شهد مشروع سهل الرومان الواقع على الشريط الحدودي التونسي الليبي في معتمدية ذهيبة من ولاية تطاوين تحسنا كبيرا وتطوّرا سريعا من حيث الانتاج ما أثار اهتمام مختلف الاطراف المعنية بالتنمية المحلية والفلاحية، سيما في ظلّ ما حقّقه أصحاب مقاسم هذه المنطقة السقوية العمومية من انتاج وفير وذو جودة ممتازة لأصناف متنوعة من الخضر والغلال نتيجة الماء الوفير والارض البكر.
وقد دفعت وفرة انتاج هذا المشروع الفلاحي من القرعيات والخضر الصيفية بالمنتجين إلى تسويقها على المستويين المحلي والجهوي وحتى تصديرها الى الخارج لجودتها وطابعها البيولوجي البدري، ما شجعهم على مزيد العمل والبذل متحدين الصعاب وقساوة الطبيعة ومحدودية الامكانيات .

وكشف عدد من أصحاب المقاسم لصحفي “وات” أنّ هذا المشروع كان أيضا موطن تجربة غير مسبوقة لزراعة الحبوب المروية من خلال بذر 4 هكتارات من مختلف أصناف القمح الصلب واللين، أفضت إلى نتائج مشجعة حفزت كل الاطراف على المضي قدما من ذلك معهد الزراعات الكبرى الذي وضع 3 الات بذر على ذمة الفلاحين في الجهة.
وفي ذات الإطار، تم الشروع مؤخرا في بذر حقل نموذجي يمسح هكتارا واحدا من القمح الصلب المروي لتحديد افضل الاوقات لزراعة الحبوب المروية في الجهة، وذلك في اطار سياسة الدولة الرامية الى تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي لا سيما من قطاع الحبوب.
وعموما فإن معتمدية ذهيبة التي كانت الى عهد قريب قاحلة وتفتقر لكل مقوّمات التنمية، تتميز اليوم بتعدّد الإحياءات الفلاحية من الحجم الكبير من ذلك واحات النخيل التي اتسعت في المنطقة، وعشرات الالاف من اشجار الزياتين في منطقة أوني بفضل عزيمة أبنائها وإحاطة السلط المحلية والجهوية لجهودهم المثمرة، وفق نفس المصدر .
من جهة أخرى، ينتظر تحقيق قفزة أخرى في هذا المجال بمعتمدية ذهيبة من خلال تكريس مقومات الفلاحة الذكية، وهو نمط جديد انطلقت خطواته الاولى مؤخرا في شراكة مع كلية العلوم بالمنستير وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، سيتم الكشف عن نتائجها التي يتوقع أن تكون مبهرة قريبا.