بنزرت من الحبيب العربي

لا تسألونني أكثر عن ملعب كرة القدم هذا.. ولا عن ظروف استغلاله من طرف الجمعية الرياضية الوحيدة في المعتمدية، جمعية غزالة الرياضية. إنه الملعب البلدي بغزالة.. نعم، إنه الملعب البلدي الذي تتدرّب وتلعب فيه الجمعية الرياضية بغزالة التي تضم أربعة أصناف في كرة القدم : براعم ومدارس وأداني وأصاغر.. بمجموع 125 مُجاز… على التراب المُطيّن يتدرّبون يوميا.. وآخر كل أسبوع، فوقه لمنافسيهم يستقبلون.. في زمن الحرّ والرّيح، الغبار والتّراب يلف أبناءنا الصغار، فلذات أكبادنا، فيتنفّسون ويستنشقون التلوث.. وفي فصل الأمطار حدّث عن حالة الميدان والملعب ولا حرج.. بٍرَك للمياه هنا وهناك.. اوحال وطين وخطوط ميدان ضائعة بفعل الأمطار…

 حجرات الملابس ؟

لا وجود ولو لحجرة واحدة.. أطفالنا ينزعون ثيابهم ويرتدون زي التدريب او المباريات الرسمية في العراء.. نعم.. في العراء.. البناية الوحيدة المقامة هناك بناها بشكل بدائي جدا احد المواطنين وهي عبارة عن “برّاكة” غير لائقة تماما وليس بها “دوش” بطبيعة الحال.. جدارها طوب وحجارة مثقوبة و”يصفّر فيها الريح” من كل جانب.. وسقفها “طولة” وأخشاب قديمة نخرها السّوس…

الملعب البلدي ؟؟؟؟

 أحدّثكم عن الملعب البلدي بغزالة.. أقول بلدي ؟؟ !!..  وأي شيء من البلدية فيه ؟؟!!.. لا شيء.. لا شيء.. لا شيء.. وفي هذا، أذكر أنني أثرت موضوع هذا الملعب مع رئيسة البلدية السابقة، المربية نسيمة المشرقي، التي قالت قبل عامين ان البلدية برمجت ملعبا جديدا في مدخل المدينة الجديدة وأنه سيكون جاهزا قريبا.. قالت هذا ثم استمر الحال على ما عليه حتى هذا اليوم وقد تم حل المجلس البلدي وتولى الكاتب العام المسؤولية ولا جديد في هذا الصدد حتى هذه اللحظة…

 اليوم جمعية غزالة الرياضية تواصل معاناتها مع وضعية الملعب الحالي ولميدانه دون أي ذنب ارتكبته.. فقط هم أبناؤنا وصغارنا الضحية الأولى لغياب التنمية في معتمدية غزالة منذ عقود من الزمن.. تعاقبت الحكومات منذ زمن الرئيسين الراحلين بورقيبة  وبن علي وحتى بعد “الثورة” في سنة 2011 أو في 2010.. لا شيء تغيٍّر في تلك المعتمدية، غزالة، التي تمثل زاوية ثلاثة معتمديات تابعة لولاية بنزرت، وقاسمها المشترك الوحيد هو تدنّي مؤشّر التنمية في ثلاثتهم بما جعل سجنان وجومين وغزالة تحتل جميعها آخر ترتيب المعتمديات في البلاد التونسية في مستوى التنمية…

 بعد هذا كله، ماذا عساني أقول ؟؟ هل أدعو الرئيس قيس سعيّد لزيارة معتمدية غزالة وليرى أطفالنا في اي ظروف يتدرّبون ؟؟.. أقول هذا وأنا أرى السلط الجهوية مقصرة في حق المعتمديات الثلاث المذكورة في مجال التنمية، فلا شيء من قاعدة الاولوية في تخصيص المجهود التنموي للنهوض بالجهات الفقيرة في بلادنا على غرار ما خصصته ولايات أخرى لجهاتها المحرومة تنمويا…

 أعود لجمعية غزالة الرياضية لأحيي هيئتها المديرة على كل ما تقوم به خدمة للرياضة وللنشئ هناك.. هيئة بها عادل التياهي كرئيس مرفوقا بأعضائه سامية التياهي وزهير البوحامي وعامر العجابي مع واجب ذكر المدربين الثلاثة في كرة القدم وهم حامد الذوادي ونزار الذوادي ثم علي الهذلي.. دون أن أنسى ان للجمعية فرعا للكاراتي والكيوكوشنكاي يضم 45 مجازا…

 الحبيب العربي