التأمت بمدينة قابس وبرعاية ابن حي المنصورة الفنان المهاجر عبد الرزاق حمودة، من 27 أكتوبر وإلى غاية 3 نوفمبر 2024 الدورة الجديدة من ملتقى عبد الرزاق حمودة الدولي للفنون التشكيلية تحت شعار ” واحة وفن وبحر” وذلك بالاشتراك مع المعهد العالي للفنون والحرف بقابس وجمعية فنون الواحة والثقافة بقابس والتنسيق مع الأستاذ فؤاد حيدر الى جانب المشاركة الفعالة لمتساكني حي المنصورة في قابس المدينة التي تحوي واحة بحرية فريدة في العالم تقع في الجنوب الشرقي وتبعد قرابة أربع مائة كم عن العاصمة تونس.
البرنامج : أما عن فحوى البرنامج وما تضمن من فقرات متنوعة وجديدة منها ذو الصبغة المحلية واخرى تتصف بالنزعة الدولية ورؤية بخصوص علاقة الفن بعامة الناس والخروج به من المعهود الرسمي الى الفضاء المفتوح من أجل النهوض بالذوق الفني في مساحة صغيرة أوّلا وهي الحي الذي يقطن فيه مؤسس الملتقى منذ 1966 وترعرع فيه رفقة كل الجيران الذين يعتبرهم الفنان عبد الرزاق حمودة أهله يشاركونه ردهات الحياة بكل تفاصيلها.
اصل الحكاية : عن تفاصيل رواية التاسيس للفكرة وتحولها إلى إنجاز عالمي ملموس، بادرنا الفنان التونسي الأصيل المقيم في سويسرا عبد الرزاق حمودة بالقول : “عشت في هذا الحي مع بقية الجيران كالعائلة الواحدة وكل منزل كان منزلي وكذلك الحال لباقي الجيران. كان لنا أيضا فريق كرة قدم من أبرز فرق أحياء قابس. وفي هذا الحي تكوَّنت مجموعة البحث الموسيقي بقابس وفي هذا الحي كان صوت امال الحمروني يصدح قبل أن يعرف الشهرة العالمية”. وقصص الحي كثيرة سنروي بعضها خلال الملتقى. أغلبنا من أطفال جيلي هاجر من قابس ولكن الحنين الى الحي لا يزال قويا ويمثل بالنسبة للفنان وأصدقائه ” عودة الى مرفأ سلام وعودة إلى البيت”.
تلك هي نبذة عن رؤية المؤسس بخصوص تثبيت هذا الملتقى الدولي الذي يعيش على إيقاعه حي المنصورة بمدينة قابس الساحرة.
الهدف : هذا وتهدف هذه التظاهرة التشكيلية إلى لمّ شمل أهل الحي من كل الأعمار (خاصة الجيل الثالث والرابع) إضافة إلى تثبيت معالم مشروع ثقافي دولي منفتح على فنون العالم وثقافاتها المتعددة ليصبح للمتساكنين فيه دور الشريك الفعّال وليس دور المتفرج من وراء سور منزل الرسام عبد الرزاق حمودة. وعليهم تخضع مسؤولية الاشراف على تزيين جدران الحي بأعمال فنية يشاركون فيها المقيمون كل بِجهده ووقتِه المسموح حتى يتبنوا المشروع. اما فيما تعلٌق بالجداريات و اللوحات والنحوت فأوكل إنجازها إلى فنانين عالميين من تونس وخارجها.
الآليات : تتمثل مساهمة أهل الحي في تحضير وجبات المساء يوميْ الإفتتاح والختام في مائدة جماعية يتم نصبُها في الحي ليقع أثناءها تسليم شهادة “مساند للفن” الى أهالي الحي للذكرى اعترافا لهم بجميل ما اسهموا به لإنجاح فعاليات الملتقى.. كما أنه بالتوازي مع الورشة المفتوحة في الفنون الجميلة تنتظم حملة تحسيسية لتنظيف الحيّ ليصبح مثالا يُحتذى به ونسج باقي الأحياء على منواله.
في حين فكٌر القائمون على حظوظ الملتقى تكريم السادة عبد العزيز الرّطل ونورالدين الغُول وهما آخر من تبقى من عنقود مؤسِّسِي حي المنصورة. هذا وتحتضن شوارع الحي معرضا لكل الأعمال التي ستنجز خلال فعاليات الملتقى لتشهد سهرة 3 نوفمير 2024 اختتام الملتقى وتسليم الشهائد لكافة المشاركين والمساهمين في تأثيث فقرات الدورة…