني باستماتة أبنائها وهويتها وإرثها الثقافي.
بدوره أقر حسن عليلش رئيس جمعية مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب بوجود صعوبات ساهمت في غياب “الفيفاج” في السنوات الست الأخيرة داعيا السلطة المشرفة على القطاع السينمائي للاهتمام أكثر بالمهرجانات ذات البعد التثقيفي والتربوي على غرار “الفيفاج” الذي يعمل منذ بداية التسعينيات على توظيف الصورة في مجال تربية الناشئة.
كما كرم المهرجان في افتتاحه ثلة من قدماء المؤسسين والفاعين في المهرجان وهم السادة عبد العزيز بالعيد وهشام بن سعيد ومحمد خلف الله وعز الدين الكناني وأنور الفاني وفتحي بن ساسي
ومنح مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب تكريما خاصا للمنتج السينمائي الراحل نجيب عياد وهو أحد أهم السينمائيين الذين أسهموا في تطوير مضامين ودعم إشعاع “الفيفاج” كما عبرت منيرة منيف المديرة العامة المكلفة بإدارة الفنون الركحية والفنون السمعية والبصرية بوزارة الشؤون الثقافية عن اهتمام وتشجيع الهيكل الذي تمثله لمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب لاعتبارات عديدة أهمها جوهر فلسفته المهتمة بسينما ذات خصوصية تعنى بقضايا الطفولة والشباب.


واعتلى ركح افتتاح المهرجان بالمسرح البلدي بسوسة كل من الطاهر بن غذيفة المشرف على ورشات “المدرسة السينمائية” وسعاد بن سليمان المشرفة على ورشة السيناريو لتسليط الضوء على جانب مهم من فعاليات المهرجان والمتعلقة بالبعد التكويني والدروس المتخصصة والورشات الموجهة للتلاميذ والأساتذة وذلك في إطار نشر الثقافة السينمائية في صفوف اليافعين.
وقدمت الإعلامية خلود مبروك خلال حفل الافتتاح لجان التحكيم وأعضاءها وفي السياق نذكر بأن لجنة تحكيم مسابقة أفلام الشباب تضم كل من الخبيرة في قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة الإيسيسكو مانويلا فيتر نيكوليتي، المخرج السوري المهند كلثوم ويترأس هذه اللجنة الممثل التونسي خالد بوزيد أمّا لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لـ”الفيفاج” فتتشكل من الناقد السينمائي والباحث العراقي عبد الحسين شعبان (رئيسا) والمخرجة الرواندية ماري كليمنتين دوسابيجامبو ومنتجة أفلام الرسوم المتحركة والرسامة ومصممة الغرافيك الفرنسية جولي كاتي ورئيس الاتحاد الافريقي للمهرجانات السينمائية والسمعية البصرية الناشط السينمائي والأكاديمي المغربي عز الدين غوريران ومدير التصوير التونسي محمد المغراوي.
واختار مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب (الفيفاج) الفيلم الوثائقي الطويل “ماتيلا” لعبد الله يحي لافتتاح دورته الرابعة عشرة وهذا العمل الحائز على التانيت البرونزي لأيام قرطاج السينمائية 2024 يصور قصة شغف وحب لكرة القدم في ظل ظروف اجتماعية صعبة بطلها المراهق الملهم “ريان” أو “ماتيلا”. الفيلم أنتجته الجزيرة الوثائقية وأخرجه عبد الله يحي في رؤية سينمائية ولغة بصرية متفردة في نسجها لعوالم “ماتيلا” ومجتمع يصارع الجوع ويقاسي الأوجاع ولا مهرب للكثيرين منه إلا الهجرة غير النظامية على غرار والدي “ريان” أو الانخراط في عالم الجريمة والعنف غير أن “ريان” اختار كرة القدم.
تقدم عروض المهرجان من أفلام بالمسرح البلدي بسوسة، دار الثقافة القلعة الصغيرة ودار الثقافة حمام سوسة وذلك إلى جانب عروض “السينما تدور”.

