باشرت صباح اليوم الثلاثاء هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس المحاكمة عن بعد في‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬يُعرف‭ ‬بقضية ‬ملف‭ ‬تّسفيرعدد‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬وحلفائها‭ ‬ ‬للقتال‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬جماعات‭ ‬ارهابية‭ ‬ناشطة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الدول‭.‬
و تم جلب جميع الموقوفين إلى قاعة مخصصة للمحاكمة عن بعد في السجن المدني بالمرناقية من بينهم وزير الداخلية الأسبق علي لعريض والإطار الأمني فتحي البلدي ورئيس فرقة حماية الطائرات بمطار تونس قرطاج عبد الكريم العبيدي وسيف الدين الرايس و نور الدين قندوز و لطفي الهمامي و هشام السعدي و سامي الشعال .
و قد طلبت هيئة الدفاع تأجيل القضية إلى الأسبوع القادم، في انتظار صدور قرار دائرة الاتهام.
وقد قررت الهيئة رفض طلب التأجيل، لتنطلق إثر ذلك جلسة المحاكمة عن بعد، حيث تم الشروع في استنطاق عدد من المتهمين الموقوفين في القضية.
ويبلغ عدد الموقوفين في هذه القضية ثمانية متهمين. ويُشار إلى أن ملف “التسفير” تم تفكيكه خلال المرحلة التحقيقية، حيث يجري النظر في ملف الموقوفين بشكل مستقل عن المحالين في حالة سراح أو فرار، بسبب كثرة عدد المشمولين في القضية820 ، والتزام قاضي التحقيق بآجال التحقيق القانونية.
وملف‭ ‬الحال‭ ‬انطلقت‭ ‬الأبحاث‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬الارهابية‭ ‬وبعد‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬والتحريات‭ ‬والسماعات‭ ‬تمّ‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بـأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬علي‭ ‬العريض‭ ‬والحبيب‭ ‬اللوز‭ ‬ومحمد‭ ‬فريخة‭….‬
وتمت‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬إحالة‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬بالقطب‭ ‬القضائي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الارهاب،‭ ‬والتي‭ ‬قررت‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬اطلاعها‭ ‬على‭ ‬الملف،‭ ‬فتح‭ ‬بحث‭ ‬تحقيقي‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬طبقا‭ ‬لاحكام‭ ‬القانون‭ ‬الاساسي‭ ‬عدد‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬عدد‭ ‬26‭ ‬لسنة‭ ‬2015‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أوت‭ ‬2015‭ ‬المتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومنع‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال‭.‬
من‭ ‬جهته‭ ‬انطلق‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬سماع‭ ‬المتهمين‭ ‬وقرر‭ ‬اصدار‭ ‬بطاقات‭ ‬إيداع‭ ‬بالسجن‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬الرايس‭ ‬وفتحي‭ ‬البلدي‭ ‬ومحرز‭ ‬الزواري،‭ ‬وعبد‭ ‬الكريم‭ ‬العبيدي‭ ‬فيما‭ ‬قرر‭ ‬إبقاء‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سراح‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬ونائبه‭ ‬علي‭ ‬العريض‭ ‬والحبيب‭ ‬اللوز‭ ‬ومحمد‭ ‬فريخة‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬السابق‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الخادمي‭…‬
وقد‭ ‬قررت‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬بالقطب‭ ‬القضائي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬إبقاء‭ ‬39‭ ‬متهما‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬820‭ ‬الذين‭ ‬شملتهم‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سراح‭. ‬وفي‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬قررت‭ ‬دائرة‭ ‬الاتهام‭ ‬بمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بتونس‭ ‬تأييد‭ ‬قرار‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬القاضي‭ ‬بإبقاء‭ ‬39‭ ‬متهما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سراح‭ ‬وارجاع‭ ‬الملف‭ ‬الى‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬بالقطب‭ ‬القضائي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬لمواصلة‭ ‬التحقيقات‭.‬
واستأنف‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬الاستنطاقات‭ ‬حيث‭ ‬استمع‭ ‬بتاريخ‭ ‬28‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭ ‬الى‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬بصفته‭ ‬متهما‭ ‬وقرر‭ ‬ابقاءه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سراح‭. ‬كما‭ ‬استمع‭ ‬الى‭ ‬علي‭ ‬العريض،‭ ‬وقرر‭ ‬اصدار‭ ‬بطاقة‭ ‬ايداع‭ ‬بالسجن‭ ‬في‭ ‬شأنه.‭
وفي علاقة بهذا الملف كان قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أصدر عدّة بطاقات إيداع بالسجن في حقّ مسيري وأمناء مال أثبتت الأبحاث تورطهم في الملف.