البيان: محمد بلغيث
تعرّض بطلنا الأولمبي والعالمي محمد القمودي وهو في ربيعه السادس والثمانين للتهميش والنكران والنسيان من قبل الجهات المسؤولة عن الرياضة وخاصة اللجنة الوطنية الأولمبية ولم تتم دعوته للسفر لحضور أولمبياد باريس مع الوفد الرسمي… ككل مرة… حسب ما دوّنته ابنته نادية القمودي التي خرجت عن صمتها وقالت : “أبي ومنذ ألعاب مونريال 1976 التي شارك فيها كرياضي لم يحضر أي دورة أولمبية باستثناء دورة 2012…”
نكران وجحود…فنسيان
مثله مثل بقية قدماء الرياضيين، لفّ النسيان عطاءاتهم، فمن قضى نحبه وهو في أتعس الظروف الاجتماعية ومنهم من يعيش بيننا في خصاصة ومنهم من يعاني الأمراض… حيث لم تضمن لهم انجازاتهم العيش الكريم والعناية الصحية والنفسية والمكانة التي تليق بالأبطال…
فالقمودي صاحب الميداليات الأولمبية الأربع ليس مثل بقية الابطال، فهو قائدهم على الدوام وهو القدوة والانموذج والمثل الأعلى الذي كان من المفروض ان يقتدى به، ويستثمر فيه لخلق أبطال من طينته.. لكن شيئا من هذا لم يحصل فلا الرجل أوفوه حقه ومنزلته التي تليق به ولا صنعوا أبطالا بعده…
فباستثناء بعض الدعوات التكريمية أو المبادرات الشخصية فإن اسمه الكبير على الساحة المحلية والعالمية لم يشفع له – وهو صاحب الانجازات التي ستبقى خالدة في أم الالعاب وهو الحائز على أربع ميداليات أولمبية ومثلها متوسطية وذهبية بطولة العالم العسكرية وذهبية بطولة العالم للعدو الريفي وميداليات مغاربية ومحلية أكثر من أن نعدّ ونحصي… – ليكون متوجدا في أولمبياد باريس 2024، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الجحود والنكران والفشل الذريع في التسيير الرياضي في جميع المجالات…
هذا التهميش والإقصاء دفع بالبطل الاولمبي صاحب الـ86 سنة من العمر إلى الابتعاد عن الساحة الرياضية بهدوء ودون ضجيج، لكن نادية القمودي أحست بالظلم وبالقهر مما دفعها لكتابة تدوينة ستظل وصمة عار على جبين رؤساء جامعة ألعاب القوى المتعاقبين ورؤساء اللجنة الوطنية الأولمبية…
وعلى وزارة الاشراف التي يشرف عليها رجل غيور على الرياضة وعلى الرياضيين وهو الأستاذ كمال دقيش أن تعيد الاعتبار لجميع الأبطال وفي كل الاختصاصات حتى لا تكون ثقافة عدم الاعتراف هي السائدة.