البيان الجديدة / مهرجانات بنزرت / الحبيب العربي

برائحة التعاطف مع الشعب الفلسطيني، وتحديدا مع الغزّاويين في مقاومتهم للعدو الصهيوني الذي هزه الحقد إلى محاولة الإبادة الجماعية، تنتظم الدورة 11 من مهرجان ليالي المدينة ببنزرت.. دورة قالت عنها رئيسة جمعية المهرجان “أنها تُنتظم في رمضان هذا العام من الأحد 17 مارس الجاري الى الإربعاء 3 أفريل المقبل دون المظاهر الإحتفالية بسبب ما يتعرّض له أبناء شعبنا الفلسطيني في غزّة والضّفة من اعتداءات صهيونية يومية..”

 وعليه فقد لاحظنا توجّه هيئة التنظيم نحو تقديم الأغنية الملتزمة عامة والاغنية التي تخدم القضية الفلسطينية، وبذلك هي برمجت عرض الفنانة عفيفة العويني “البنزرتية” صاحبة الصوت “النجاتي” الرائع، نسبة للفنانة المصرية الكبيرة نجاة الصغيرة في سهرة افتتاح الدورة للجديدة تحت عنوان “نغمة وطن” وسيكون ذلك في سهرة الأحد المقبل بقاعة العروض بالمركب الثقافي “الشيخ ادريس” ببنزرت.. وكما هي سهرة الإفتتاح باسم كبير للمطربة عفيفة العويني التي بدأت تنتشر عربيا وتحصد الإعجاب بصوتها وأدائها في كل مرة تظهر فيها عبر وسائل الإعلام العربية على الخصوص، تأتي سهرة الإختتام بعرض لاسم كبير أيضا في الساحة الغنائية… وهي سهرة الإربعاء 3 افريل 2024، أي قبل عيد الفطر بأيام قليلة، تحييها الفنانة محرزية الطويل التي ستغني الطرب العربي الأصيل حتما لكنها ستغني للقضية الفلسطينية دون أدنى شك…

 وبين الإفتتاح والإختتام تتواتر عروض سهرات تسع سيشهدها فضاء دار سيدي جلّول، المقر الأنيق لجمعية صيانة المدينة ببنزرت، وكذلك الفضاء الثقافي الخاص “الماجستيك”… العروض متنوعة.. فيها الموسيقى الراقية.. فيها المسرح.. وفيها عودة ظهور فرقة البحث الموسيقي “القابسية” يوم الأحد 24 مارس الجاري بمركّب الشيخ ادريس.. إلى جانب سهرة المعهد العمومي للموسيقى والرقص ببنزرت ليلة الثلاثاء 26 مارس وأيضا عرض “نُوبة الحلاّج” للفنان فاروق السلاوي يوم الخميس الذي يليه.. مع تميّز دورة هذا العام بسهرة تقديم كتاب جديد من تأليف الرحّآلة البنزرتي، التونسي، ادريس الشريف، بعنوان “La vie et le monde vus par un itinérant curieux”..  والسيد ادريس الشريف زار 62 دولة عبر العالم لحد الآن وفي كتابه يحكي قصة نشأته في أحد أحياء مدينة بنزرت ونمط عيش البنزرتية وعلاقاتهم فيما بينهم زمن طفولته واكتشافه للحياة في فترتي مراهقته وشبابه بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.. ودون شك، هو سيروي لنا مدى تحمّس شباب بنزرت في تلك الحقبة الزمنية مع القضية الفلسطينية.. مؤلَّف جدير بالمطالعة والإقتناء لأنه يوثق لحقبة زمنية من عمر جيل ما بعد الإستقلال في مدينة بنزرت…

 من جانب التنظيم، تشهد دورة هذا العام شراكة بين جمعية مهرجان ليالي المدينة وجمعية صيانة المدينة ببنزرت وإدارة المُركب الثقافي “الشيخ ادريس” وكذلك المعهد العمومي للموسيقى والرقص ببنزرت وأيضا المركز الثقافي “الماجستيك” ببنزرت.. كل هذه المنظمات اجتمعت مع بعضها هذا العام في تجربة جديدة في تنظيم ليالي مدينة بنزرت في رمضان الحالي.. وبقدر ما هي الفكرة جيّدة وجديرة بالتنويه بقدر ما هي خيبتنا فيها كبيرة إذ أننا توقعنا أن تكون برمجة هذه الدورة ثرية أكثر بعروض كبرى، إلا أننا فوجئنا بتواضع مستوى العارضين عامة مقارنة بما نعرفه عن عروض ليال أخرى في مدن كبرى شبيهة بمدينة بنزرت، بل إن المبلغ الجملي لاعتمادات الدورة قد فاق بقليل العشرين ألف دينار.. أما عن التمويل العمومي لجمعية مهرجان ليالي بنزرت وهي تنظم دورتها الحادية عشرة فحدّث عنه ولا حرج.. فلا البلدية ساهمت بما هو مطلوب منها بعنوان دورة العام الماضي، 4 الاف دينار، ولا بعنوان الدورة الحالية التي لا نعرف قيمتها بعدُ.. ولاية بنزرت من ناحيتها لم تدعم جمعية المهرجان الرمضاني.. ولم نسمع عن نيتها فعل ذلك ولو أننا تعودنا مساهمتها في الحياة الجمعياتية بصورة عامة…

 قد يتساءل البعض عن رصيد جمعية المهرجان قبل انطلاق عروض دورتها الجديدة ؟؟.. لا مليم في “الكاسة” يا سادة رغم تبنّيها عرضين كبيرين بقيمة 7 ألاف دينار…

 خلاصة القول أن مجموعة هيئة جمعية مهرجان ليالي مدينة بنزرت جديرة بالشكر والتقدير على مُضِيها في تنظيم الدورة في رمضان من كل عام برغم تخلي البلدية عن دعمها منذ سنة تأسيسها في 2008…

 الحبيب العربي