على نبل دورها التربوي ورشاقة لوحاتها الفنية، انتهى بي القول جازما أن التشكيلية العصامية نجوى لاغة من بين التجارب الإبداعية المضيئة في عالم الفن التشكيلي النسوي على المستوى الوطني، تكابد وتجتهد وتعمل في صمت، لا تتردٌد في المضي قدما بفضل اشتغالها المستمر على تجربتها عبر المشاركة في مختلف المحطات والتظاهرات الثقافية بمختلف بقاع البلاد التونسية، التقيناها مؤخرا بصالون الرواق سوسة جوهرة بمناسبة مشاركتها اللافتة والمتميزة في المعرض الجماعي “فنون بشذى القيقب” من اجل الغوص في قراءة متأنية للوحاتها ورسوماتها التي احتفت كابهى ما يكون بحراك البحر وسحر الطبيعة ثم إعجابها بجمال المرأة التونسية التي وجدت فيها من المواصفات اللافتة لرسمها ..إلى جانب اهتمام الفنانة نجوى لاغة بما يحيطها من نبضات الحياتي المعيش لتختزله وتدوٌنه في شكل أحاسيس أنثوية عصامية بالأساس، تختزل تفاصيل التجربة الإبداعية بين نبضات اليومي المتخرٌك وهمسات البحر الذي يحيط بمسقط راسها إلى جانب المرأة في أبهى تجلياتها.
ولو ألقينا نظرة على سيرة نجوى لاغة الذاتية، فهي أصيلة مدينة قليبية لؤلؤة الوطن القبلي، أستاذة تعليم ابتدائي وفنانة تشكيلية عصامية التكوين، شاركت في العديد من التظاهرات والمعارض منها ما هو بقليبية وأخرى ذات وجهة دولية من ذلك نذكر معرض “الأمل” في قاعة القاهرة بمصر، كذلك المشاركة في فعاليات الملتقى الدولي للفنون التشكيلية والخط العربي تحت عنوان ” الرسم للجميع” بجوهرة البحيرة في الإسكندرية وآخر مشاركاتها كانت في المعرض الجماعي برواق الفنون بسوسة بتاريخ 28 سبتمبر 2024.
كما لا يفوتنا حضورها المتميز في التظاهرة الثقافية والبيئية بمنتزه الزياتين ببرج قليبية تحت شعار ” الزيتون رمز الحياة ” الأمر الذي تأكدنا بلوغه من خلال قرائتنا البرقية لعدد من لوحات الفنانة نجوى لاغة هي رغبة هذه الأخيرة التي اتصلت بالجموح والرغبة القوية لتطويع فرشاتها إلى مناخات الماء والتراب حتى تتحسس لمستها العصامية المتفردة التي تبوٌب ملحمتها التشكيلية وتثبٌتها فنانة جامعة لكل المواصفات الإبداعية دون ازدراء من نظيراتها الأكاديميات وهذا الأمر لمسناه في احتكاكها والتصاق لوحاتها مع الأخريات فلم نلحظ اختلافا في حذقها للتقنيات مقارنة بالدارسين للفنون التشكيلية في معاهد الفنون الجميلة، فهي بهذا الصنيع تعمل جاهدة للإستفادة من تجارب الآخرين وتسعى لعدم التفريط في المواعيد الفنية لحضورها والمشاركة في أشغالها قصد البحث على الإضافة المرتقبة التي تثري لعبتها مع القماشة ومداعبة الأكريليك حتى تثمر فرشاتها البصمة المنتظرة وتحدٌد محلٌها من الإعراب في الخارطة التشكيلية.
يبقى ولتعميم الفائدة عبر خبرتها التعليمية، تثمٌن الفنانة نجوى لاغة دور الفن الريادي معتبرة أن الرسم قد أعانها كثيرا في مهنة التدريس كي تعشق الرسم ويزداد غرامها به حين وظفت الرسوم كمعينات بصرية أضف إلى حصص التربية التشكيلية مع التلاميذ ساعدتها وضاعفت في درجة حبها للرسم أكثر . لقد بدت لي الرسامة نجوى لاغة منذ أن شرٌعنا جغرافيا الحديث أنها لن تتأخر قيد أنملة للحاق بسرب التشكيليين وضمٌ لوحاتها حتى تفتك موقعا بهيا لها في القائمة التي تزدحم بالأسماء من ذوي الخبرة ولهم أسبقية تاريخية في عالم فنون الرسم بمختلف مدارسها ومناخاتها وبالتالي تبقى من الرسامات اللاتي يحدوهنٌ تفاؤل كبير وتركيز لافت لبلوغ الإمتياز والإنتشار وطنيا وعالميا وهذا الأمر يتطلب من نجوى لاغة الثبات على خطاها والمضي بكل تؤدة إلى هدفها المنشود المتمثل في رصد بصمتها الذاتية .
جلال باباي