موسكو تحذّر إسرائيل من «مجرد التفكير» في ضرب «النووي» الإيراني

حذرت موسكو إسرائيل من «مجرد التفكير» في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، فيما كررت طهران تهديدها برد «مؤلم» في حال هاجمتها إسرائيل.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله، إن موسكو تحذر إسرائيل حتى من التفكير في توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية.

وأضاف «لقد حذرنا مراراً ونواصل التحذير، لتحذير (إسرائيل) من حتى التفكير افتراضياً في إمكانية توجيه ضربة لمنشآت نووية (إيرانية) وبنية تحتية نووية»، وأضاف «سيكون ذلك تطوراً كارثياً وإنكاراً تاماً لجميع المبادئ القائمة في مجال ضمان السلامة النووية».

ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن ريابكوف قوله أيضاً، إن موسكو على اتصال دائم بإيران بغض النظر عن مستوى التوتر في المنطقة.

تحذير إيراني

وفي وقت سابق، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إسرائيل من مغبة الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران مطلع أكتوبر رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في طهران، وأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتوعد سلامي إسرائيل الخميس بضربة «موجعة» في حال هاجمت أهدافاً إيرانية. وقال محذّراً «إن ارتكبتم خطأ وهاجمتم أهدافاً لنا في المنطقة أو في إيران فسنوجه مجدداً ضربة موجعة لكم».

وأتى كلام سلامي خلال مراسم تشييع نيلفروشان في مسقط رأسه أصفهان (وسط)، وذكر التلفزيون الرسمي أن جثمانه وري الثرى الخميس في المدينة. وفي خطابه، ندد سلامي بتسليم الولايات المتحدة منظومة ثاد المضادة للصواريخ لإسرائيل، معتبراً أنها لا تشكل درعاً «موثوقة» لصد هجوم إيراني. وقال «انتبهوا، نحن نعرف نقاط ضعفكم وأنتم تعرفونها أيضاً جيداً».

أتت هذه التصريحات فيما كثف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في الأيام الماضية المشاورات الدبلوماسية في محاولة لتهدئة التوتر الإقليمي، حيث زار عدداً من دول المنطقة.

غارات إسرائيلية على مناطق عديدة بلبنان واشتباكات عنيفة بالجنوب

تواصلت الغارات الإسرائيلية، أمس، لتستهدف عدداً من المناطق في لبنان، في حين تتواصل الاشتباكات في الجنوب، بين القوات الإسرائيلية و«حزب الله»، الذي واصل إطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات، استهدفت أطراف بلدة حانين، ومنطقة الحوش، شرقي مدنة صور الجنوبية، حيث ضربت حياً سكنياً في منطقة الحوش، وسوت بالأرض عدداً من المباني.

كما شنت غارات على مدينة بنت جبيل الجنوبية، وبلدات برعشيت وبرج الشمالي والخيام و طيردبا، وأطراف بلدتي بيت ليف ورامية، والمنطقة الواقعة بين كفركلا والعديسة، وأطراف بلدة السكسكية والصرفند، ومنطقة وادي العيون، بين بلدات القوزح وعيتا الشعب وياطر، ومنطقة خيزران في جنوبي لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

استهدفت غارات إسرائيلية مناطق عدة في شرقي لبنان وجنوبيه، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، وذلك بعد توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء، طال بعضها منطقة البقاع للمرة الأولى، منذ بدء مرحلة التصعيد مؤخراً.

وطالت غارتان منطقتي البرج الشمالي والحوش، قرب مدينة صور الساحلية في جنوبي لبنان. ونفذت الغارتان بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقتين بإخلاء مبنيين ومحيطهما، بمسافة لا تقل عن 500 متر، قال إنهما يقعان قرب «منشآت ومصالح تابعة لحزب الله».

