اقتحم فلسطيني بسيارته محطة حافلات مزدحمة في تل أبيب، يوم الثلاثاء، ثم بدأ في طعن أشخاص، ما أدى إلى إصابة ثمانية، في هجوم جاء رداً على العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في الضفة الغربية المحتلة.

قال قائد الشرطة كوبي شبتاي للصحفيين في مكان الحادث إن مدنياً مسلحاً أطلق النار على المهاجم وقتله.

جاء الهجوم في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية عمليات البحث عن مسلحين فلسطينيين وأسلحة في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية، بعد أن شقت الجرافات العسكرية طريقها بين الأزقة. وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين على مدى يومين إلى 10.

العملية العسكرية واسعة النطاق التي انطلقت يوم الإثنين واستهدفت مخيم جنين، تعد واحدة من أعنف العمليات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ ما يقرب من عقدين.

العملية حملت بصمات تكتيكات الجيش الإسرائيلي إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتأتي في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً متزايدة من جانب حلفائه السياسيين من التيار القومي المتشدد من أجل رد صارم على الهجمات الأخيرة ضد المستوطنين الإسرائيليين، بما فيها هجوم وقع الشهر الماضي وأسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين.

لكن العنف الحالي يختلف أيضا عن السنوات القاسية لما عرف بالانتفاضة الثانية، وهي الفترة التي حصدت أرواح الآلاف. فهي محدودة النطاق بدرجة أكبر، حيث تركز العمليات العسكرية الإسرائيلية على عدة معاقل للمسلحين الفلسطينيين.

وقتل أكثر من 140 فلسطينياً هذا العام في الضفة الغربية في إطار تصاعد العنف المستمر منذ أكثر من عام. وقتلت الهجمات الفلسطينية التي استهدفت إسرائيليين 26 شخصاً على الأقل.

وحدد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، شين بيت، هوية المهاجم بأنه فلسطيني من الضفة الغربية ليس له سجل أمني سابق.

وقال قائد الشرطة كوبي شبتاي إنه تم اعتقال العديد من الأشخاص المرتبطين بالرجل، لكنه لم يقدم تفاصيل.

في وقت سابق من اليوم، تناثر الركام في شوارع جنين، وتحدثت تقارير عن أضرار لحقت بمتاجر.

 وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود بين حين وآخر في سماء المخيم، الذي كان إلى جانب بلدة مجاورة تحمل الاسم نفسه نقطة اشتعال منذ بدء تصاعد العنف الإسرائيلي – الفلسطيني في ربيع عام 2022. كما كان أيضا مرتعا لنشاط المسلحين الفلسطينيين في الانتفاضة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

قال عمدة جنين، نضال العبيدي، إن نحو 4 آلاف فلسطيني فروا من مخيم جنين ليجدوا مأوى في منازل أقاربهم وفي الملاجئ. وقال السكان إنه لا توجد مياه أو كهرباء في المخيم.

وفي أنحاء الضفة الغربية، نظم الفلسطينيون إضراباً عاماً احتجاجاً على المداهمات الإسرائيلية.

في الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الثلاثاء إن حصيلة القتلى على مدى يومين ارتفعت إلى عشرة أشخاص مع الإبلاغ عن حالتي وفاة أخريين خلال الليل.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن جميع لقتلى من المسلحين، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

خلال عمليات الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه صادر أسلحة ومتفجرات وهدم أنفاقا تحت مسجد في مخيم للاجئين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش اعتقل ما لا يقل عن 120 مسلحاً فلسطينياً مشتبهاً فيه منذ يوم الاثنين.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال جنرال دانيال هاغاري، يوم الاثنين إن إسرائيل أطلقت عمليتها تلك؛ لأن نحو خمسين هجوماً خلال العام الماضي خرجت من جنين.

ودانت الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية وثلاث دول عربية لها علاقات طبيعية مع إسرائيل، وهي الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة، التوغل الإسرائيلي، وكذلك فعلت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة.

وتقول إسرائيل إن المداهمات تهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المسلحين الفلسطينيين وإحباط الهجمات. ويقول الفلسطينيون إن مثل هذا العنف أمر لا مفر منه في غياب أي عملية سياسية مع إسرائيل وزيادة بناء المستوطنات في الضفة الغربية والعنف من قبل المستوطنين المتطرفين.

وتقول إسرائيل إن معظم القتلى من المسلحين، لكن شباناً ممن يرشقون الحجارة احتجاجاً على عمليات التوغل وأشخاص غير متورطين في المواجهات قتلوا أيضاً.