مقدمة
يُعدُّ الكتاب بمختلف أشكاله، عصارة جهد فكري لأقلام نهمت من العلم والمعرفة والتجارب ما مكنها من تزويد القارئ بما يُطوِّرُ ذاته ويبني شخصيته وسط عالم مليء بالمتغيرات المتسارعة، وقد شهد شكل الكتاب تطورا عبر العصور نتيجة سلسلة من الانجازات المستمرة والابتكارات التي أتقنها الإنسان في بحثه الدائم عن مصادر تَحَضُّرِهِ، حيث يعتبر الكتاب وعاء للمعلومات الذي يؤرخ لمجد الكتابة في بمختلف أشكالها التي نقلت البشرية من عصور التخلف والشفاهية ( أسلوب التواصل في العصور القديمة ) إلى عصور الكتابة وتفريعاتها المختلفة وصولا للكتابة الرقمية. وانطلاقا من هذا فقد تَناولت العديد من الدراسات والبحوث موضوع هذين الشكلين من الكتب والتي أفضت إلى عدة آراء مختلفة منها ما يُفضل الكتاب الورقي على الكتاب الرقمي ومنها ما يرى العكسوفي هذه الورقة سنحاول دراسة الكتاب الورقي والكتاب الرقمي وخصائص كل منهما.
الكتاب الورقي
كان ولا يزال الكتاب المطبوع عمود صناعة الثقافة والوعي منذ اختراع غوتنبرغ للطابعة عام 1450 وهو يُمثلمجموعة من الأوراق المتصلة فيما بينها وبنهاية واحدة،مُضمنة في غلاف ويحمل في مضمونه جملة من المعلومات صاغها أصحابها وفقا لأفكار ونظريات معرفية معينة والتي تتعلق بمجالات الحياة المتنوعة. وقد بدأ الكتاب بالظهور في بداية القرن الأول بعد الميلاد. وكانت تتميز الكتب بسهولة قراءتها مقارنة بالمخطوطات وسهولة حفظها، بحلول عام 800 بعد الميلاد، احتوت المكتبات على نحو 500 كتاب. و في عام 1045 اخترع الصيني “بيج شينق” طابعة متحركة مصنوعة من الخزف ، ويعود ازدهار الكتاب بفضل “يوهان غوتنبرغ ، الذي طور الطباعة في عام 1450 بعد الميلاد وقد تطورت الطباعة وأصبحت سريعة في عام 1800 بعد الميلاد، حيث كانت المطابع تنتج ألف صفحة في الساعة،
الكتاب الرقمي
ظهر الكتاب الرقمي كنتيجة للطفرة التكنولوجية المذهلة التي شملت جميع الميادين، حيث غيّرت التكنولوجيا كثيرا من ملامح حياتنا وعاداتنا، وتغيرت معها نظرتنا للأشياء وطريقة تعاملنا معها. وامتدت يد التقنية إلى عالم النشر والكتب باستحداث وسائل جديدة للقراءة تعيد تشكيل علاقة القارئ بالكتاب. وقد جاء في موسوعة wikipédia أن" الكتاب الرقمي (بالإنجليزية: ebook أو e-book) ويعرف أيضاً بمسميات الكتاب الإلكتروني، وهو كتاب منشور وموزع بنسخة رقمية، متوفر على شكل ملفات يمكن تحميلها وتخزينها لقراءتها. على شاشة (كمبيوتر شخصي، هاتف محمول، قارئ إلكتروني،جهاز لوحي بشاشة تعمل باللمس)، أو على شاشة برايل، أو جهاز قراءة الكتب الصوتية، أو المتصفح."وقد بين الدارسون أن ظهور الكتاب الرقمي بدأ عندما أنشأ مايكل هارت مشروع غوتنبرغ سنة 1971 بهدف رقمنةكمية كبيرة من الكتب وإنشاء مكتبة افتراضية تقدم مجموعة من المستندات الرقمية، وقد كانت الانترنت في تلك الفترة بطيئة مما أدى إلى محدودية الوصول للمعلومة ولكن سرعان ما تفادى العلماء هذا البطء منذ الثمانينات مما مكن من تسارع معدل نمو المنشورات الإلكترونية ، وتواصلت المبادرات في عالم الكتب الرقمية خلال العقد الأخير من القرن العشرين. وجاء هذا الشكل الجديد مكملا للنسخة المطبوعة (باعتباره يضم محتوى النسخة الورقية ويحولها إلى نسخة رقمية) بفضل المزايا التي يوفرها التنسيق الرقمي سواء من حيث الشكل أو المحتوى، وبالتالي فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليس انقلابا على ما سبق وإنما امتدادا له وتطورا تدريجيا ونقلة نوعية شاملة في تاريخ الإنسانية.
واعتمادا على ما تقدم فإن “القراءة الرقمية” هي النشاط الذي يتكون من قراءة النصوص المكتوبة (ربما تكون مصحوبة برسوم توضيحية ثابتة أو متحركة) عن طريق جهاز رقمي: جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي أو هاتف ذكي أو محطة معلومات أو غير ذلك على مدار العشرين عامًا الماضية،لقد كانت القراءة على الشاشة موضوعًا للبحث منذ بداية الحوسبة مما سمح بتطور استخدامات رقمية جديدة للقراءة.
ايجابيات وسلبيات الكتاب الورقي
تظل المطالعة من خلال تصفح الكتاب الورقي التقليدي، مركزة، وأكثر رصانة، ومن ثم فإنه لا يزال لها سحرها الخاص، وبالتالي فإنها تحتفظ بنكهتها الأصيلة في وجدان القارئ، إلا أنها كغيرها، لها ايجابيات وسلبيات
الإيجابيات
* يتميز الكتاب الورقي بأنه مصنوع من الورق الذي يجعل القارئ أكثر تفاعلا مع الكتاب ويجعله متوفرا بشكل دائم فهو ليس بحاجة إلى تزويده بالطاقة الكهربائية.
* رغبة القُرَّاء في الابتعاد عن كل ما يشتت انتباههم عن القراءة، إذ إن الأجهزة اللوحية والهواتف والحواسيب تشتت الانتباه بسبب تنبيهات التطبيقات وإغراء القارئ بتصفح الإنترنت بشكل يتعذر عليه متابعة قراءة الكتب دون انقطاع.
* يوفر الكتاب الورقي قراءة مريحة تقضي بشكل كبير على مشكلات سطوع الشاشة وتأثيرها السلبي على العين.
* الكتاب الورقي له رائحة وملمس. يُعَدُّ تقليب الصفحات جزءًا لا يتجزأ من متعة القراءة، ولا يزال العديد من الأشخاص غير قادرين على تركها.
* يمكنك تصفح كتاب ورقي للحصول على فكرة عن المحتوى، وهو أمر يكاد يكون مستحيلًا مع الكتاب الرقمي.
* يمكن إعارة كتاب ورقي وتقديمه كهدية.
* القراءة الورقية تساعد على الاسترخاء
* المتانة وطول العمر، يمكن للكتاب أن يمتد عبر العصور، وأن ينتقل من جيل إلى جيل، خاصة إذا توفرت وسائل إعادة الطباعة والنشر دون خوف من تعطل البطارية أو حدوث خطأ برمجي
* مع الكتاب الورقي، قل وداعًا للاعتماد على التكنولوجيا. فقط احصل على كتابك واذهب في مغامرة. وعندما يتعلق الأمر بالاسترخاء في الخارج، لا شيء يضاهي فوائد القراءة في الهواء الطلق، تحت ظل شجرة أو على الشاطئ، دون التعرض لأشعة الشمس الساطعة أو انعكاس الشمس.
* هناك جمال جوهري في رؤية رف مليء بالكتب الملونة، كل منها يحمل علامات الزمن وقراءات الماضي. كل كتاب هو كنز في حد ذاته، وتضيف الإشارة المرجعية الخشبية إلى صفحاته لمسة شخصية، تشهد على اللحظات التي تقضيها بين صفحاته. بالنسبة للكثيرين، يعد جمع الكتب شغفًا، وإعلانًا عن حبهم للقراءة، وهو أمر لا يمكن للملف الرقمي أن يضاهيه أبدًا.
* استحالة تغيير محتوى النص نظرا لوجود قانون حقوق التأليف.
* الكتاب الورقي يجعلك تتماهى مع فكرته أي أنه يجعلك تدخل لعالمه الصغير بصورة أسرع ويجعلك تتواصل معه باستمرار وعند تقليب الصفحات يشعر القارئ بمتعة نتيجة التفاعل.
* القراءة ببطء تساعد على التركيز وتقليل التوتر بعيدا عن التشويش الذي تسببه الشاشة عند القراءة الإلكترونية.
* الكتاب الورقي يساعد على تنمية مهارات الكتابة وتطوير اللغة والتعبير بطريقة سلسلة.
السلبيات:
* غلاء الأسعار نتيجة مستلزمات الطباعة والنشر.
*صعوبة حمل الكتب في نفس الوقت خاصة عندما يتعلق الأمر بمجموعة كبيرة
* صعوبة إيجاد الكتب النادرة مما يتطلب التنقل والبحث في عدة أماكن وما ينجر عنه من مصاريف وتعب
*الكتاب الورقي يـتأثر بالعوامل الطبيعة خاصة عندما يكون في موقع تكثر فيه الرتوبة .
* قد يتعرض للتمزق أو للتلف أو السرقة.
ايجابيات وسلبيات الكتاب الرقمي
مما لا شك فيه أنه و مند مطلع القرن الواحد والعشرين أصبحت التكنولوجيا متغلغلة بشكل كبير في حياتنا اليومية، إذ أصبحت معظم الأعمال التي نقوم بها تحتاج إلى أجهزة الكترونية ، ومن ضمن الأمور التي شملتها التكنولوجيا، القراءة حيث أصبحنا تدريجيا تنتقل من الورق أو الكتاب المطبوع إلى الكتاب الالكتروني الرقمي، إذ عرف هذا النوع من الكتب إقبالا كبيرا، وحتى نفهم مدى أهمية هذا النوع الجديد، علينا أن نتبين ايجابيات القراءة الالكترونية؟ وما هي سلبياتها؟
الايجابيات
*مكنت القراءة الالكترونية القارئ من حمل آلاف الكتب إلى أي مكان وفي أي زمان دون عناءفيمكن للقارئ تحميل كتب كثيرة على جهازه المحمول أو على الحاسب الشخصي في وقت وجيز بالإضافة إلى سهولة تصفحها.
* تطور أجهزة القراءة الإلكترونية التي ارتقت إلى مستويات تقنية كبيرة، لا سيما من حيث وضوح الشاشات التي تعتمد على تقنية الحبر الإلكتروني، ونجاحها في تقديم تجربة قراءة مشابهة لقراءة الكتب المطبوعة.
*سهولة توفر الكتاب الالكتروني عكس الكتاب الورقي الذي يتطلب منك أحيانا السفر من أجل اقتنائه، فالكتاب الالكتروني يمكن اقتنائه أو تحميله بسهولة.لذلك فلا داعي لحمل كتب متعددة أثناء السفر، فجهاز بسيط يمكنه حمل مكتبة كاملة! سواء كُنت متنقلًا أو مسافرًا أو ببساطة في المنزل، فإن الوصول إلى آلاف العناوين لم يكن بهذه السهولة من قبل.
*سهولة التصفح والبحث في الكتب والموسوعات الالكترونية حيث يمكن للقراء البحث في موسوعة أو قاموس معين بكتابة أول حرف من الكلمة التي يريد البحث فيها بخلاف القاموس الورقي الذي يتطلب جهد كبيرا في البحث
*إمكانات كبيرة لعرض الصور والرسوم والمخططات بأبعادها وأحجامها المختلفة والتدخل فيها بالتصغير والتكبير والنقل أو الطلب
*القراءة الالكترونية عبر الشاشة تمكن القارئ من التحكم في نوعية الأحرف وفي شكلها وحجمها وتحويلها إلى النمط الذي يريده.
* استثمار شركات تقنية عملاقة في النشر الإلكتروني مثل “أمازون” و”آبل” و”غوغل“، وبهذا استقطبت عددا كبيرا من الناشرين والمؤلفين لتقديم باقات متنوعة من الكتب تناسب كل الأذواق والاهتمامات.يمكن أن يكون الكتاب الرقمي خيارًا حكيمًا اقتصاديًا مقارنة بالكتب الورقية.
* تطور تطبيقات القراءة التي أصبحت بفضل الخدمات التكنولوجية امتدادا لأجهزة القراءة الإلكترونية، حيث يمكن متابعة قراءة الكتاب نفسه على تطبيق موجود في أكثر من منصة وأكثر من جهاز.
* انفتاح أجهزة القراءة الإلكترونية على لغات عديدة، من بينها العربية، وهو ما جعل قاعدة النشر الإلكتروني تتوسع وتستقطب ناشرين ومؤلفين وقراء بشكل تصاعدي.
*تعيد القراءة الإلكترونية تشكيل علاقة القارئ بالكتاب، إذ يستطيع اختيار الخط المناسب للقراءة وحجمه ومتابعة نسبة ما قرأه، وكم تستغرق قراءة الفصل الذي بين يديه، وكم بقي له من الوقت ليكمل الكتاب كله.ويمكن للقارئ أثناء تقليب الصفحات تظليل النصوص التي يرغب في الرجوع إليها لاحقا، وبمقدوره نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي أو تصديرها في ملف واحد كي يستفيد منها.
* تتيح هذه القراءة الوقوف على معنى أي كلمة بالاستعانة بقواميس مدمجة، أو معرفة ترجمتها، أو حتى توسيع معلومات القارئ عن الكلمة بالرجوع إلى موسوعات متعددة.
* يمكن دمج عدة صفحات تُعالجُ نفس الموضوع في صفحة واحدة.
*الكتب الإلكترونية تتكيف معك. هل تحتاج إلى خط أكبر؟ هذا ممكن. هل تريد تسليط الضوء على مقطع أو البحث عن تعريف؟ انها في متناول اليد. توفر أدوات مساعدة القراءة الرقمية تجربة قابلة للتخصيص، مما يجعل القراءة أكثر راحة وتفاعلية.
*ادخار الكتب على المدى الطويل
*توفير المساحة أو الحصول على مكتبة في حجم كتاب واحد
*الشخص الذي أمامك لا يعرف ما تقرأه، رغم أنه يملك الغلاف في علبة كتاب.
*الشراء الفوري من المنزل (ومن بعض المكتبات) تنزيل الكتاب فوري
*القراءة الليلية (لمن لديهم إضاءة) أي القراءة دون إزعاج الآخرين
*القراءة ممكنة بيد واحدة، أو أثناء تناول الطعام (لا يجوز فتح الكتاب ورقي)
*التفاعل مع القارئ من خلال صوت الكتاب، الرسوم التوضيحية المتحركة وغيرها .
السلبيات
*حسب آخر الدراسات التي أجريت، فإن القراءة عبر الشاشات تؤثر بشكل سلبي على المخ، بحيث تؤدي إلى تشتت التركيز، إذ أن التغيرات التي تحدثها القراءة عبر الانترنت على المخ مع تعدد الخيارات من صور وفيديوهات تتسبب في تشتت القارئ وبالتالي تؤثر على قدرته على القراءة بعمق.
۷في دراسة أخرى أجريت في جامعة “بنسلفانية” في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم مقارنة القراء الذين يقرؤون كتبا الكترونية وقراء يقرؤون كتبا ورقية حيث تم التوصل إلى أن الذين يقرؤون النوع الأول من الكتب تضطرب أنماط النوم لديهم ويستيقظون متعبين أكثر من الذين يقرؤون الكتب الورقية.
*القراءة الالكترونية عبر الشاشة تتسبب في الإجهادللعينين وهذا ما أكده أخصائيي طب العيون مما يؤثر على الخلايا الشبكية ويسبب التنكس البقعي للنظر (مرض شبكي مسؤول عن الرؤية المركزية)كما يسبب العديد من المشكلات مثل الساد ( ضبابية في عدسة العين ) أو الماء الأبيض، ظهور الطفرة في العين، احمرار العين، غباش الرؤية، وحدوث جفاف شديد.
*القراءة الالكترونية لا تساعد على قراءة الكتب الطويلة مثل الروايات والقصص.
*الكتاب الإلكتروني لا يُمكن من التواصل المادي والحسي مع النص المكتوب
*أجهزة القراءة الإلكترونية يمكن أن تتلف أو تصبح قديمة
*استحالة إعارة كتاب على وسيلة لم يتم شراؤها من أجلها
*لا يسمح بتزيين الغرفة وبدء محادثة مع صديق ينظر إلى كتبك
*الكثير من القرصنة التي لا تحترم حقوق المؤلفين حيث يتيح فرصة الولوج إلى النص الرقمي وتغيير محتواه مما يؤثر على مصداقية المعلومات .
