تستمر المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع تبادل القصف وإطلاق النيران حيث غطت أصوات الغارات على دعوات المجتمع الدولي إلى التهدئة الفورية لمنع التصعيد الذي ينذر باندلاع حرب شاملة بين الطرفين وهو ما يقود المنطقة إلى التوتر لسنوات.

ورغم تعهدات رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو بإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار، لكن العمليات على الأرض لم تتوقف حيث رفض وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار مع  لبنان. 

واستمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مما أسفر عن مقتل المئات في لبنان  في المقابل أطلقت من لبنان  صواريخ اليوم على كريات آتا في إسرائيل بالقرب من مدينة حيفا على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود 
واسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية العديد من الصواريخ مما حد من الأضرار، لكن  الهجمات  اللبنانية عطلت الحياة الطبيعية في معظم أنحاء شمال إسرائيل مع وقوع المزيد من المناطق في مرمى نيرانها. 

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 90 ألفا في لبنان نزحوا عن ديارهم  الأسبوع الجاري بالإضافة إلى  111 ألفا شردهم الصراع بالفعل.

وكانت الإمارات أصدرت أمس بياناً بمشاركة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة بشأن الوضع بين لبنان وإسرائيل، حيث دعا البيان إلى وقف إطلاق نار فوري على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وأكد البيان أن الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 حرج للغاية ويشكل خطراً غير مقبول ويهدد بتصعيد إقليمي أوسع نطاقًا.

وشدد البيان على أنه قد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان، لكنه أشار إلى أنه لا يمكن للدبلوماسية أن تنجح في ظل التصعيد الحالي.

ودعت الدول الموقعة على البيان إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يومًا عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لتوفير مساحة للدبلوماسية نحو إبرام تسوية متوافقة مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

ودعت الدول جميع الأطراف إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت فوراً بما يتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 خلال هذه الفترة، وإعطاء فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية. 

وأبدت الدول استعدادها لدعم كافة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناءً على الجهود المبذولة على مدى الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل كامل.

وتتواصل الجهود الدولية لنزع فتيل الحرب بين لبنان وإسرائيل وتجنيب المنطقة خسائر وتوترات خطيرة.. فهل تنجح؟

أنباء متضاربة حول مصير حسن نصر الله

تتضارب الأنباء المتسارعة حول مصير أمين الأمين لحزب الله حسن نصر الله، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي مقر القيادة المركزية للحزب بالضاحية الجنوبية في بيروت.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الأمين العام لحزب الله كان هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية، وأوردت هيئة البث الإسرائيلية إنه ليس مؤكداً حتى الآن ما إذا كان نصر الله داخل مقر القيادة المركزي لحظة القصف. ونفى مصدر مقرب من حزب الله أنباء اغتيال نصر الله وأكد أنه بخير. 

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن معلومات الاستخبارات أكدت أن نصر الله كان في المقر المستهدف لكن مصيره مجهول، وأن الجيش الإسرائيلي يتحقق من مصيره.

وذكر مصدر إسرائيلي مطلع أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى نجاح عملية اغتيال حسن نصر الله.

واستهدفت الضربات الإسرائيلية حزب الله بعد وقت قصير من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة هجمات إسرائيل على حزب الله، وذلك في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة وسط تلاشي الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكنه أن يحول دون اندلاع حرب إقليمية شاملة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 76 آخرون في أحدث الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الجمعة، ووصفت ذلك بأنه تقدير أولي.  

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أنه سيقطع زيارته إلى نيويورك ويعود إلى إسرائيل اليوم الجمعة، وذلك في أعقاب ضربة إسرائيلية على مركز قيادة حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت.