رغم أن الأمازيغ شعوب أصلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، فإن الدولة الأكثر اهتماما بإرثهم الثقافي هي المغرب، الذي يولي مكونه الأمازيغي عناية خاصة تكرست خاصة في الدعم الرسمي، وهو ما تجسد في الاحتفال الاستثنائي بمناسبة رأس السنة الأمازيغية في المغرب هذا العام.
ويولي المغرب اهتماما خاصا بالثقافة الأمازيغية كتراث وطني ينبغي الاحتفاء به باعتباره مكونا من مكونات الثقافة الوطنية
وقد أعطى إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية دفعة قوية لمسار التدابير المتخذة لتعزيز الفعل الأمازيغي الوطني، لاسيما على المستويات الثقافية، وهي خطوة تأتي في سياق رفع التحديات التي طرحت على مستوى دعم الثقافة الأمازيغية في المغرب، وتعزيز مكانتها في جميع المجالات، من خلال التطبيق الأمثل لنص الدستور.
وتزامنا مع الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف 14 جانفي من كل سنة، والتي اتخدتها الحكومة المغربية عطلة رسمية مؤدى عنها هذه السنة، اختتمت مساء الجمعة الماضي 14 جانفي فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني للثقافة الامازيغية.
المهرجان المنظم تحت شعار “الثقافة الأمازيغية..هوية وحضارة” وامتد على مدى ثلاثة أيام (12 – 13 – 14) عرف مشاركة عدة بلدان اوروبية على غرار فرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وكانت تونس حاضرة من خلال الباحثة في التراث الاستاذة رجاء بن موسى كضيفة شرف.
أمازيغ مدينة العرائش يحتفلون برأس السنة الأمازيغية 2974
احتفل المواطنون الأمازيغ في مدينة العرائش بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، التي تصل هذه السنة إلى 2974 بالتقويم الفلاحي، وتوافق 12 جانفي من كل سنة ميلادية.
احتفال رأس السنة الأمازيغية لهذه السنة بالعرائش، أشرفت على تنظيمه جمعية “إفاسن إسرحن للتنمية والثقافة الأمازيغية بالعرائش”، وتميز بتنظيم كارنفال العروسين الأمازيغي، والذي يتميز بركوب العروسين لصهوة جوادين من أنقى الأنواع وأجملها، ليجوب موكب العروس محاطا بالمئات من الأطفال والنساء، شوارع المدينة قبل أن يتوجهوا إلى قاعة سينما أبينيدا وسط المدينة حيث نظم حفل كبير بالمناسبة.
وشارك في الكرنفال أطفال الجمعية الذين تم إلباسهم ملابس وأزياء متنوعة، تنهل من مختلف المناطق الجغرافية والثقافات والأعراق التي تتعايش بتناغم وتفاهم في المملكة المغربية. وإرتدى الأطفال الزي الجبلي والسوسي والصحراوي والفاسي، من جلباب ودراعيات وقفاطين، وغيرها من أشكال وأنواع الزي المغربي الأصيل.
مشاركة تونسية فعّالة
المكانة المرموقة التي اصبحت تحتلها الاستاذة رجاء بن موسى في المغرب من خلال مشاركاتها في عديد التظاهرات جعلت حضورها لافتا ومتميزا كالعادة فقد توجت بعديد الجوائز والشهائد التكريمية تقديرا لحضورها ومشاركتها الفعالة في المهرجان.
وكان لتقديمها حكاية “تمازيغت الزمان” الذي يروي حكاية الشعب الامازيغي الذي يعتبر من أكثر العرقيات التي تتمسك بدرجة كبيرة بعاداتها وتقاليدها التي يتخللها بعض الأساطير فعلى الرغم أنهم موجودون في أكثر من دولة، منها المغرب والجزائر وليبيا ومصر وتونس، إلا أن كل منطقة لها خصوصيتها.
وقد أبرزت الثراء الثقافي الذي يعود الى آلاف السنين من طقوس وعادات وتقاليد توارثتها الاجيال في أعمالهم اليومية وعلاقتهم بالأرض وألعابهم الشعبية ولباسهم التقليدي وأكلاتهم التي تحضر في أيام المواسم والأعياد.
وقد لاقى هذا العمل استحسان الحاضرين وأبرزه الأعلام المغربي من ذلك الروبرتاج الذي نقله الصحفي سعيد القناوي، المشرف على تنظيم المهرجان بنجاح.
ضيفة مبجّلة
نجاح رجاء بن موسى جلب لها الاحترام والتقدير من الجميع من ذلك انها دعيت لتقديم شهادة تكريم لكل من رئيس المهرجان الأستاذ حسين الصبّان على الجهود التي بذله لانجاح المهرجان ودعمه لترسيخ الهويّة الأمازيغية. كما قامت بتكريم إمرأة أمازيغية وهي السيدة عائشة بوطاهر بن كيران أكراما لما قدمته من تضحيات من أجل أسرتها وتقديرا لنجلها الدكتور عبد الرزاق بن كيران المنتج السينمائي بلندن.
وحظيت ممثلة تونس بمعاملة خاصة حيث قامت بزيارة المواقع الأثرية كمغارة هرقل وجامع حسان ثم بإذن من الديوان الملكي قامت بالدخول للضريح الملكي وقراءة الفاتحة على روح الملك محمد الخامس والحسن الثاني.
ويبقى مهرجان السنة الأمازيغية عنوانا للتحاور بين الثقافات ودعوة لوحدة المغرب العربي وزرع ثقافة السلم بين الأمم.