افتتحت يوم السبت الماضي 10 فيفري 2024 الفنانة التشكيلية تقوى مناد معرضها الشخصي “المرآة” ” SPECCHIO MIROIR “ بالمركز الثقافي بسوسة
وتخلله حفل توقيع كتابها ” المرأة وغواية التصوير الفوتوغرافي في تونس“
والدكتورة تقوى مناد، فنَّانة تشكيليّة تونسيّة، مولودة عام 1982، متحصّلَة على الأُستاذيّة عام 2005، ثمّ الماجستير المهنيّ في فنّ الخزف 2011، يلي ذلك ماجستير بحث في جماليّات وممارسة الفنون عام 2013، ثُمّ شهادة الدكتوراه في الجماليّات وممارسة الفنون، اختصاص فنون تشكيليّة عام 2019.
شاركَت في العديد من المعارض الجماعيّة الوطنيّة والدوليّة. وأَقامت معرضها الخاص بعنوان “الآخر” في 2021.
وبصفتها فنَّانة وباحثَة أَلْقت مُحاضرات على الصعيد الوطنيّ، كما نشرت عدة مقَالات بمجلَّات علميّة مختصّة.
ويعكس المعرض رحلة ابداعيّة للفنانة تقوى مناد في عالم الخزف حيث يتميّز هذا المعرض بمجموعة متنوّعة من اللّوحات الخزفيّة التي تتراوح بين الوجوه التشكيليّة المختلفة والألوان الطفوليّة، ممّا يعكس تنوّع القراءات والتجارب الّتي شكّلت رؤية الفنانة الفنيّة السالفة والراهنة.
في هذا المعرض، تُعتبر “المرآة” رمزا للاحتفاء بالجمال والتنوُّع الّذي يتجلّى في الوجوه المختلفة، بَيْدَ أن تقوى مناد ركّزتُ اهتمامها على تجسيد الألوان الطفوليّة وذلكَ لإعادة اكتشاف البراءة والبساطة في هذا العالم المُعقّد. إذْ يتميز كلّ عمل في هذه الرِحلة بطابع فريد يحمل قصّة خاصّة تجعل الزائر يتفاعل معها بشكل شخصيّ وعميق. وبالإضافة إلى ذلك، يتضمّن المعرض المذكُور على محور هامّ حول دور المرأة في المُجتمع، حيث تبرز في الأعمال الفنّيّة تلك القُوّة الّتي تتمظهر في “النساء”، ودورهنّ الرئيسيّ في بناء المجتمعات ونشر الحبّ والتسامح والجمال لا في تُونس فَحَسْب وإنّما في كلّ أصقاع العالم. كما يُشجّع الزُوّار على التفاعل بشكل شخصيّ مع الأعمال الفنّيّة، ممّا يسمح لهم باكتشاف تجربة فنّيّة تعكس آراءهم ومشاعرهم الخاصّة تجاه المواضيع المطروحة. ويرمز أيضا إلى التنوّع في الوجوه وتعدّد الهويّات والتجارب البشريّة، فَتُستخدم الألوان الطفوليّة هُنا للإشارة إلى البَرَاءَة وعالم الأحلام.
مع العلم وان المعرض يتواصل الى غاية يوم 25 من الشهر الجاري وهي فرصة للزوّار للغوْص في أعماق عالم “المِرْآة”.
“المرآة وغواية التصوير الفوتوغرافي في تونس”
وخلال نفس المعرض قدمت الفنانة كتابها “المرآة وغواية التصوير الفوتوغرافي في تونس” وهو كتاب صدر عن شركة “لوغوس للنشر والتوزيع” في طبعة أنيقة وهو عمل جديد في مجال الفنون قدمت فيه الدكتور والفنانة التشكيلية تقوى مناد باكورة أعمالها البحثية في الفنون الجميلة.
وقد وثّق الكتاب فن التصوير الفوتوغرافي في تونس عودا إلى بدايات تاريخ هذا الفن وعبر مختلف أطواره واستدلالا بعدد من فناناته.
ويعتبر هذا الكتاب مرجعا مهما اجتهدت فيه الدكتور تقوى مناد كي تبيّن أن التصوير الفوتوغرافي هو رسالة عبر رؤية الأشياء من زوايا مختلفة على حقيقتها.
وقد مهّد للكتاب الدكتور يوسف المرواني حيث كتب : “هذا الكتاب في المحصل هو موضوع غواية، إذ يفتن قارئه عبر خطاب نقدي يترصد أعمالا تصويرية فوتوغرافية بمهارات فنية عالية وذوات نسوية مبدعة جسدت اختلاف الرؤى وائتلاف المعنى الواحد المشترك قصد إثبات الوجود، وجود المرأة عموما، والمرأة التونسية خصوصا، تلك المبدعة فنونا والمفكرة بذاتها وبالآخر (الرجل) مرآة لذاتها. (د. يوسف المرواني).