وفي منطقة البقاع (شرق)، تعرّضت ثلاث بلدات على الأقل لغارات إسرائيلية. وطالت الغارات أبنية في بلدات سرعين وتمنين الفوقا والسفري، جرى استهدافها بعد عشر دقائق من صدور إنذار الإخلاء، وفق الوكالة الوطنية.

ووجّه الجيش الإسرائيلي إنذارات إلى سكان البلدات المذكورة، وطلب منهم إخلاء أبنية ومحيطها، قال إنها تقع قرب «منشآت ومصالح تابعة لحزب الله»، يعتزم استهدافها.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه قتل أكثر من 45 مقاتلاً من «حزب الله» خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقال إن من بين القتلى، قائد كتيبة في بنت جبيل بجنوبي لبنان.

قصف واشتباكات

من جانبه، أعلن الحزب أن عناصره استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في مستوطنة أفيفيم بصلية صاروخية. وكان أعلن في بيانات منفصلة، أن عناصره استهدفوا مستوطنة راموت نفتالي، وتجمعات لجنود إسرائيليين، عند بوابة مستوطنة مسكاف عام، وفي بلدة بليدا في جنوبي لبنان بصليات صاروخية.

وأعلن الحزب استهداف تجمع لجنود «العدو» في منطقة السدانة في مزارع شبعا، وقصف مستوطنة كريات شمونة بصليات صاروخية.

وأورد الحزب، في بيان، أن مقاتليه قصفوا «دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى احتراقهما، ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح»، ما رفع العدد منذ بدء العملية البرية إلى 19 دبابة، وفق بيانات الحزب.

قاذفات «بي-2» تضرب للمرة الأولى مواقع للحوثي

بعد نحو عام على بدء هجومات الحوثيين على الملاحة في جنوب البحر الأحمر، استخدمت الولايات المتحدة القاذفات الاستراتيجية للمرة الأولى في استهداف مواقع ميليشيا الحوثي في صنعاء وصعدة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة شنت فجر أمس، غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز «بي-2» على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية تسيطر عليها الميليشيا التي هددت بالرد.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان، إن «القوات الأمريكية استهدفت عدداً من المنشآت تحت الأرض تابعة للحوثيين وتضم مكونات أسلحة مختلفة من نفس الأنواع التي استخدمها الحوثيون لاستهداف سفن مدنية وعسكرية في سائر أنحاء المنطقة». وأضاف أن «القوات الأمريكية، بما في ذلك قاذفات قنابل من طراز «بي-2» تابعة للقوات الجوية الأمريكية، شنّت ضربات دقيقة ضد خمسة مواقع محصنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض».

وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن ستّ ضربات استهدفت مناطق شمال العاصمة صنعاء وجنوبها، إضافة إلى تسع غارات على محافظة صعدة (شمال غرب). وبعد ساعات، هدّدوا بأن الضربات الأمريكية «لن تمر بدون رد».

وقال أوستن إنه أعطى «الإذن بشنّ هذه الضربات الدقيقة بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة سلوكهم المزعزع للاستقرار ولحماية القوات والأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم في أحد أهم الممرات المائية في العالم».

وأوضح أن هذا القصف شكّل استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بغضّ النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها».

قنابل خفيّة

وشدد أوستن في بيانه على أن «استخدام قاذفات قنابل خفيّة بعيدة المدى من طراز بي-2 سبيريت يُظهر قدرات الضرب العالمية التي تتمتع بها الولايات المتحدة لأخذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت وفي أي مكان».

وقالت مصادر في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إن الغارات الأمريكية دمرت بالفعل مخازن أسلحة تحت الأرض في صنعاء وصعدة وقدرت مقتل ثلاثة خبراء أجانب مع مرافقيهم من المسلحين الحوثيين.

