أحيا أبناء القيروان ومئات الآلاف من زوارها يوم، أمس السبت، ذكرى المولد النبوي الشريف، وسط احتفالات دينية مفعمة بجلسات المدائح النبوية في المساجد والمقامات والمنازل بالأحاديث النبوية العطرة والأناشيد الدينية والحفلات الصوفية، وإقامة الفعاليات الثقافية التي رافقتها حركية تجارية وسياحية، جعلت من مدينة القيروان مدينة لا تهدأ ولا تنام حتى الصباح.…
وشهدت المدينة بعد الظهر تدفق الرحلات السياحية من كافة ولايات الجمهورية وتوجه الزوار إلى المدينة الحافلة بما حوت في أرجائها من تراث، الباذخة بثقافتها وعبق تاريخها وذلك للاطلاع على مختلف معالمها ومزاراتها والمسلك السياحي بالمدينة العتيقة.
كما توجه الزوار لاداء الصلاة بجامع عقبة بن نافع والتبرك بمقام الصحابي الجليل أبي زمعة البلوي المعروف ب”سيدي الصحبي” والتقاط الصور التذكارية واقتناء مختلف المنتوجات التقليدية على غرار “المقروض القيرواني” والزربية وأواني النحاس المطروق الذي تشتهر به ولاية القيروان.
كما غصت ساحات المدينة بالزوار لمتابعة حفلات الفرق الصوفية خاصة بساحة “باب الجلادين” و”بطحاء الجرابة” و”ساحة أولاد فرحان” التي احتضنت عرض “التخميرة” للفنان مراد باشا، إلى جانب فعاليات “الخرجة القروية” التي تم خلالها إبراز خصوصيات اللباس التقليدية القيرواني وخاصة “الحايك القيرواني”.
و انتظم مساء امس بالمناسبة موكب ديني بجامع عقبة بن نافع تضمّن تلاوة الآيات البيّنات من القرٱن الكريم ومحاضرة دينية قدمها الإمام الخطيب بجامع عقبة الشيخ منذر العلاني تحت عنوان “دروس وعبر من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ” تلتها ابتهالات ومدائح وأذكار محمدية، ليختتم الموكب بتكريم مجموعة من الفائزين في المسابقات في حفظ القرآن وترتيله والأحاديث النبوية وفي رفع الآذان على طريقة الشيخ علي البراق.
ورصدت وكالة تونس افريقيا للأنباء آراء زوار عاصمة الأغالبة والتي تعرف كذلك “برابعة ثلاث” بعد مكة والمدينة والقدس الشريف، حيث اعتبر عمرو رزقي، القادم رفقة عائلته من قسنطينة بالجزائر، لأول مرة خصيصا ليعيش أجواء الاحتفالات بالمولد النبوي في القيروان، أنها “أجواء روحانية وتنشيطية جد رائعة ” كما رقاته معالم المدينة، مضيفا أنه يشجع الجزائريين على زيارة القيروان خلال هذه الاحتفالية خلال العام القادم.
وأكدت سامية وهي تونسية مقيمة بباريس أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالقيروان له نكهة خاصة خاصة في حضن معالمها التاريخية ، يعبق بأجواء روحانية وعادات وتقاليد مميزة لأهل القيروان إلى جانب الاحتفالات في كافة أرجاء المدينة مشيرة إلى أن هذه المناسبة فرصة لتشجيع السياحة الداخلية وتنشيط الحركة التجارية في المدينة.
وتتميز مدينة القيروان خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بتدفق المئات الآلاف من الزوار مما يضفي على المدينة حركة اقتصادية لا تشهدها طيلة السنة، حيث بيّن المندوب الجهوي للسياحة مراد العلويني انه تم تسجيل نسبة امتلاء كلية بالوحدات السياحية بالجهة والبالغ عددها سبعا بين فنادق ودور للضيافة.
وساهم المعرض التجاري والمعرض الوطني للصناعات التقليدية في إضفاء حركية تجارية تعرف أوجها خلال هذه الفترة من كل عام حيث ينتظرها التجار والحرفيون بفارغ الصبر لترويج منتوجاتهم بعد ركود طيلة السنة.
وأقيم صباح اليوم، الأحد بهذه المناسبة حفل “المولدية” بمقام أبي زمعة البلوي لتختم الاحتفالية منذ قليل بالعرض الدولي “مدائح عربية” بقاعة العروض بالمركب الثقافي أسد ابن فرات وهو عرض صوفي مشترك بين تونس والجزائر وسوريا في مدح خصال الرسول الكريم.