بنزرت من الحبيب العربي

يُجمِع كل الملاحظين والمتابعين للشأن الكروي في بلادنا أن النادي البنزرتي قد نجح في موسمه هذا بفضل استقرار هيئته المنتخبة يوم 30 جانفي من السنة الماضية اولا وبفضل السياسة في التخطيط والبرمجة التي انتهجها الرئيس الشاب سمير يعقوب من يوم تولّيه قيادة الجمعية بعد سنوات من التذبذب والمديونية والضبابية في التسيير…

 وانطلاقا من تاريخ الجلسة العامة الإنتخابية، بل وحتى من قبلها بقليل، زمن الهيئة التسييرية التي كان يرأسها امير الجزيري، بدت جلية ملامح ترميم الحاضر وبناء المستقبل.. حيث تخلصت الجمعية من عبء الديون تجاه الدائنين وسعى القائمون على الجمعية إلى اعتماد طاقم فني كفء مع انتداب لاعبين من خارج “البنزرتي” وتثبيت آخرين من بين شبان الجمعية… الثمار الحينية جناها الفريق بضمان البقاء في موسمين متتاليين بنحو أرضَى الأنصار…  وفي بداية هذا الموسم، قال الرئيس يعقوب أن فريقه سيلعب من أجل ضمان مقعد بين الستة فرق الاوائل إلا أن ظروفا شبه خاصة حالت دونه وتحقيق ذلك حيث وجد الفريق نفسه يلعب بين الفرق الثمانية التي تتنافس من أجل تفادي النزول.. وقد كان اولَها في الترتيب، بما يعني انه احتل المرتبة السابعة.. وعند انتهاء مرحلة البلاي آوت، كان البنزرتي الثاني بعد الجار الأولمبي الباجي.. بما يعني كذلك أن الترتيب النهائي لفريق قرش الشمال في بطولة الموسم الذي يوشك عل الإنتهاء كان المرتبة الثامنة…  بمعنى أنه ضمن البقاء باكرا وطاقمه الفني عمد إلى إقحام شبان ضمن الأكابر، وقد ابلوا البلاء الحسن لحدّ الآن.. بملاحظة مُشرّف…

النادي البنزرتي قادر على رفع التحديات

 ما يمكن استنتاجه من خلال مراجعتنا لمسيرة الجمعية في عهد الرئيس سمير يعقوب، أنه بإمكاننا إسناد ملاحظة “مُشرّف” لأكابر النادي البنزرتي وقد تحسّن المردود الفردي والجماعي وتحرّك المهاجمون بما جعل الفريق يمتلك أحسن خط دفاع وأفضل خط هجوم حيث برز المدافع الذي تحوّل لمهاجم الطيب بن زيتون بتسجيله عشرة أهداف كاملة.. كل هذا يجعلنا نقول للنادي البنزرتي “أحسنت” مع ملاحظة “كان بالإمكان افضل ممّا كان”…

الكنزاري أكثر المطالبين بالمراجعة

ما قلناه إيجابيا عن النادي البنزرتي لا يمنع من توجيه اللوم للممرن الكنزاري الذي أخطأ فنيا في بعض المقابلات حسب رأي عديد المختصين حيث تبين في عديد المباريات ان المنافسين درسوا تركيبة فريق قرش الشمال جيدا وسدوا المنافذ امامه..  وهذا حدث في عديد المقابلات… مما جعل الكنزاري عاجزا عن إيجاد الأسلوب الأمثل للإيقاع بمنافسيه.. لذا، وجب القول للكنزاري انه مطالب بمراجعة تركيبة اللاعبين التي يعتمدها في كل مباراة والتي يجب أن تختلف من منافس لآخر خاصة أن الفريق سيواجه غدا فريقا من مجموعة اللعب من أجل التتويج وهو الذي أضاع كامل حظوظه في بلوغ المرتبة الثانية التي تخوّل له المشاركة في دوري ابطال إفريقيا ولم يبق له إلا سباق الكأس الذي تجاوز فيه عقبة الإتحاد المنستيري الأفضل منه ترتيبا وقيمة فنية في المنستير بالذات…

ماهر الكنزاري… النادي البنزرتي جاهز على جميع المستويات

وعليه فإن فريق باب الجديد سيأتي لبنزرت غدا وكله ثقة في النفس وعزيمة على العودة للعاصمة بورقة الترشح للنهائي.. لكل هذا، على ماهر الكنزاري حسن اختيار لاعبيه الأساسيين المطالبين بعدم التسرع في اللعب وبتقسيط مجهودهم البدني طوال اللقاء، فربما يمر الفريقان للحصتين الإضافيتين…

 نعم للدفاع.. والهجوم واجب مؤكّد

عديدة هي التساؤلات التي يطرحها أنصار البنزرتي حول طريقة اللعب التي سيخوض بها البنزرتية مباراتهم عشية الغد بداية من الخامسة في ملعب 15 أكتوبر ببنزرت في نطاق الدور نصف النهائي من سباق كأس تونس 2024 أمام النادي الإفريقي.. البعض يرى أن النادي البنزرتي لم يواجه في سباق الكأس فريقا عتيدا في حجم الإفريقي، وعليه، فالممرّن الكنزاري مدعو إلى اختيار أكثر اللاعبين جاهزية وقدرة على الحد من خطورة الفريق المنافس، كل في مستوى خطته والمساحة الذي سيلعب فيها..