الكوليرا وحمى الضنك تنافسان الحرب في السودان

بجانب مأساة الحرب، التي حصدت عشرات الآلاف من السودانيين، ها هي الأمراض تضاعف المعاناة، وتنهك الأجساد المتعبة بفعل النزوح وشح الغذاء، وندرة الدواء، وبسبب تدهور الخدمات الصحية فقد حوالي 700 سوداني أرواحهم جراء مرض الكوليرا، مع ارتفاع معدل الإصابة بشكل يومي، في وقت تزايدت حالات الإصابة بحمى الضنك بعدد من ولايات البلد المنكوب.

ووفقاً لمركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة السودانية فإن 11 ولاية من جملة ولايات البلاد الـ 18 موبوءة بمرض الكوليرا، إذ استعرض المركز تقريراً عن الوضع الوبائي الكوليرا، كشف عن تسجيل 82 إصابة جديدة، الاثنين، ومنها «حالة وفاة واحدة»، ليرتفع تراكمي الإصابات في 74 محلية من 11 ولاية إلى 24،604 إصابة، ومنها 699 حالة وفاة.

وحول التدخلات ضد مرض الكوليرا لفت التقرير إلى انخفاض في الإصابات بعدد من الولايات، وكذلك عدد الداخلين لمراكز العزل لا سيما في كسلا، الخرطوم، نهر النيل، الشمالية، والقضارف، مع الارتفاع في ولايات أخرى، وعلى رأسها الجزيرة، سنار، والنيل الأبيض.

وقبل أن تنجلي أزمة الكوليرا شهدت ولايات سودانية عدة ارتفاعاً في معدلات الإصابة بحمى الضنك، مع مخاوف من انتشار المرض بشكل أكبر، خاصة في ظل شح الأدوية، وتوقف 80 في المئة من المستشفيات ومراكز تقديم الخدمات الصحية، بسبب الصراع الدامي، التي تشهده البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.

رصد تراكمي

وأشار تقرير وباء حمى الضنك، الذي ناقشه مركز عمليات الطوارئ الصحية إلى تسجيل 95 إصابة جديدة، بينها 4 حالات وفاة، ليصبح تراكمي الإصابات 2024 إصابة، ومنها 9 حالات وفاة في 20 محلية من 5 ولايات.

وأعلن تقرير تعزيز الصحة عن عدد من الأنشطة المنفذة ببعض الولايات لمجابهة وباء الكوليرا، والتي تتمثل في الزيارات المنزلية، الحوارات المجتمعية، بجانب الرسائل التثقيفية عبر أجهزة الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويعاني مئات الآلاف من السودانيين في مناطق القتال أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، مع تفشي لأمراض الخريف، وانعدام الأدوية المنقذة للحياة، ويؤكد قاسم وهو من السودانيين، الذين آثروا البقاء بمنطقة الحاج عبد الله بولاية الجزيرة، أنهم يواجهون صعوبات حتى في الحصول على الأدوية المسكنة، ناهيك عن أدوية الأمراض المزمنة، ويضيف قاسم لـ«البيان»: «لا توجد مستشفيات في كل منطقة جنوب الجزيرة، وحتى المتوفر من مراكز صحية تفتقر للأدوية والكوادر الطبية، أجبرتنا الظروف على الاستعانة بالأدوية البلدية».

روسيا تقصف مقرات للمسلحين في ريف إدلب

أعلن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ إغناسيوك، تنفيذ ضربات على 9 مقرات للمسلحين في ريف إدلب بشمال سوريا.
وقال إغناسيوك، إن «القوات الجوية الروسية نفذت ضربات على تسع مقرات للمسلحين، ودمرت مركزاً لتدريب الإرهابيين، ومستودعاً للذخيرة».

وأوضح أن «الضربات نفذت من أجل منع محاولات الجماعات المتطرفة الموجودة في منطقة خفض التصعيد في إدلب مهاجمة مواقع في الأراضي، التي تسيطر عليها الحكومة السورية باستخدام المسيرات، وراجمات الصواريخ».

ونقل موقع «اليوم السابع» عن إذاعة «شام إف إم» السورية أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك استهدف بعدة غارات مواقع وتحركات للمجموعات المسلحة على محوري دير سنبل وكفر عويد بالريف الجنوبي للمحافظة.

