في ظل انتشار مشاهد النهب والسيارات المحترقة والمباني العامة ذات الواجهات المهشمة، تحاول الحكومة الفرنسية احتواء العنف، وأصدرت تعليمات بالإغلاق الكامل لكل خدمات النقل العام وعززت انتشار قوات الأمن في كلّ أنحاء البلاد ، وأعلنت تعبئة 45 ألفاً من عناصر الشرطة والدرك (قوات خاصة).

واندلعت أعمال الشغب والعنف في عدة مدن فرنسية إثر انتشار شريط فيديو صور مقتل الفتى نائل البالغ 17 عاماً برصاص شرطي أثناء تدقيق مروري في “نانتير”.

وشهدت عدد من المدن، أعمال تخريب ونهب. وأمس أعلنت الشرطة الفرنسية مقتل شاب إثر سقوطه من أعلى سطح خلال الاحتجاجات المندلعة منذ أيام.

وقبيل ذلك اختصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى بروكسل كانت مقررة أمس لعقد ثاني اجتماع أزمة لوزرائه، وأعلن نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على أعمال الشغب.

وقال ماكرون في خلال اجتماع الأزمة، إن وزارة الداخلية ستعمل على حشد «وسائل إضافية» للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة، مندداً بـ«الاستغلال غير المقبول» لمقتل الفتى، داعياً منصات التواصل الاجتماعي إلى حذف مشاهد الشغب «الحساسة»ـ ودعا «الأهل إلى التحلي بالمسؤولية».

اتهام بالعنصرية

في جنيف، طلبت الأمم المتحدة أمس من فرنسا معالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن. لكن ماكرون قال إن هناك «استغلالاً غير مقبول لوفاة فتى مراهق، وهو ما نشجبه جميعاً».

وأدان من يستغلون الوضع وكذلك مفتعلي «أعمال العنف البحتة التي لا مبرر لها وهي لا تتسم بأي شرعية».

من جهتها، قالت الخارجية الفرنسية في بيان أمس، إن «أي اتهام لقوات الشرطة في فرنسا بالعنصرية أو التمييز المنهجي لا أساس له من الصحة».

إعادة النظام

وأوقفت الشرطة منذ ليل الخميس نحو 900 شخص بينهم نحو 400 في باريس وضواحيها. وأصيب نحو 250 شرطياً بجروح خلال الليل. وتصاعدت أعمال الشغب وامتدت إلى مدن جديدة الليلة قبل الماضية.

وأحصي إصابة 500 مبنى بأضرار وإحراق 2000 سيارة وإضرام 3880 حريقاً في الشوارع، وفقاً للأرقام الرسمية.

واستُهدفت مدارس ومراكز للشرطة البلدية ومراكز تابعة للبلديات ومراكز اجتماعية وحافلات وعربات الترام.

وفي ضاحية سين سان دوني، شمال شرق باريس، لم ينجُ أي حي تقريباً من أعمال التخريب، وفق الشرطة، مع استهداف العديد من المباني العامة.

وفي العاصمة باريس، نهب نحو 40 متجراً وفقاً لمكتب المدعي العام. وقال ضابط في الشرطة إن المتاجر وسط المدينة «تعرضت للتخريب» أو «النهب أو الحرق».

دفن جثمان “نائل”

من المقرر أن تجرى اليوم السبت مراسم دفن جثمان الصبي الذي يبلغ عمره 17 عاما وقتل أثناء عملية تفتيش مروري من جانب الشرطة في فرنسا، وذلك حسبما ذكرت مصادر مطلعة في بلدية “نانتري” بغربي العاصمة الفرنسية باريس أمس الجمعة.

ووقع حادث إطلاق النار الدامي في ضاحية نانتري بباريس الثلاثاء الماضي. وتسبب القتل في غضب بفرنسا مع توجيه اتهامات للشرطة بالعنف المفرط.

واندلعت أعمال شغب في منطقة باريس الكبرى، ومدن فرنسية أخرى، بل إن الأمر طال بلجيكا المجاورة منذ ذلك الحين.

الشرطة الفرنسية تؤكد نهب متجر للسلاح في مرسيليا

أكدت الشرطة أمس الجمعة أن مثيري شغب فرنسيين نهبوا متجراً للسلاح في وسط مرسيليا، ثاني كبرى المدن الفرنسية، واستولوا على بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت أحد الأشخاص وبحوزته بندقية ربما نُهبت من متجر السلاح. وتتولى الشرطة حاليا حراسة المتجر.