
اليوم أضع كرتي في مستوى دائرة ضربة الزاوية، “الكورنر”، وليس خارجها كما فعل مهاجم أحد الفرق حين سجل منها هدفا ولم ينتبه إليه الحكم ومساعده..
أضع كرتي في مكانها لأنفّذ ما أعلنه الحكم لصالحي أملا في تسجيل هدف مباشر من مخالفتي هذه في مرمى المسؤول الذي ظن أنه اكبر من الإعلام عامة، بل وتدقيقا هو رأى نفسه اكبر من إعلاميي جهته..
إليك إذن ايها المسؤول الرياضي الذي لا تساوي شيئا في نظر كل إعلامي ذي ثقة بنفسه وبكفاءته ومهارته في المجال الإعلامي..
إليك ايها المسؤول الرياضي وقد نصّبت نفسك لتحكم على العاملين في المجال الإعلامي بجهتك بالقول أن هذا بإمكانك أن تتعامل معه وذاك تعمد إلى تجاهله..
إليك أيها المسؤول في الجمعية الرياضية أكتب خطابي هذا في شكل مقال صحفي انت بالذات غير قادر على تحريره..
إليك اكتب فأقول :
– لتعلم ايها المسؤول النافخ في صورتك بنفسك أنك، لو لم تكن قد تطوّعت من تلقاء نفسك لتخدم الرياضة من خلال جمعية ما كان الإعلامي ليتّصل بك..
– ولتعلم أن الإعلامي الذي يتّصل بك، إنما هو يسعى للحصول على المعلومة من مصدرها حتى لا يعتمد معلومات واردة عليه من هنا وهناك كالمصادر الإفتراضية أو الوهمية..
– لتعلم أن الإعلامي حين يتصل بك بالهاتف إنما هو عجز عن مقابلتك أو تعذّر عليه الوصول إليك حتى أنه لم يبق له إلا الهاتف كوسيلة للتواصل معك..
– لتعلم أن الإعلامي حين يحاول الكلام معك ليس للحديث في غير مجال نشاطك ومسؤوليتك الرياضية.. ليس لمضيعة وقتك ووقته أيضا في ما لا يعني.. وليس لطلب معونة أو مساعدة أو تدخل لمصلحته.. بل للظفر منك بحقيقة ما بلغ إلى علمه حتى لا يكتب في جريدته أو يتحدث في إذاعته في ما هو من مصدر غير رسمي..
– لتعلم ايها المسؤول الرياضي أن تواصلك مع الإعلاميين ليس مزِية منك بقدر ما هو واجب عليك..
– لتعلم أن الإعلامي حين يحاول التواصل معك إنما هو يقوم بالواجب المهني الذي يفرض عليه الحصول على المعلومة من أهل ذكرها..
– لتعلم أيها المسؤول في اي جمعية سواء كنت رئيسا او نائب رئيس فيها أو كاتبا عاما أو امين مال أو حتى مكلفا بهمة فيها أن الواجب المسؤول يفرض عليك التعامل مع الإعلام وفق ما تقتضيه مسؤوليتك، وكلما طُلب منك غير ما في إطار مسؤوليتك من حقك أن تقول لا بأدب أو أن تعتذر بكل روح رياضية..
– لتعلم ايها المسؤول في جمعيتك الرياضية أنك مهما اجتهدت في خطّتك..
ومهما بذلت من جهد في خدمة جمعيتك.. ومهما دفعت من أموال من جيبك للجمعية سواء دعما دون رد أو تسبقات في شكل قروض منك للجمعية من حقك استردادها.. إنما كل هذا لا يعفيك من التعامل مع الإعلاميين الذين يستنجدون بك على أمل الحصول على معلومة مسؤولة..
بل إن كل هذا لا يجعلك تستهين بدور الإعلام عامة والإعلاميين خاصة..
– لتتذكّر ايها المسؤول في الجمعيات الرياضية أنه كلما تضيق بك السبل وتحصل لجمعيتك مظالم، تلجأ دائما للإعلام كي توضّح امرا ما ولتبيّن موقفك من امر آخر .. وفي كل مرة تفعل هذا انت تجد إعلاميي جهتك طوع بنانك يبلّغون لقرائهم ولكل متابعيهم ما تمدّهم به غير منتظرين منك مقابلا أو شكرا..
– لتتذكّر أيضا أنك حين فكرت في تحمل مسؤولية جمعيتك وترشّحت اليها، إنما انت مررت عبر الإعلام والإعلاميين لتستعطف المنخرطين بأن ينتخبوك دون سواك..
– ولتدرك أنه من الأخلاق العالية أنك حين ترد على مكالمة هاتفية بإرسالية تقول فيها “أنا مشغول الآن وحالما أتحرّر سأتّصل بك”..
واجب عليك بعدها أن تتصل انت بالإعلامي الذي طلبك.. طبعا هذا غيض من فيض انا استحضره في صدد علاقة التواصل بين المسؤول الرياضي والإعلاميين..
وطبعا أيضا أنني أتحدث بلسان الإعلاميين الصّادقين غير الموالين للأشخاص، مترفّعين عن المعاملات الخاصة وواضعين نصب أعينهم خدمة الإعلام النزيه والنظيف دون السقوط في فخ بيع النفس والكرامة والضمير..
مع تحياتنا.. لكل من يدرك ويفهم معاناتنا.. في تعاملنا مع البعض من أشباه المسؤولين في الرياضة المتسلّقين عبر جمعياتنا.
الحبيب العربي