وفي وقت سابق كشفت الاستخبارات الخارجية الروسية أن استخبارات عدد من دول «الناتو» وأوكرانيا تعد استفزازاً بالأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، واتهام الجيش السوري والقوات الروسية. وتتضمن الخطة إسقاط المسلحين حاوية كلور مفخخة من طائرة مسيرة خلال ضربات القوات الروسية الجوية لمواقع الجماعات الإرهابية شرق محافظة إدلب، وفقاً للموقع.

عشرة قتلى

أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره في بريطانيا، فقد قال إن عدد الأشخاص الذين قتلوا في إدلب بلغ عشرة مدنيين، بينهم طفل.
وقالت مجموعة «الخوذ البيضاء»، إن الضربات استهدفت مشغلاً لصنع الأثاث فيما كان هناك عمال في الداخل، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين، وإصابة 32 آخرين بجروح.

وتشن القوات الروسية، منذ 2015 بانتظام ضربات على الجماعات المسلحة في شمال غرب سوريا.وتسيطر «جبهة النصرة» مع فصائل معارضة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة أكثر من خمسة ملايين نسمة، الجزء الأكبر منهم نازحون، بحسب الأمم المتحدة.

ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار، أعلنته كل من موسكو وأنقرة، وقد أعقب هجوماً واسعاً، شنّه الجيش السوري، بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.

 94  قتيلاً بانفجار صهريج وقود في نيجيريا قُتل 94 شخصا على الأقل وأصيب 50 بجروح عندما انفجر صهريج للوقود في شمال نيجيريا، وفق ما أعلنت الشرطة الأربعاء.

وقال الناطق باسم الشرطة لاوان شييسو آدم لفرانس برس إن “العديد من الضحايا كانوا يحاولون جمع الوقود الذي سُكب على الطريق بعدما تعرض الصهريج لحادث في ولاية جيغاوا الشمالية في وقت متأخر الثلاثاء. وأضاف “تأكدنا حتى اللحظة من مقتل 94 شخصا وإصابة حوالى 50 بجروح”.

من سيخلف السنوار في قيادة حماس؟

أعلنت إسرائيل -اليوم الخميس- عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، الذي وصفته بالعقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى” التي شنت في 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة.

ولعب السنوار دورا رئيسيا في قيادة حماس العسكرية وأحد أبرز الشخصيات على الساحة الفلسطينية، هدفا متكررا للعمليات الإسرائيلية. ويعد استشهاده خلال الاشتباكات في المعركة ضربة كبيرة لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية.

وفي أعقاب أنباء استشهاد يحيى السنوار، برزت أسماء عدة من قادة حماس المحتملين لتولي قيادة الحركة. وقد كان لهؤلاء القادة أدوار محورية في بناء قوة حماس العسكرية والسياسية، ويعتبرون من الشخصيات الأساسية التي يمكن أن تقود المرحلة المقبلة. وإليكم بعضا منهم:

محمد الضيف

حاولت إسرائيل اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف 7 مرات أعوام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014 و2023 و2024، وباءت جميعها بالفشل.

ويعتبر الاحتلال “الضيف” أبرز المطلوبين لديه، وما فتئت أجهزة مخابراته تعمل ليلا ونهارا في تعقبه، وتتصيد الفرصة للإيقاع به.

وأشهر تلك المحاولات كانت أواخر سبتمبر  2002، عندما قصفت مروحيات إسرائيلية سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة، ونجا منها بأعجوبة، لكنه أصيب إصابة مباشرة جعلته مشلولا يجلس على كرسي متحرك.

وأعلنت حماس بداية أوت 2023 استشهاد زوجة الضيف وابنه علي البالغ من العمر (7 أشهر)، في غارة إسرائيلية حاولت استهدافه.

