يقول العارفون بأصول تواصل الناس فيما بينهم، لا يفتح ذراعيه للآخر إلا من كان لا يخشى على نفسه من الآخر شيئا…  ولا يرفض الآخر إلا من كان خائفا من أن يقوم الآخر بإيذائه…  وأما في باب “الكرسي” الذي جعلت منه ديمقراطية الشعوب المتقدمة منصبا يتداولون عليه، كل يأخذ زمانه ويمر تاركا الكرسي لمن يأتي من بعده عملا بالحكمة في لغتنا العربية التي تقول “لو دامت لغيرك لما آلت آليك”.. هذا ما استحضرته منذ أن بدأت في متابعة التطورات التي سبقت انعقاد الجلسة الإنتخابية في جمعية زرزونة.. تلاحظون أنني أسمي الجمعية باسم جمعية زرزونة ولا أقول اسمها الآخر الذي يحمل اسم أكبر الشركات في معتمدية زرزونة.. أفعل هذا لأنني أعتقد أن ذكر اسم الشركة يعني إشهارا لها وهذه الشركة في المقابل لا تقدم الدعم للجمعية نفسها التي تحمل اسمها وشارتها فوق أزيائها بالقدر الذي يوازي مقدار الدعاية التي تلقاها كلما تناولت وسائل الإعلام نشاط الجمعية.. فالذي تدفعه هذه الشركة لهيئة جمعية زرزونة سنويا يساوي تقريبا عُشر ما تمنحه شركات كبرى في الجنوب لجمعيات لا تحمل اسمها أصلا.. والأمثلة كثيرة.. قوس ونغلقه…

لنقل من الآن ان الجلسة الإنتخابية لجمعية ستنتظم في موعدها المحدد، السبت 28 سبتمبر والقائمات المترشحة ثلاث، واحدة برئاسة الرئيس الحالي عبد الله عميرة، والثانية برئاسة المحب عماد الحجري، والثالثة يرأسها اللاعب السابق في عديد الجمعيات من بينها جمعية زرزونة، زياد العاشوري.. معلومة أن هذا الأخير كان قد طعن في شكلية تنظيم هذه الجلسة من حيث بيع الإنخراطات وطريقة تضمينها في الدفتر الرسمي وما إلى ذلك.. ووصل به الأمر إلى حد اللجوء الى القضاء مطالبا بإيقاف سير أشغال الجلسة المذكورة.. المحكمة نظرت في الأمر يوم الإربعاء الماضي وقررت تأخير النظر في الصعود لما بعد أسبوع، بما يعني ان الجلسة ستجرى في تاريخها ومكانها.. نعود الآن الى الأزمة التي عاشتها ومازالت تعيشها في الأيام الأخيرة جمعية زرزونة فنقول ان بدايتها اندلعت شرارتها في شهر ماي الماضي حين عاد أحد الداعمين للجمعية من فرنسا ونظم لمّة بغاية جمع كبار زرزونة حول الجمعية.. اللمة حضرها رؤساء ومسؤولون سابقون وكذلك مدرّبون قدامى بالجمعية.. يومها، حضرنا اللمّة ونشطنا الحوار فيها فلاحظنا عدم ارتياح ممثلي الهيئة لأجواء اللمّة دون أن يعبّروا صراحة عن ذلك.. اللمّة انتهت بتوصيات جد مهمة ستدعم الجمعية بالمال على الخصوص، لكن شيئا من تلك التوصيات لم ينفّذ فيما بعد.. وحتى رغبة المسؤولين السابقين والمدربين في أن يحدث التواصل المستمر بينهم والهيئة المديرة لم تتم الاستجابة لها.. إذن، انتهت اللمّة ولم تستغل الهيئة المديرة تلك البادرة لتُفعّل بعض توصياتها التي تخدم صالح الجمعية على الخصوص.. ثم حانت فترة التحضير للجلسة الإنتخابية، فبدأت إدارة الجمعية بإعلان فتح باب بيع الإنخراطات في مرة اولى ثم في مرة ثانية، انخراطات ستسمح بطبيعة الحال لكل راغب في أن يترشح للهيئة الجديدة او ليكون ناخبا فقط.. ومع انطلاق البيع، تحرك رئيس قائمة منافسة فعاين وجماعته إخلالات في بيع الإنخراطات ذلك أن هذه الأخيرة يطلبها من يريد عبر الإتصال الهاتفي وليس في مقر الجمعية وفي وقت محدد من كل يوم.. ثم مرّ هذا المنافس ومن معه إلى الإستنجاد بعدل تنفيذ.. الهيئة المديرة تقول إنها فتحت باب بيع الإنخراطات وأغلقته.. والقائمة المنافسة تقول ان عملية البيع تتم في الخفاء وليس كل من يتصل بالرقم المذكور بالبلاغ يجد من يرد عليه.. المهم القضاء أجل النظر في كل هذه الحيثيات ليوم الخميس المقبل.. وما دامت القضية بين يدي القضاء، نحن لا نبدي رأينا حتى لا يقال أننا نريد التأثير على حكم القاضي..

 في تعليقي على كل ما حدث أريد أن أقول للهيئة المديرة الحالية : “ليس كل من يعارضكم في فكرة او في رأي او في موقف هو ضدكم شخصيا”.. “لا تشخّصوا مواقف الناس وتعاليقهم على ما تفعلون صلب الجمعية.. “لا تشخّصوا خلافاتكم مع من يخالفونكم الموقف.. “ثم اعملوا وانجحوا في تحقيق هدف العودة بالفريق للرابطة الثانية، مكانه الأصلي، وستجدون الجميع يهتفون لكم ويحملونكم فوق الأعناق.. ستجدونهم معكم وإلى جانبكم”.. وأخيرا، أقول : من العيب أن تصل العلاقات بين أبناء الجمعية الواحدة حد اللجوء الى القضاء.. إنها المرة الأولى في تاريخ جمعيات الجهة أن يلتجئ منافس للهيئة المديرة إلى القضاء.. صحيح هذا كان إجراءً عاديا، لكنه مؤشر يبيّن أن هناك انقسامات بين أنصار الجمعية الواحدة والأكبر في معتمدية زرزونة.. فقد كان التفاهم بين الفرقاء أمرا محمودا سيجعل الأجواء سليمة أكثر والكل ملتف حول مصلحة الجمعية…

 تعليق أخير حول علاقة الجمعية بوسائل الإعلام : لديكم من حولكم أربعة صحفيين زرازنية لهم باع في الإعلام انتم لا تتعاملون معهم.. بل أنتم تظلون في انتظار من يتكلم منهم عن الجمعية ناقدا بنحو لا يرضيكم فتثيرون من حوله الغبار وانتم غاضبون.. فليكن شعار الجمعية في الموسم الرياضي الذي هو الأبواب “الكل من حول الجمعية.. “الكل مع الجمعية.. والكل زرازنية”..

الحبيب العربي