البيان/منصف كريمي
عن دار سحر للنشر لصاحبها الاستاذ محمد صالح رصاع وفي 217 صفحة صدر مؤخرا كتاب”الدم والدمع والنار: اساطير الآخرة ونهاية العالم”، وهو من تأليف الدكتور مراد الضويري.
ويأتي هذا المؤلّف لينضاف الى رصيد كتابات الدكتور مراد الضويوي وهو رئيس قسم علوم التربية بالمعهد العالي للعلوم الانسانية بجندوبة، وسبق له أن نشر مجموعة من الكتب ذات الصلة خاصة بالحضارة منها كتاب “أنتروبولوجيا الاسلام” الذي تعرّض الى موضوع التفكير السحري في الثقافة العربية الاسلامية في القرنين السابع والثامن الهجريين من خلال كتابات ابن عربي وابن خلدون.
أما هذا المؤلّف فيواصل البحث في المجال الاسطوري من خلال “المغامرة العلائمية” كما يسميها المؤلّف وذلك بدراسة صوت الإنسان في جفاف المنطق وصمت اللغة وجحيم الكلام معتبرا أن المدونة التي تعامل معها هي عبارة عن أبنية لغوية وتاريخية واسطورية وشعورية ولا شعورية تكوّن البني الانتروبولوجية للمخيال.
ويؤكّد صاحب هذا الاصدار ان التعبير عن أي مخيال يكون بواسطة انظمة اسطورية تتحدد من خلال التشاكلات بين الصور والرموز والنماذج الأصلية والأسماء الخيالية
وقد تناول المؤلّف مبحثه هذا مستئنسا بالمنهج من خلال التحليل السيميو- انتروبولوجي للأسطورة الاخروية باعتبارها حكاية رمزية أو نظاما سيميائيا.
وأفادنا المؤلّف أن قراءة ميثولوجيا تعود إلى الاف السنين بعيني محلل نفسي او سيميائي أو انتروبولوجي لا تعني ضياعه في الماضي بل تجعل منها قراءة حية تفكيها شعلة الرمز صفحا عن كل تفكير نسقي لا يستهدف إلا تقديم مجموعة من الرموز وبنينتها وفق نظام ما هو نظام المنطق الصوري و أن هذا قد يقود إلى تحنيط الانماط الأولى البدائية وتضييق الخناق على الطاقة الخلاقة للمخيال باعتباره مخزنا للصور والرموز والأساطير وان سمنا خياليا أو مسارا اسطوريا من قبيل الدم والجمع والنار قادت إليه معاشرتنا لمجاميع اسطورية تعود إلى ثقافات مختلفة يوحّد بينها الرمز الاسطوري قد يكون مفتاحا لتفكيك بني الخيال الرمزية.
ويضيف أنه بالرغم من اهتمام علم الانتروبولوجيا منذ بداياته بالرموز والصور والاساطير والنماذج الأولى البدائية في دراسة الثقافات والمجتمعات وبالرغم من انفتاح المقاربة الانتروبولوجية على الدراسات البينية اللغوية والادبية والسيميولوجية والسيكولوجية والاجتماعية والفلسفية والفلكلورية، فإن هذا المنهج مطبقا على التراث العربي الإسلامي مازال يخطو أولى خطواته.