*أسعار مرتفعة بشكل غير مفهوم مقارنة بالكتب الورقية على الرغم من وجود عدد أقل من الوسطاء
*سعر النسخة الرقمية في بعض الأحيان يكون أكثر تكلفة من النسخة الورقية
* الأجهزة الإلكترونية والهواتف والحواسيب تشتت الانتباه بسبب تنبيهات التطبيقات وإغراء القارئ بتصفح الإنترنت بشكل يتعذر عليه متابعة قراءة الكتب دون انقطاع.
الخاتمة
لاشك أن القراءة بمعنى مطالعة الكتبمفيدة في تحصيل المعلومة، وزيادة المعرفة، وتنمية عملية الفهم، وتوسيع الإدراك لدى القارئ،سواء كانت قراءة على سبيل الهواية، أو أنها تتم على سبيل الاحتراف، والمنهجية..
ومع تطور مجتمع المعلومات وظهور الثقافة الرقمية، وانتشار ثقافة الصورة، في الوسط التكنولوجي من خلال الواقع الافتراضي على نطاق واسع، وانغماس المتصفحين فيه بشكل تام باعتماد وسائل رقمية متنوعة الذي مكن من تطور شكل الكتاب من الورقي إلى الرقمي الشيء الذي دفع بالقُرَّاء باعتماد هذا الشكل الجديد من الوعاء المعلوماتي بما يتضمنه من ايجابيات وسلبيات. وإذا كانت إغراءات الصورة، وعبارات الاشهار الجاهزة، لا تحتاج سوى كبسة زر للاستدعاء، ومن ثم الحضور الفوري أمام المتصفحين، ومستخدمي الإنترنت، ومن دون عناء يذكر، فإن القراءة الرقمية مع ذلك، تظل عرضة للتشويش أثناء التصفح، وذلك نتيجة تزاحم انسياب المعلومات، والصور، والمشاهد، بالانبثاق المفاجئ، مما يستهلك الكثير من وقت المستفيد، ويشتت انتباهه، ويضعف قدرته على التركيز في اللحظة، لهذا فإننا نرى أن القراءة في الكتاب الورقي، مهمة في صقل مهارات التعبير،مع كونها موهبة إبداعية، فالقراءة باعتماد الكتاب الورقي تنمي مهارة التواصل عبر الكتابة، والحديث، لأنها توسّعالملكات اللغوية للقارئ، وتزيدها ثراء ومعرفة ولذلك تظل المطالعة من خلال تصفح الكتاب الورقي التقليدي، مركزة، وأكثر رصانة، ومن ثم فإنه لا يزال لها سحرها الخاص، وبالتالي فإنها لاتزال تحتفظ بنكهتها الأصيلة في وجدان القارئ.
وعليه فإننا مدعوون كمهنيين بأن نعمل على فرض وجود الكتاب الورقي من خلال تكثيف أنشطة الترغيب في المطالعة واستقطاب أكثر عدد من الروادوإعداد برامج تُسوِّقٌ لقيمة المكتبة وبيان أهميتها في حياة الإنسان خاصة وأن وزارة الشؤون الثقافية تعمل على دعم الكتاب الورقي من خلال الشراءات السنوية لتنمية رصيد المكتبات العمومية ودعم النشر والورق والاستثمار فيه ودعم المبدعين، دون أن نتناسى هذا التطور التكنولوجي وذلك بحتمية الاستفادة منه بصفة عقلانية وذلك باستخدامها بما ينفع الناس.
نورالدين مزهود
كاهية مدير المطالعة العمومية
المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسليانة
المراجع
https://books.openedition.org/bibpompidou/1876?lang=fr
https://www.radiofrance.fr/franceculture/lecture-papier-vs-lecture-numerique-match-nul-8001538
https://www.cnesco.fr/wp-content/uploads/2018/04/14-Rouet-.pdf
https://fr.wikipedia.org/wiki/Livre_num%C3%A9rique
https://www.techno-science.net/glossaire-definition/Lecture-numerique.html
https://eduveille.hypotheses.org/files/2016/04/CC-Lecture_2016_Thibert_Lecture-nume%CC%81rique.pdf
https://www.la-boutique-du-lecteur.com/avantages-inconvenients-livres-electroniques-vs-livres-papier
https://www.librinova.com/blog/livre-numerique-et-livre-papier-le-match