لم يكن اعتباطيا ان تتعلق برسومها التي أثبتت على شفافيتها ورومانسياتها الواضحة للعيان لتثيرك بعدها لوحات الفنانة التشكيلية العصامية ملاك بن أحمد حتى تعاين أسرار هذا الإنجذاب اللافت وتتفحٌص مكمن هذا السحر الذي حوته ملامح المراة بشتى الأحاسيس والألوان لنقرأ صمتها الماثور وتأملها المنثور وسط مشاهد طبيعية جذابة تضاعف من حسنها وجمالها الرباني .
في خضم كل هذه المعطيات الأولية التي نقلتها باقتدار التشكيلية ملاك بن أحمد وأجادت بلمستها الأنثوية في نحت خصوصيتها الفنية وبصمتها التي راوحت بين السهل الممتنع والعمق النفسي الذي تسلحت بهما صاحبة الفرشاة بثقة وتحدي حتى تتوصل إلى صنع المجد المرتقب لرسوم ناضجة بحرفية ودراية بطقوس اللعبة التشكيلية .
كم تمنينا باقي التجارب والمحطات التي ستقتحمها ملاك بن أحمد في الأيام المقبلة لو تجازف بإضافة فن الخط العربي بين ضفاف وزوايا أعمالها فربما تعطي نفسا جديدا وعطرا مغايرا للمألوف..
جمالية انسيابية لملامح المراة ومشهدية لافتة بفرشاة غير معهودة
استطاعت الرسامة ملاك بن أحمد من بعث مراوحة بين ثنائية الكائن الإنساني في تكامله مع العنصر الطبيعي الرباني ليقترن وجه المرأة الفاتن بصمته وحلمه بما حام حولها من مكونات الطبيعة الساكنة ( nature morte) ليتحول تواجد العنصر النسائي طافحا بشذاه ودهشته وتكتمل في الأخير ملحمة اللوحة وكأني بالرسامة تحنط وجوها مختلفة لـ”موناليزا” تونسية أرادت أن تمنحها هويٌة محلية وتستنطق صمتها وتاملاتها بشتٌى الأشكال وألوان باردة غير صادمة وليست بالنارية تستريح لها العين ويستهويك النظر إليها لتطيل التامل فيها بشغف.