ويوم 13 جويلية 2024 هاجم الاحتلال منطقة المواصي في خان يونس بسلسلة غارات، أعلن أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف.

لكن حماس نفت وجود الضيف في المكان المستهدف، وقالت إن هذه ادعاءات للتغطية على حجم المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال.

ويعد الضيف شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية، ويمثل رمزا للغموض والتحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي. واشتهر بلقب “الضيف” نظرا لقدرته على التخفي والنجاة من محاولات الاغتيال المتكررة. وقبل انخراطه في العمل العسكري، كان له دور بارز في المجال الفني، حيث أسس فرقة “العائدون”، وهي أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين، كانت تهدف إلى إحياء التراث الفلسطيني ونشر رسائل المقاومة من خلال الفن.

انضم الضيف لاحقا إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حيث أصبح قائدا عسكريا بارزا. وقد عُرف بذكائه الحاد وتكتيكاته العسكرية الفريدة، وكان له دور بارز في تطوير أسلحة حماس، مما جعله هدفا رئيسيا للاحتلال الإسرائيلي.

أشرف على العديد من العمليات العسكرية المهمة التي ساهمت في تعزيز موقف المقاومة الفلسطينية. ومن بين هذه العمليات، كانت عملية أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، التي شكلت ضربة قوية للجيش الإسرائيلي وأظهرت القدرة التنظيمية والإستراتيجية لكتائب عز الدين القسام.

وبقي الضيف بعيدا عن الأضواء، ولم يظهر إلا في مناسبات نادرة، عادة عبر رسائل مرتبطة بالعمليات العسكرية. وقد عاد اسمه ليتصدر الأخبار مجددا في أكتوبر  2023 مع إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، مما أعاد تأكيد دوره كمخطط إستراتيجي وقائد عسكري لحركة حماس.

مروان عيسى

يعد مروان عيسى، نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام وعضو المكتبين السياسي والعسكري لحركة حماس، من أبرز الشخصيات القيادية في الحركة ومن أكثر المطلوبين لدى إسرائيل. لعب دورا محوريا في تطوير قدرات الكتائب، مما شكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل.

ورغم إعلان إسرائيل عن مقتله في غارة جوية في مارس 2023، لم تصدر حماس تأكيدا رسميا بشأن وفاته، مما أبقى مصيره غامضا. ويلقب عيسى بـ”رجل الظل” نظرا لقدراته في الإفلات من الرقابة الإسرائيلية، وهو أحد العناصر المحورية في اتخاذ القرارات العسكرية داخل الحركة.

واعتقل عيسى – اليد اليمنى للضيف والرجل الثاني في كتائب القسام- على يد قوات الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، حيث أمضى 5 سنوات في السجن (1987-1993) بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حركة حماس، التي انضم إليها في سن مبكرة.

وتعتبره إسرائيل تهديدا دائما، وتصفه بأنه أحد أبرز عقول “حرب الأدمغة” المستمرة بينها وبين حماس. كما تصفه بأنه رجل “أفعال لا أقوال”، وتقول إنه يتمتع بذكاء استثنائي وقدرات عملية، وتذهب إلى حد القول إنه “يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن”، في إشارة إلى مهاراته في تطوير القدرات العسكرية للحركة وتكيفه مع الظروف الصعبة.

محمد السنوار

محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، هو واحد من أقدم وأبرز قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. نادرا ما يظهر في العلن، لكن دوره المركزي في قيادة العمليات العسكرية يجعل منه شخصية حيوية داخل الحركة. والتحق بكتائب القسام منذ بداياتها الأولى عام 1991 في غزة، حيث أصبح عضوا في هيئة الأركان.

