بنزرت من الحبيب العربي
منذ أن تسلم سمير يعقوب مقاليد رئاسة النادي البنزرتي والأنصار يمنون النفس بموسم لا كالمواسم السابقة من حيث النتائج وتكون مكللة بالإنتصارات بما يجعلهم يستحضرون زمن فترتين فارقتين في تاريخ الجمعية، عشرية ثمانينيات القرن الماضي مع الرئيسين امحمّد بالحاج وسعيد لسود وفترة أوائل سنوات ما بعد الثورة مع مهدي بن غربية.
نجاح باهر لإدارة سمير
من حيث الإدارة ودواليبها حقق سمير يعقوب أيمّا نجاح حيث أرسى إدارة للجمعية نجحت في رفع كل العراقيل التي كانت تعوق الجمعية وأتم أشغال إعادة بناء مقر الجمعية، وقام بانتداب فنيين ولاعبين بالكم والكيف المطلوبين…
التحضيرات للموسم الجديد بدأها مبكرا بظروف أقل ما يقال عنها ملائمة.. لكل هذا، منّى الجميع أنفسهم بمرور فريقهم بسهولة إلى مجموعة اللعب من أجل اللقب.. لكن حين انطلق الموسم بمباراة أولى أمام أحد الأندية المتراهنة على لقب البطولة، كانت الصدمة بهزيمة أولى أمام النادي الصفاقسي، في ملعب الطيب المهيري، بمردود فني هزيل يتمثل في ضعف في الدفاع ومثله في الهجوم مع خطة تكتيكية لم تحسن استغلال طاقات اللاعبين.. أسبوع فقط بعد ذلك، كان الموعد مع الهزيمة الثانية أمام الاتحاد المنستيري وبنفس الاسلوب… في ملعب بنزرت بالذات.. بما عجل برحيل الممرن الصربي دوستانيتش، ليحل محله الممرن ماهر الكنزاري وهو المدير الفني للشبان آنذاك..
الكنزاري “آوت”
وبوصول الكنزاري لدفة التسيير الفني، تفائل الجميع خيرا بما أنه سبق له النجاح مع البنزرتي في اول سنوات ما بعد الثورة… ومع اول مباراة له، ظهرت محدودية إمكانياته في التعامل مع المجموعة حيث تعادل مع مستقبل المرسى في الشتيوي في رابع جولة دون أهداف، والمرسى أضعف فريق في المجموعة.. بعدها، حقق الفريق اول انتصار له في بنزرت أمام اتحاد تطاوين.. انتصار كان صعبا جدا لأنه جاء دون إقناع في المردود.. ثم حصلت ثلاث تعادلات متتالية وكلها كانت تبين أن الفريق هجومه بلا مخالب… البعض يقول ان تلك هي محدودية اللاعبين.. والبعض الآخر يقول أن المشكل يكمن قي المدرب الكنزاري الذي لم يتوصل إلى التوليفة اللازمة بين عناصر فريقه الذين لهم من الكفاءة ما جعل هيئة البنزرتي تقبل على انتدابهم… بدليل تعمد الكنزاري بالتغييرات العديدة في كل مباراة وبين المقابلة والأخرى، وآخرها مباراة الجولة الثانية في مرحلة الإياب التي قام فيها الكنزاري بتعويض أربعة لاعبين دفعة واحدة مع بداية الشوط الثاني دون أن يتحسن المردود الجماعي للفريق ودون تحقيق المطلوب… وأكثر ما يضع الكنزاري على محك بقائه من مغادرته لفريق قرش الشمال هي الهزيمتان اللتان تكبدهما الفريق في ملعب بنزرت في الجولتين الماضيتين أمام كل من الإتحاد المنستيري والترجي الرياضي اللذين فازا في بنزرت بأريحية كبيرة ودون تعب او معاناة، كما لو أنهما خاضا مباراة ودية ليس ألا…
هاتان الهزيمتان جعلت الكثير من الأنصار والمتابعين يرون أن الكنزاري قد عجز عن ضبط التشكيلة اللازمة للفريق بالرغم من توفر الظرف الزمني اللازم له ثم هو تسلم مهمة تدريب الفريق وهو حاضر بدنيا بعد فترة تحضيرات طيبة.. ما العمل يا سمير ؟.. الآن، بات من شبه المؤكّد أن الفريق سيلعب ضمن مجموعة تفادي النزول في المرحلة الثانية من بطولة هذا الموسم.. وعليه فقد بات لزاما إعداد العدة للمرحلة المقبلة في ما تبقى من جولات المرحلة الأولى، على الأقل كسب انتصارات تجعل الفريق يدخل مجموعة تفادي النزول بنقاط الحوافز… والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : ماذا انت فاعل يا سمير في قادم الجولات ؟ ماهو قرارك الحاسم في ما يتعلق بالكنزاري ؟.. نتذكر أنك حدثتنا عن مشروع برنامج تكوين فريق عتيد مع الكنزاري.. والمشروع، يتطلب الصبر على من يتولون أمره.. والصبر يعني في مفهوم الأحباء عدم السكوت على هزائم كتلك التي حصلت مع الكنزاري.. ولذا، هل بدأت يا سمير في التفكير في مدرب بديل عن الكنزاري للمرحلة المقبلة ؟.. أحد الأنصار قال لي : لمرحلة تفادي النزول، لابد من الإستنجاد إما بالحيدوسي او بسامي القفصي.. ونحن من موقعنا سنكون عقلانيين بعض الشيء، فنقول : لابد من الصبر على الكنزاري أكثر ولننتظر سوق الإنتدابات في ديسمبر المقبل لعله يأتينا بلاعبين جدد قادرين على صنع ربيع البنزرتية بتمكينهم من انتصارات تجعلهم في طليعة ترتيب مجموعة تفادي النزول.