شبان البنزرتي كلهم عزم للوصل للنهائي

الإفريقي قادم لبنزرت بمعنويات مرتفعة، كيف لا وهو الذي كسب ورقة ترشّحه لنصف النهائي على حساب احد المراهنين البارزين في مجموعة التتويج.. في المقابل، النادي البنزرتي يّعتبر ناجحا في موسمه هذا بفضل شبّانه وثقتهم بنفسهم واندفاعهم في كل مقابلة.. وكل هذا محمود في أداء تشكيلة فريق ماهر الكنزاري.. وهذا ما يجعل احباء فريق البنزرتي كلهم ثقة في أداء حارسي المرمى كرير والعمدوني، متوسط الميدان الهجومي بوعلاقي وهدّاف الفريق بن زيتون..

الجانب المعنوي بالأساس

كيف سيواجه النادي البنزرتي منافسه “الإفريقي” يوم غد ؟.. كثيرون هم الذين يطرحون هذا السؤال من يوم ان وضعت القرعة فريقهم ليلة الأحد الماضي في مواجهة فريق باب الجديد.. وللإجابة نقول ونذكّر أننا في آخر الموسم الرياضي وأنه لا يمكن الآن للممرن الكنزاري إدخال التغييرات الكثيرة على فريقه.. فقط عليه بخدمة الجانب المعنوي والنفساني لدى لاعبيه حتى يكونوا في مستوى الحدث على غرار ما يصنع الممرنون “الكبار” في مثل هذه المناسبة.. فإذا كان هناك لاعب شاب لم يسبق له ان لعب في دور متقدم من سباق الكأس، واكثرية لاعبي البنزرتي كذلك، ولم يسبق لهم أن واجهوا فريقا في حجم النادي الإفريقي، فقد صار لزاما على الكنزاري إدراك سبيل “تعميرهم” معنويا حتى ينزلوا الميدان غدا وكلهم إصرار على قطع الطريق أمام منافسيهم وعلى قلب الموازين لصالحهم خاصة أن النادي البنزرتي سيلعب غدا أمام جمهوره.. وجماهير الأحباء مدعوون إلى العمل على الشحن المعنوي للاعبيهم من قبل انطلاق اللقاء.. اثناءه.. وحتى نهاية المباراة مع واجب الإنضباط الأخلاقي وعدم رمي المقذوفات أو التفوّه بما لا يليق حتى لا يتعرّض فريق البنزرتي إلى العقوبات الواجبة.. والتشجيع الأكثر في الفترات التي يتراجع فيها أداء الفريق…

نظرا للاكتظاظ… فتح نقطة بيع ثانية لتذاكر مباراة النادي البنزرتي والنادي الإفريقي

 التاريخ.. يخدم البنزرتية

وبالنظر إلى تاريخ منافسات البنزرتي مع النادي الإفريقي بالذات، في مستوى هذا الدور المتقدم من سباق الكأس، يقول زميلي الصحفي عبد الوهاب الدرويش، الأخصائي في الإحصائيات والأرقام أن النادي البنزرتي قد واجه الإفريقي في نصف النهائي في مناسبتين.. المناسبة الأولى كانت في ملعب البصيري سنة 1963 وقد انتصر فريق باب الجديد بهدفين نظيفين ومرّ للنهائي.. والمناسبة الثانية حدثت سنة 2018، في ملعب 15 أكتوبر وقد تعادل الفريقان 1-1 لكن الترشح كان من نصيب الضيوف بضربات الترجيح 4-5.. في المقابل، النادي البنزرتي سبق له ان تقابل في مناسبة وحيدة في الدور النهائي لكأس تونس مع الإفريقي وقد كان ذلك في جوان 1982 في ملعب المنزه، حيث كان انتصار البنزرتية على “الإفريقيين” بفضل هدف حمدة بن دولات.

ولحمدة “قصّة” طويلة ومعقّدة مع اانادي الإفريقي.. بما يعني ان الأفضلية التاريخية في المنافسات بين الفريقين تعود لأبناء النادي البنزرتي، وما على لاعبي جيل اليوم المتوفرة لهم من طرف هيئة سمير يعقوب كل ممهدات النجاح إلا تأكيد ذلك من جديد بالانتصار يوم غد والترشّح على حساب فريق باب الجديد…

 الحبيب العربي