وكان السنوار (الأخ) هدفا متكررا لمحاولات اغتيال إسرائيلية، ونجا من عدة هجمات، بما في ذلك محاولات باستخدام غارات جوية وعبوات ناسفة، وكان آخرها في عام 2021. وبرز اسمه كأحد المخططين الرئيسيين لعملية “الوهم المتبدد”، التي تعد إحدى العمليات الأكثر جرأة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث استهدفت العملية موقعا عسكريا إسرائيليا قرب معبر كرم أبو سالم في 25 جوان 2006، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأسفرت العملية عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط، الذي ظل في الأسر 5 سنوات، حتى تمت مبادلته بأكثر من ألف أسير فلسطيني في صفقة تبادل تاريخية في عام 2011.

وهذا الإنجاز العسكري رفع من شأن السنوار (الأخ) كقائد عسكري ذي تأثير كبير داخل كتائب عز الدين القسام، وأصبح هدفا بارزا على قوائم الاغتيال الإسرائيلية، نتيجة لدوره في التخطيط وتنفيذ عمليات مماثلة.

خليل الحية

يعد خليل الحية  -نائب يحيى السنوار وقيادي بارز في حركة حماس – من الشخصيات التي برزت في مسار العمل السياسي والعسكري داخل الحركة. وقد قاد مؤخرا محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويعتبر شخصية محورية في هذه المفاوضات الحساسة.

نجا الحية من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، أبرزها استهداف منزله في عام 2007، والذي أسفر عن مقتل عدد من أفراد عائلته، وفي عام 2014 قتل ابنه الأكبر في هجوم إسرائيلي آخر. ووردت تقارير عن وجوده مع إسماعيل هنية في مبنى بالعاصمة الإيرانية طهران خلال هجوم إسرائيل، لكن الحية لم يكن في الشقة المستهدفة لحظة الضربة.

وانخرط الحية، الحاصل على درجة الدكتوراه في السنة وعلوم الحديث، في الحركة الإسلامية منذ شبابه المبكر تحت تأثير مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين. ولعب دورا بارزا في العمل التنظيمي والأمني في قطاع غزة في الفترة بين 1984 و1986، حيث ساهم في حماية المجتمع الفلسطيني من الاختراقات الصهيونية. كما شارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وكان جزءا من المجموعة التي أسست لاحقا حركة حماس.

في فيفري 2024، قاد الحية وفد حماس إلى مصر لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، في إطار جهود دولية لتهدئة الأوضاع المتوترة في القطاع.

خالد مشعل

خالد مشعل هو أحد المؤسسين البارزين لحركة حماس، وشغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة من عام 1996 حتى 2017، وتولى قيادة الحركة بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين على يد إسرائيل في مارس 2004.

طوال حياته، كرس مشعل جهوده لخدمة القضية الفلسطينية، معتبرا المقاومة المسلحة والنضال السياسي أساسين في تحرير الأرض الفلسطينية. وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة، وشارك في تأسيس حركة حماس عام 1987. وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اكتسبت الحركة زخما كبيرا، وأصبح مشعل عضوا في مكتبها السياسي منذ تأسيسه.

وفي عام 1996، تولى مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس، وبعد اغتيال أحمد ياسين، وأصبح القائد الفعلي للحركة.

وتعرض مشعل لمحاولة اغتيال نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمّان عام 1997، عندما تم حقنه بمادة سامة. لكن محاولة الاغتيال فشلت بعد تدخل مباشر من الملك حسين بن طلال، الذي طالب إسرائيل بتقديم العلاج لإنقاذ حياته.

وانتقل مشعل إلى قطر بعد أن أغلقت السلطات الأردنية مكتب حماس في عمّان عام 1999، واعتقلته لفترة قصيرة. لاحقا، عاش في سوريا لفترة طويلة قبل أن يعود إلى قطر في أعقاب الأزمة السورية عام 2012.

محمود الزهار

يعد محمود الزهار من الشخصيات الأكثر تشددا داخل حركة حماس، ويعتبره المراقبون أحد “صقور” الحركة. وقد تعرض خلال مسيرته لعدة محاولات اغتيال واعتقالات من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مما جعله واحدا من الشخصيات التي تسعى إسرائيل بشكل دائم إلى تصفيتها.

