بنزرت من الحبيب العربي

في سهرة الخميس 21 مارس الجاري، كان لشباب الثقافة والفن والموسيقى والمالوف بمحيط دار الثقافة ببنزرت موعد مع مجموعة “أحنا” البنزرتية.. هذه المجموعة الشبابية المدرسية بالأساس التي تكونت بين تلاميذ التعليمين الإعدادي والثانوي من المولعين بالغناء والموسيقى والمالوف جميع أفرادها يستعدون الآن للمشاركة في الملتقى الإقليمي للموسيقى للمدارس الإعدادية والمعاهد بغار الملح يوم 14 أفريل المقبل.. الملتقى سيشارك فيه ممثلون عن ولايات بنزرت وباجة وجندوبة والكاف…

 في السهرة، ضمت “الفرقة” 18 شابا مرددا بينهم 10 إناثا و14 عازفا وخمسة مطربين بينهم بنت وحيدة، وجميعهم يقودهم الشاب الطالب بالجامعة مهدي السويحلي… حين صعدوا على الركح ورُفِع الستار، تخالهم في مظهرهم وحسن نظامهم فرقة محترفة… سهرتهم التي حضر بعض فقراتها كضيف شرف المندوب الجهوي للثقافة بدأت بمعزوفة دامت 7 دقائق كان الأداء الجماعي فيها طيبا وجميلا لأغنيات عفاف راضي ومحمد رشدي وراغب علامة وأحمد عدوية… ثم صعد الشاب سفيان النصري فغنى “سوّاح” و”جانا الهوى” لعبد الحليم حافظ وبعدها عرج على الأغنية التونسية من خلال “نمدح لقطاب” و”ترهويجة” و”عزيّز قلبك” و”حلقة ذهب وحرام” و”خالي بدّلني” و”روّح من السوق عمّار” و”يا اللي تمنّي بالفم” و”من جار عليّ قتلني”… أداء هذا الشاب “موش دوني” وهو ناجح أكثر في التونسي أفضل من الشرقي…

 بعد سفيان صعد سلام حجري فأمتع بأدائه القديم التونسي من خلال “رايس لبحار” و”بابا علي عزّوز” و”سيدي منصور” و”بابا بحري” و”يا مازري” و”يا سعد بابا بوشيبه”.. سلام الحجري نجح كما يجب في أداء هذا النوع من الغناء..

 ثم صعدت البنت الشابة صفاء الدرناوي التي افتتحت وصلتها بأدائها أغنية ورده الجزائرية “بتونّس بيك” ثم عقبت عليها بأغنية صباح “قابلت كثير وشفت كثير..” ثم انسحبت سريعا ليغني “مكانها” ربما الفنان الشاب الذي هو بصدد شق طريقه في أداء التونسي والمالوف بثبات، رامي الكافي الذي غنى وهو يعزف على العود ثلاث أغنيات تونسية معروفة وهي “زعمة النار تطفاشي” و”نبرى من وجعاتي” و”مقياس يعجب..” ومن رأس الجبل، غنى الشاب غيث “يا مالكتني بنظرة” و”أمي عويْشة المنوبية” و”يا سيدة يا نغّاره” و”علامها يا لمّيْمه سيدي العربي قدامها” و”بابا سالم” و”سيدي بنعيسى” و”العمال على الله.. “وعلى إيقاع هذه الوصلة الروحانية التي تغنت بأولياء الله البنزرتية الصالحين، رقصت البنت الشابة منار خمّار التي أمتعت الحاضرين برقصها الجميل وبتخميرتها التي جعلتها تسقط فوق الركح مغشيا عليها وهنا كان على المايسترو إيقاف العزف والغناء والإعتناء بالبنت التي حملها زميلها الراقص معها إلى الكواليس لتعود بعد خمس دقائق ولتواصل رقصها مرة أخرى وقد زادها السفساري ومريول “فضيلة” جمالا على جمال…

 وفي مسك الختام، عاد إلينا رامي الكافي، وهذه المرة في دور المطرب دون العود ليتحفنا بـ”انزاد النبي وفرحنا بيه” و”يا مرحبا بأولاد سيدي” و”اجليها يا ماشطة” و”بنية الأجواد”.. في هذا العرض الموسيقي والفرجوي في آن واحد، تميز كل من عزيز بولعابة بضبطه الإيقاع بالدربوكة وغيث عزوز بعزفه على الأورغ ثم محمد سامي الجربي بعزفه على الكمنجة..

 خلاصة التعليق : نجح الشبان في أداء أغاني “الكبار” وهم يمثلون مشروع نجوم للأغنية في بنزرت شريطة ان يجدوا من يواصل تأطيرهم وتوجيههم حتى لا ينقطعوا عن هذه المسيرة الفنية الجميلة.. وإنا لنرى أفضل فرضية لهم كي لا يندثروا أن يؤسسوا لهم جمعية او شركة تكون مستقلة بذاتها.. كلمة أخيرة نتوجه بها إلى مدير المركب الثقافي وإلى مندوب الثقافة ببنزرت : الإضاءة ضعيفة فوق الركح فحاولوا تلافي هذا في أقرب الأجال.

الحبيب العربي