شهدت مجموعة من مرضى قصور القلب انعكاسا تلقائيا للمرض في “حالة غير مسبوقة”، وفقا لما نشرته مجلة The New England Journal of Medicine.
وقد عانى ثلاثة رجال من قصور في القلب بسبب الداء النشواني القلبي، وهو تراكم البروتينات السامة في القلب، المسماة الأميلويد، ما يجعل من الصعب على هذا العضو أن يعمل بشكل صحيح.
ة
ويزداد المرض المزمن سوءا بمرور الوقت، ويكون أحيانا قاتلا، ما جعل الخبراء يصفونه بأنه حالة لا رجعة فيها.
وأجرى علماء من جامعة كوليدج لندن (UCL) والمستشفى الملكي المجاني فحوصات طبية على الرجال، والذين تتراوح أعمارهم بين 68 و76 و82 عاما، بعد تقارير عن تحسن أعراضهم.
وأظهرت الفحوصات أن بعض البروتينات السامة قد اختفت من قلوبهم، التي بدا أنها تتعافى من المرض.
ووجد الفريق أيضا أدلة واعدة على الأجسام المضادة التي استهدفت هذه البروتينات على وجه التحديد.
وكشفت اختبارات أخرى أنه لم يتم العثور على هذه الأجسام المضادة في المرضى الآخرين الذين تطورت حالتهم بشكل طبيعي.
ويأمل المهنيون الطبيون أن تؤدي النتائج إلى علاجات جديدة لهذه الحالة. وتقول البروفيسورة ماريانا فونتانا، كبيرة الباحثين، من قسم الطب في كلية لندن الجامعية: “لقد رأينا للمرة الأولى أن القلب يمكن أن يتحسن مع هذا المرض. ولم يُعرف ذلك حتى الآن وهو يرفع سقف ما يمكن أن يكون ممكنا مع العلاجات الجديدة”.
وفي الدراسة، نظر الباحثون في نوع معين من الحالات التي يسببها تراكم البروتين الناقل في الدم المسمى ترانستيريتين (TTR).
والداء النشواني القلبي الناتج عن بروتين ترانستريتين (ويسمى أيضا الداء النشواني ATTR أو اعتلال عضلة القلب ATTR-CM)، غير معروف جيدا بسبب نقص التشخيص المحتمل ونقص الإبلاغ.
ودرس الفريق سجلات 1663 مريضا مصابين بهذه الحالة بعد أن قال أحد الرجال، ويبلغ من العمر 68 عاما، إن أعراضه تتحسن.
وتم تحديد حالتين أخريين من التحسن وتأكيدهما من خلال فحوصات الدم والمسح الضوئي وتقنيات التصوير الطبي.
ووجد الفريق أجساما مضادة في المرضى الثلاثة ترتبط على وجه التحديد بترسبات أميلويد ATTR في الأنسجة البشرية والفئران في المختبر.
وقال العلماء إن تسخير هذه الأجسام المضادة يمكن أن يساعد على التخلص من البروتينات السامة وربما عكس الحالة.
ويبحث العلماء بقيادة البروفيسور جوليان غيلمور، من قسم الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، عن علاج لتعديل الجينات يمكن أن يوقف تقدم الداء النشواني القلبي.
وقال الفريق إن النتائج المبكرة للتجربة تشير إلى أنها قد توقف تطور المرض. وأوضح البروفيسور غيلمور، وهو أيضا رئيس مركز كلية لندن الجامعية للداء النشواني في مستشفى رويال فري: “لم يتم إثبات ما إذا كانت هذه الأجسام المضادة تسببت في تعافي المرضى أم لا. ومع ذلك، تشير بياناتنا إلى أن هذا أمر محتمل للغاية وهناك إمكانية لإعادة تكوين مثل هذه الأجسام المضادة في المختبر واستخدامها كعلاج. إننا نقوم حاليا بالتحقيق في هذا الأمر بشكل أكبر، على الرغم من أن هذا البحث ما يزال في مرحلة أولية”.
المصدر: إندبندنت