وفي العاشر سبتمبر 2003، تعرض الزهار لمحاولة اغتيال عندما استهدفت طائرة إسرائيلية من طراز “إف 16” منزله في حي الرمال بمدينة غزة، في هجوم أسفر عن استشهاد نجله البكر خالد ومرافقه، وإصابة زوجته وابنته بجروح، وهدم منزله بالكامل.

ورغم إصابته بجروح طفيفة، فإنه نجا من الهجوم. وفي وقت لاحق، فقد الزهار نجله الثاني حسام، الذي كان عضوا في كتائب عز الدين القسام، عندما استشهد في غارة إسرائيلية على غزة في جانفي 2008.

ولم يكن الزهار غريبا على الاعتقالات، فقد اعتقلته إسرائيل عام 1988 بعد 6 أشهر من تأسيس حماس، وأبعدته إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992 مع عدد من قيادات حماس. كما اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996، حيث تعرض لتعذيب شديد أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وبعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2005 وتولي هنية رئاسة الوزراء، شغل الزهار منصب وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها حماس. في الوقت الحالي، يظل مصير الزهار مجهولا بعد اختفائه عن الأنظار منذ عملية “طوفان الأقصى”، ولم تصدر حماس أو إسرائيل أي تأكيدات حول حالته.

محمد شبانة

محمد شبانة، المعروف باسم “أبو أنس شبانة”، يعد من أبرز القادة العسكريين في كتائب عز الدين القسام، حيث يقود كتيبة رفح في جنوب قطاع غزة. ويعتبر شبانة أحد الأسماء الرئيسية المرتبطة بتطوير شبكة الأنفاق الهجومية التي تستخدمها حماس، وقد لعب دورا محوريا في تعزيز قدرات الحركة العسكرية.

وبرز دوره بشكل خاص خلال الهجوم الذي وقع عبر الحدود في عام 2006، حيث تمكنت قوات حماس من أسر شاليط، في عملية تم التخطيط لها بعناية، واعتمدت بشكل أساسي على استخدام الأنفاق. كما تولى قيادة كتيبة رفح بعد مقتل 3 من قادتها خلال حرب غزة في 2014.

وشكلت شبكة الأنفاق التي ساهم شبانة في تطويرها، التي تمتد من رفح إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل، حيث استخدمتها حماس لشن هجمات مفاجئة ولتنفيذ عمليات تسلل نوعية. وجعلت هذه القدرات شبانة واحدا من القادة المطلوبين بشكل عاجل على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.

ورغم تعرضه لمحاولات اغتيال عدة، ما زال شبانة يلعب دورا محوريا في العمليات العسكرية لحماس، ويعتبر من الشخصيات المؤثرة التي تعتمد عليها الحركة في مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية.

روحي مشتهى

يعتبر روحي مشتهى أحد أقرب حلفاء يحيى السنوار، ومن أبرز الشخصيات القيادية في حركة حماس، ويعرف بدوره المهم في تأسيس أول جهاز أمني لحركة حماس أواخر الثمانينيات، حيث كان مسؤولا عن تعقب العملاء الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل وتصفيتهم. وساهم مشتهى في تعزيز القدرات الأمنية للحركة، مما جعله هدفا دائما لمحاولات الاغتيال الإسرائيلية.

أفرجت إسرائيل عنه في عام 2011 ضمن صفقة جلعاد شاليط الشهيرة، وذلك بعد سنوات طويلة قضاها في السجون الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، تولى مشتهى العديد من المهام الحساسة داخل الحركة، بما في ذلك التنسيق الأمني بين حماس والسلطات المصرية، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح والعديد من القضايا الأمنية الأخرى المرتبطة بالحدود.

وسبق أن وردت تقارير عن مقتله في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر  الجاري، ولكن لم تؤكد حماس رسميا هذه الأنباء، ولا يزال مصيره غير واضح.