بقلم:محمد العربي رقاز، مدير لمصائف الأطفال

يطرح العديد من الأولياء قبل رحيل أبنائهم للمشاركة بالمصيف ، تساؤلات حول مصروف الجيب والمبالغ المالية النقدية التي يستوجب عليهم منحها إياهم, هل يجب أن نعطيها للطفل؟ إذا كان الأمر كذلك، كم يكون هذا المبلغ؟ هل نعطي ما يكفي؟ ولكن لماذا نعطي مصروف الجيب؟ كل هذه الأسئلة ستجد إجابة في هذه المقالة.
هل يجب أن يعطى الطفل المال ولماذا؟
في المصيف، اغلب المصاريف مدرجة ضمن معاليم المشاركة كالنقل والإقامة والإعاشة من توفير وجبات للطعام (أكلة جّيدة ومتوازنة) وكذلك القيام ببعض الأنشطة الداخلية والخارجية كزيارة مدينة مجاورة بالقطار أو الدخول إلى الفضاءات الثقافية كالمتاحف،ومواكبة بعض عروض المهرجانات.
فمصروف الجيب يستخدم فقط لتغطية النفقات الشخصية للطفل كشراء بعض المشروبات الغازية والهدايا التذكارية للعائلة والأقرباء أو هداياه كما سيسمح له مبلغ الجيب الذي يحصل عليه الطفل بالحصول على بعض الخبرة في المال وإدارة نفقاته.
إنّ توفير حاجات الطفل، وتلبية طلباته المعقولة، والتي من ضمنها منحه مصروفا خاصا به بيحمله معه الى المصيف، وله حرية التصرف في إنفاقه، يساعد الوالدين في تنشئته على عزة النفس ومناعة الطبع والاستغناء عن الناس، وهذا الخلق لا يمكن أن يترسخ في نفس الطفل وهو يعانى الحرمان ويشعر بالنقص تجاه الآخرين.
كم هو قيمة المبلغ حسب التقريب؟
حقيقة لا يوجد مبلغ “مثالي” ، فالآباء هم الوحيدون الذين لهم السلطة التقديرية في تحديد مبلغ مصروف الجيب ولكن عليهم أن يراعوا بعض الشروط التربوية والنفسية لكي يؤدي إعطاء مصروف الجيب للطفل الغاية المنشودة منه، ومن بين الشروط عدم إغداق المصروف على الطفل بدون حساب، ففي هذه الحالة يفقد المصروف وظيفته فلا قبض للمال ولا تفريط فيه ونرى أن مبلغ 50 كافيا له كمصروف جيب أما اليافعين فنرى ضرورية الترفيه في هذا المصروف ويمكن أن يصل إلى 70د طيلة فترة المصيف وذلك دون اعتبار المساهمة في الأنشطة الاختيارية.
هل هناك مصاريف أخرى؟
وتجدر الإشارة هنا بان هنالك بالمصيف أنشطة اختيارية تتطلب منه دفع معاليم للمشاركة فيها، كأن يتكفل الطفل المشارك بالمصيف بكامل مبلغ معلوم المشاركة وعلى حسابه الخاص مثل برنامج قضاء يوم كامل او جزء من اليوم بالفضاءات الترفيهية والعاب المناج أو بمسابح فعلى الاوياء اخذ هذه المعطيات في الحسبان.
ما هو بنك المصيف ومن يديره؟
يدير مصروف الجيب بنك المصيف تحت إشراف احد الإطارات التربوية ومراقبة من مدير المصيف ، لذا فعلى الطفل إيداع كامل مبلغ مصروف الجيب الذي بحوزته لدى البنك قبل صعوده الحافلة وفي حالات اخرى عند وصوله إلى المصيف عن طريق مدرب مجموعته هو أمر وجوبي لكل الأطفال الذين هم دون سن 14 عامًا. والمسؤول عن البنك يتولى فتح حساب له بإعداد بطاقة ادخار خاصة بكل طفل مدّخر يتم فيه تسجيل جميع العمليات المالية ايداعا و سحبا في إبانها. وفي نهاية المصيف يتم تسليم المبلغ المتبقي ونسخة من بطاقة الادخار إلى الطفل المدخّر.
أما من تجاوز عمره 14 سنة ، فيمكن لهم إدارة أموالهم الخاصة. ولكن على المدربين أن يقترحوا عليهم وضع الأموال ببنك المصيف. والطفل أو اليافع الذي يحتفظ بماله ومصروف الجيب معه يقبل بأن يكون مسؤولاً في حال الضياع أو السرقة كامل أو جزء من هذا المبلغ ويخلي مسؤولية المصيف عن ذلك…
يتم بصفة يومية فتح بنك المصيف في مواقيت معلومة يقع إعلام الأطفال بها وإشهارها على اللوحة الإدارية والبيداغوجية للمصيف، ويقع سحب وإيداع الأموال من البنك بصفة شخصية ومباشرة من الطفل المدخر صاحب ذلك الحساب على انه يمكن لمدير المصيف أو من ينوبه (مدرب المجموعة) أو المسؤول على البنك اقتراح تعديل المبلغ المراد سحبه وذلك تبعا للمبلغ الإجمالي المتوفر في حساب المشارك بما يضمن تغطية الإنفاق طيلة فترة المصيف. على أن المبالغ الكبيرة المراد سحبها من البنك تتطلب من المشارك تبرير عملية صرفها قبل سحبها من البنك…
ما هي مسؤولية المدرّب؟
ونشير هنا أن مسؤولية الصرف تقع على مدرب المجموعة المطالب باليقظة ومراقبة وتاطير طريقة صرف الطفل لأمواله ونفقات مصروف الجيب بالنسبة للأطفال الصغار الذين لا يكونون دائمًا على دراية كبيرة بالتسوق، لذا فان على المدرب مرافقتهم وتوجيههم عند الحاجة درءا للابتزاز والإغراء والغش وتقديم النصح لطفله واحتساب المبالغ المدفوعة أو الباقي المسترد من قبل الباعة. فالمدرب ليس هو من يقرر ما يمكن للطفل شراؤه فمسؤولية المدرب تتطلب منه مناقشة الطفل في مشرياته …
كما أن لمدرب المجموعة دوره التربوي والاجتماعي في السعي إلى غرس بعض القيم الإنسانية النبيلة كالأمانة والعطف، والرحمة والكرم والاعتماد على النفس من خلال حسن التصرف بمصروف الجيب، فيعود الأطفال مثلا على مفهوم الأخذ والعطاء، ومفهوم الحقوق والواجبات، ومفهوم الملكية الخاصة، وذلك بتوجيه أطفاله إلى ترشيد نفقاتهم والتحكم فيها والادخار وتقسيطها طيلة فترة المصيف وترسيخ قيم التضامن بتشجيع الميسورين على عدم التظاهر بالثراء أمام أقرانهم، وتقديم الدعم لهم عند فتح المجال لذلك من قبل إدارة المصيف…
وهنا تتجاوز توجيهات المدرب لأطفاله فترة المصيف بتعليمهم أوجه صرف المصروف في مختلف محطات حياتهم، وهذه من بين وظائف المدرب في المصيف.